الحكومة تتكلم.. والناس لا يصدقون.. فماذا بعد..؟؟

بتاريخ: 06 سبتمبر 2007
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

لا يوجد «مسئول» واحد فى الحكم إلا ولديه قناعة كاملة بضرورة «إحداث تغيير حقيقى فى حياة الناس».. بمعنى أن الحكومة تتحدث ليل.. نهار.. عن الإصلاح الاقتصادى «الفريد فى نوعه».. وارتفاع نسبة النمو، وتدفق الاستثمارات التى لا أول لها ولا آخر.. ومع ذلك فإن المواطن العادى لا يشعر بأن هناك تحسينا ملموسا قد طرأ على مستوى معيشته.. إذ أن موجة الغلاء تشتد يوما بعد يوم.. مما يزيد الهوة اتساعا بين الأجور، والأسعار.. كما أن رغيف الخبز يصر على أن يطل برأسه على الجماهير.. متحديا.. ومتشفيا.. فضلا عن تأزم مشكلة البطالة، والإسكان مع طلعة شمس كل صباح.

أما الخدمات الصحية فحدث عنها.. ولا حرج..!

من هنا.. عندما تعلن الحكومة أمس بعد اجتماع مجلس الوزراء عن زيادة الدعم المخصص لهيئة السلع التموينية بمبلغ أربعة مليارات و700 جنيه من أجل استيراد كميات أكبر من القمح بهدف توفير رغيف الخبز، وتحسين مستواه.. فإنها تكون مطالبة بتحويل قرارها إلى واقع عملى.. وإلا فسوف تظل الحلقة المفرغة تدور بغير جدوى أو طائل.. الحكومة تتكلم.. والناس لا يصدقون.. حتى يقع «الصدام» الذى لا مفر منه..!

* * *

دعونا نكون صرحاء.. ونعترف بأن الجماهير كانت تأمل أن يأتيها شهر رمضان وقد هبطت معدلات التضخم.. فإذا بها ترتفع.. أو أن تنخفض أسعار السلع الغذائية.. إلا أنها فوجئت بألسنة لهيبها وقد بلغت عنان السماء.. أو أن تحصل على «رغيف خبز» صالح للاستهلاك الآدمى ودون ما حاجة إلى الانتظار فى الطابور منذ بزوغ الفجر.. لا أن تمنيها بأشياء مازالت فى علم الغيب..!

إن مبلغ الأربعة مليارات و700 مليون جنيه الذى أعلن مجلس الوزراء عنه بالأمس لزيادة دعم هيئة السلع التموينية.. هل سيتم ضخه فورا.. أم ما داموا قد أدرجوه ضمن ميزانية 2007/2008 أليس أمامه إذن وأمامنا المزيد من الوقت..؟؟

فى نفس الوقت.. ما هى الآلية التى نطمئن من خلالها بأن حال رغيف العيش سوف يتحسن بعد توفير هذا المبلغ..؟؟

هل كلف رئيس الوزراء.. وزير التضامن الاتماعى بوضع خطط وبرامج جديدة من شأنها استثماره استثمارا جيدا.. أم سوف تلقى الخيوط كلها بين يدى الوزير.. ليقع فى نفس الأخياء.. ويبقى الحال على ما هو عليه..؟؟

.. ثم.. ثم.. ما أدرانا.. بأن الأربعة مليارات والـ700 مليون جنيه لن تنضم إلى مسيرة «نظيرتها» التى قالوا إنها سوف تخصص لتطوير السكك الحديدية التى مازالت بدورها «محلك سر».. والتى يعانى ركاب درجتها الثالثة على وجه الخصوص أبلغ معاناة.. مع الأخذ فى الاعتبار بأن مليارات الأمس إنما هى مجهولة الهوية.. وغير معلومة المصدر بعكس.. «سابقتها» التى جاءت مقابل ترخيص الشبكة الثالثة للتليفون المحمول..؟؟!!

* * *

على أى حال.. نعود لننادى للمرة الألف.. أغيثونا.. أغيثونا.. من «معسول الكلام».. فالغالبية العظمى فى هذا الوطن لا تتطلع إلى تناول «البقلاوة والجاتوه».. بل أقصى أمانيها.. «لقمة خبز هنية» دون أذى، أو من.. أو.. أو.. وعود لا تعدو أن تكون «دخانا * الهواء»!!.