سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " نرجوكم.. أحضروا لنا هذا الدواء..! "

بتاريخ: 21 مارس 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*نرجوكم.. أحضروا لنا هذا الدواء..!

*المنافسة مشروعة.. لكن الويل كل الويل لمن يعرفه ويخفيه

*القارة العجوز.. تحولت كلها إلى سجن كبير

*صديقي سافر باريس يوم الأحد.. والآن أصبح "عالقا"..!

*برافو حكومة مصر.. قراراتها محسوبة.. وتوقيتاتها مضبوطة

*يا أمهات مصر العظيمات.. دعواتكن مستجابة إن شاء الله

*لولا أننا نكرهك أيها "الفيروس" لشكرناك على وقف تصوير مسلسلات رمضان!

*حذارِ من فوانيس رمضان الصينية..!

*الدولة عينها على كل شبر أرض.. ومصلحة كل مواطن

*احتفالنا بمرور 31 عاما على تحرير طابا يؤكد على عمق الانتماء وصدق الولاء

 كان ولابد أن تفرض حمى السياسة نفسها.. على معركة البشرية مع فيروس كورونا العنيد.. ومع السياسة سرعان ما جاء الاقتصاد.. لتزداد الأزمة تفاقما..!

في البداية.. منع عنصر المفاجأة.. أصحاب الحول والطول في بلدان عديدة من الاقتراب.. لكن ما أن استردوا الأنفاس.. حتى أخذ لهيب التنافس يرتفع في بقاع شتى من المعمورة..!

الآن.. يظهر لنا بين كل يوم وآخر من يقول إنه في طريقه لتصنيع المصل والعلاج لكن الأمر يحتاج إلى أربعة شهور على الأقل..!

ثم يجيء نفس الصوت مرددا بأن الأربعة شهور يمكن أن تنخفض إلى شهر واحد خاصة وأن الأموال متوافرة.. والعلماء عاكفون على أبحاثهم.. التي ليس لهم سواها في هذه الظروف الطارئة.

 بعدها يدخل الألمان الحلبة مؤكدين أن اللقاح أصبح قاب قوسين أو أدنى من أياديهم.. لكن المشكلة تنحصر في التمويل مما يدفع الرئيس الأمريكي ترامب ليعرض عليهم استعداده لتحمل مليارات الدولارات بشرط أن يستكمل العلماء الألمان محاولاتهم في أمريكا.. وهذا.. ما رفضته ميركل مستشارة ألمانيا جملة وتفصيلا..!

***

في نفس الوقت سرعان ما انضمت فرنسا إلى أحاديث الصباح والمساء لتعلن أن الدواء المستخدم لعلاج الملاريا يفيد كثيرا في المعركة الشرسة ضد الفيروس كورونا وقد أثبتت التجارب المعملية هذه النتيجة المبشرة بالخير..!

أما الصين.. فقد اختصرت المسافة وأعلنت انتصارها على كورونا ثم أزالت القيود.. ورفعت الأسوار.. مؤكدة على أن العقار لديها وأنها حصلت على الموافقات الدولية التي تجيز تداوله..!

***

وهكذا.. ازدادت حيرة الغالبية العظمى من سكان المعمورة لاسيما الذين يزداد تساقط ضحاياهم يوما بعد يوم.. مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا وبلجيكا لدرجة أنه يسود الآن شعور يتسم بشبه إجماع بأن دولة بعينها تملك سر اللقاح والعلاج منذ سنوات مضت.. وأنها سوف تعلنه في الوقت المناسب.. حتى تضمن عندئذ تدفق مليارات الدولارات إليها.

لكن السؤال: وكيف يحدث ذلك.. ونفس هذه الدولة تعاني من عدوان الفيروس شأنها شأن غيرها..؟!

ويجيء الرد: الخسارة لا تمثل شيئا بجانب الأرباح الهائلة..!

نفس الحال ينطبق على الصين التي لم تخف توصلها للدواء المأمول .. بل أعلنت أنها بدأت بالفعل في استخدامه.

عموما.. وفي جميع الأحوال.. تزداد الصيحات.. التي تقول : نرجوكم.. أحضروا لنا هذا الدواء .. فلم يعد الأمر يحتاج إلى مزيد من الانتظار..!

فعلا.. أي انتظار هذا يمكن تحمل تبعاته.. بينما قارة أوروبا جمعاء تحولت إلى ما يشبه السجن الكبير بعد أن توقفت الحياة في دولها توقفا كاملا.. وتحولت العواصم.. والمدن الكبرى إلى ما يشبه مدن الأشباح..!

بالمناسبة لي صديق سافر يوم الأحد الماضي إلى باريس لارتباطه بموعد هام هناك.

نصحته بتأجيل السفر أو حتى إلغائه لكنه صمم على موقفه.. ليفاجأ بأن عاصمة النور باتت قاتمة السواد.. بعد أن منعت الحكومة الناس من الخروج بعد الساعة السادسة مساء.. ومن يخالف قرارات المنع يقوم بسداد غرامة مالية قدرها 135 يورو.. وأيضا يعود من حيث أتى..!

هذا الصديق.. أصبحت أقصى أمنياته الآن أن يعود للقاهرة.. لكن كيف وخطوط الطيران توقفت لمدة 14 يوما..!

بالأمس.. اتصل بي.. قائلا: إنه بعد أن أصبح "عالقا" يريد حلا..!

قلت له انتظر انطلاق مبادرة أوروبية مثل المبادرة التي أطلقها مصريون في أمريكا لترتيب عودة العالقين..لكن لا أكتمكم سرا.. أن ذلك لو تحقق فلن يكون قبل أسبوعين.. يعني العودة إلى نقطة البداية.

***

كلمة حق ينبغي أن تقال.. ليس تحيزا لأنفسنا.. ولا افتخارا.. أو غرورا.. فإن الحكومة المصرية تكاد تكون من الحكومات القلائل التي تتعامل مع فيروس كورونا بالتعقل والفهم.. والإدراك السليم.. والأهم.. الأهم.. بعيدا عن الانفعالات فالقرارات لا تصدر إلا بعد دراسة متأنية وتحليل دقيق للأوضاع والظروف التي تتغير بسرعة فائقة مع كل ساعة زمن تمر.. كما أن توقيت هذه القرارات.. محسوب بعناية فائقة بحيث تأتي.. مصيبة للهدف مسبقا..!

ولعل أقرب مثل تلك القرارات الخاصة بإغلاق الكافيتريات والمطاعم والأندية.. و..و.. في السابعة مساء حتى السادسة من صباح اليوم التالي ..!

لقد ظلت الحكومة تنتظر ردود الفعل لدى الجميع بعد الإعلان عن اختراق الفيروس لحدودنا.. لتكتشف أن الناس لم يلزموا بيوتهم درءا لانتشار العدوى.

بل استغلوا إجازة مدارس الأولاد .. أو تقليل ساعات العمل.. للخروج والتردد على المقاهي والكافيتريات والمتنزهات من الثامنة مساء وحتى بزوغ الفجر..!

عندئذ.. تأتي قرارات خفض ساعات النشاط لا لشيء.. إلا من أجل مصلحة هؤلاء أنفسهم الذين لا يقدرون حقيقة الأبعاد.. ولا يتوقفون أمام الاحتمالات.

ودعونا.. نناشد الجميع.. ضرورة مراعاة التوصيات والنصائح التي تذاع عبر شاشات التليفزيون.. فهذه النصائح وتلك التوصيات أفيد للمشاهدين ألف مرة ومرة.. من برامج كثيرة "وهايفة" أو مسلسلات عفا عليها الزمن..!

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر .. فنحن نقول للفيروس لولا أننا نكرهك.. ونمقتك.. ونتمنى أن تهزم شر هزيمة لكنا شكرناك على وقف تصوير مسلسلات رمضان..!

فعلا.. إن وقف التصوير هذه الأيام غالبا ما سيؤدي إلى عدم اكتمال كثير من المسلسلات وبالتالي عدم إذاعتها خلال شهر رمضان القادم أي بعد حوالي أربعين يوما من الآن..!

إن هذا.. أحسن.. وأحسن.. كثيرا.. وكثيرا جدا..

***

بالمناسبة .. فإن أمهات مصر العظيمات اللاتي نحتفل بهن هذه الأيام .. نرجو أن تكون دعواتهن مستجابة من لدن العزيز الكريم .

من هنا فنحن نطالبهن برفع أياديهن للسماء راجين الله سبحانه وتعالى أن يزيل عنا هذا الكابوس الثقيل.. وذلك الداء الوبيل المسمى"كورونا"..!

يا أمهات مصر العظيمات إن دوركن في بناء وتنشئة الأبناء والبنات لا ينازعكن فيه منازع.. لذا.. فالله سبحانه وتعالى لن يخيب لكن رجاء..

إنه نعم المولى ونعم النصير.

أيضا.. باعتباركن سيدات الأسر.. حذارِ.. وألف حذارِ.. من فوانيس رمضان المصنعة في الصين.. والتي تعودت على أن تغزو أسواقنا كل عام..!

الوضع هذا العام مختلف.. فما أدرانا أن الأيادي التي شاركت في تصنيع الفوانيس ليست حاملة للفيروس اللعين..!

***

أخيرا.. مصر التي تبني وتشيد وتواجه الأزمات بالإرادة الصلبة والعزيمة التي لا تهن أبدا.. والتحدي الذي ما بعده تحدٍ.. هي التي احتفلت أول أمس بمرور 31 عاما على تحرير طابا..!

لقد كنت هناك وعلمنا يرتفع فوق روابيها.. بينما دموع الفرح تنهمر من مقلات العيون.. وزهو الافتخار يغمر قلوب الحاضرين الذين شاءت إرادة الله أن يشهدوا الحدث العظيم.

***

                  مواجهات

*كلما ازداد يقينك بالله.. كلما توفرت لك مظلات الحماية.. فتعيش آمنا.. مطمئنا.. مرتاح البال..!

***

*الله سبحانه وتعالى يختبر الفرد.. والجماعة.. وأحيانا يكون الاختبار صعبا وصعبا جدا..!

لكنه على الوجه المقابل يمد لك يد الخير.. والحنان.. والإحسان.. فتعود لك البسمة.. ويعانق قلبك سلاسل المحبة والتضحية والإيثار..!

***

*الانضباط.. سمة حضارية وليس العكس.. والذين يدعون لغير ذلك.. هم أصلا فاشلون في دراستهم.. وفي حياتهم العائلية.. والعملية معا..!

***

*إذا ألم بك طارئ.. فلا تحزن.. وتفاءل.. لأن من جعل للحزن سببا.. جعل للفرح أسبابا..!

***

*العطاء له ثوابه.. وبالتالي كلما أعطيت كلما خفت وطأة متاعبك.. فالله سبحانه وتعالى يوفر لك الفرج من حيث لا تحتسب.. مادمت عدوا لدودا للأنانية..!

***

*نصيحة دينية.: إن هم بك أمر فعليك بالاستغفار فبيد الله وحده تتبدل الأحوال والأقدار..

***

*لا تحاول أن تتزوج امرأة حاصلة على ليسانس في اللغة العربية لأنها تعرف متى تضمك ومتى ترفعك ومتى تجرك ومتى تكسرك ومتى تجعلك لا محل لك من الإعراب .

***

*الإخوة والزملاء الذين يتصارعون في انتخابات اتحاد الكتاب ألم تسألوا أنفسكم: كيف ترضون أن يكون معاش الأديب الكبير 200 جنيه شهريا..؟

وهذا للأسف ينطبق على نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس.. وغيرهم وغيرهم..!

والله حاجة تكسف..!

***

*أعجبتني هذه الكلمة:

الدنيا مسألة حسابية.. اطرح منها التعب والشقاء واجمع لها الحب والوفاء.. واترك الباقي لرب السماء..!

***

*أخيرا نأتي لمسك الختام:

اخترت لك هذه الأبيات الشعرية:

وفاء العهد من شيم الكرام

ونقض العهد من شيم اللئام

وعندي لا يعد من السجايا

سوى حفظ المودة والذمام

وما حسن البداءة شرط حب

ولكن شرطه حسن الختام

وليس العهد ما ترعاه يوما

ولكن ما رعيت على الدوام

نقضتم يا كرام الحي عهدا

حسبناه يدوم لألف عام

وكنا أمس نطمع في جوار

فصرنا اليوم نقنع بالسلام

جرى عهد الثقاب على فعال

وعهد الغادرين على كلام

***

و..و..وشكرا