سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " إنذار شديد اللهجة من المصريين الملتزمين .. للفيروس الشارد..!! "

بتاريخ: 28 مارس 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*إنذار شديد اللهجة من المصريين الملتزمين .. للفيروس الشارد..!!

*تلاحموا.. وانضبطوا.. والمهيجون "يمتنعون"!

*مزيد من الصبر.. لمدة أسبوع قادم!

*لنستمر في البقاء بمنازلنا.. وبعد بلوغ "كورونا" ذروته.. سيتراجع تلقائيا!

*الحكاية حكاية تعوّد وتنشئة..

حفيدتي تصر على ارتداء الزي المدرسي.. وهي  "أون لاين"

*حكومات أوروبا.. فقدت أعصابها.. وأمريكا.. تتخبط!!

*بكين تتحدى.. إعادة فتح المطاعم والفنادق.. وخطوط الطيران..

*أسموه في بريطانيا "تسونامي".. وإيطاليا تحولت إلى سجن كبير!

*أمريكا تزداد عجزا.. وترامب مازال مصرا على تصريحاته

*إيران تطالب "إنسانيا" برفع العقوبات ولكن ترفض التخلي عن برنامجها النووي!

*هذا الحادث المروع على الطريق الدائري.. موجع.. وأليم.. أما من حلول جذرية..؟!

دائما نقول إن المصريين في أوقات الأزمات.. يزدادون تلاحما وتكاتفا.. إيمانا منهم.. بأن الوطن وطنهم.. والمصير .. واحد.. مهما تعددت المشارب واختلفت التوجهات.. وتبيانت المواقف ..

إنهم يستشعرون أبعاد الخطر.. فيهبون لمواجهته حتى لا يستفحل.. ولا يتمكن منهم وبالتالي تسفر جهودهم في أغلب الأحيان عن انتصارات مؤكدة.. سواء في السياسة أو الاقتصاد.. أو الاجتماع..

وها هم المصريون يقدمون حاليا.. صورا جديدة من صور التضامن والالتزام أمام أنفسهم.. وأمام وطنهم وأمام القيادة التي تحرص على أن ترسم بهم ومعهم خرائط الطريق بكل صراحة .. ودقة.. وشفافية..!

وعندما طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي من جماهير شعبه الوقوف صفوفا متراصة ضد الفيروس إياه.. لم يتخلف مواطن واحد.. ولم يتردد بل الجميع أبدوا من الالتزام.. ما يعد بمثابة إنذار شديد اللهجة يتكرر يوما بعد يوم " للكورونا" الشارد الذي وصل به الغرور والصلف إلى حد أنه تصور أنه عصي على بني البشر..!

لا .. أبدا.. إن السياسة التي انتهجتها الدولة منذ اللحظات الأولى حدت من سرعة انتشار الفيروس.. عكس ما حدث في بلدان أخرى.. والدليل أن عدد المصابين حتى الآن لا يثير القلق.. بل المؤشرات تقول إن هذا العدد سيتراجع رويدا رويدا بمشيئة الله تعالى.. لاسيما بعد ذلك الانضباط.. من جانب جماهير المواطنين وهو انضباط محمود حيث سيترتب على استمراره .. تحقيق نتائج إيجابية ليس في ذلك شك..

من هنا.. فإن الذين تعودوا على إثارة الناس.. وتهييج مشاعرهم لن يكون لهم مكان خلال الفترة الحالية .. يعني هذا الفيديو الذي تداولته وسائل التواصل الاجتماعي والذي يحمل صورا للمتكدسين على أبواب قطارات مترو الأنفاق.. لم يترك الأثر الذي كان يتمناه هؤلاء المهيجون.. بالعكس لقد اكتشف الناس سوء القصد وبالتالي مضوا في طريقهم الذي أيقنوا أنه طريق الصواب.

***

على أي حال.. كل ما هو مطلوب منا.. مزيد من الصبر  على مدى الأسبوع القادم فقط.. حيث إن الفيروس تبلغ ذروة نشاطه من اليوم وحتى الثالث من شهر أبريل القادم.. بعدها يظل في حالة سكون حتى يأخذ في التراجع أو التواري تدريجيا.. وبكل المقاييس .. فترة الستة أيام يمكن تحملها بدون سهر خارج المنزل.. ودون ارتياد المقاهي والمطاعم والكافيتريات مادامت ستقودنا في النهاية إلى الإجهاز على هذا العدو الشرس الذي قلب الدنيا كلها رأسا على عقب..!

أكرر.. مزيدا من الصبر.. مزيدا من الصبر.. وبإذن الله ومشيئته سوف تنقشع الغمة..!

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر .. فإن الحكاية أولا وأخيرا.. مسألة تعود..  وبمرور الوقت.. سوف نتعايش مع أنماط حياتنا الجديدة والتي كم نتمنى أن تكون خالية –بحق- من الشيشة.. ومن سهر الليالي بسبب أو بدون سبب..!

وبما أن الحكاية حكاية تعود.. كما أشرت آنفا.. فسوف أسرد لك هذا السيناريو "الطريف"..!

الآن.. المدارس معطلة.. وقد لجأ بعضها إلى استكمال المناهج عبر شبكة النت "أون لاين".. وبالرغم من أن الطالب أو الطالبة ليسا مطالبين بارتداء الزي المدرسي وهما في منزلهما.. إلا أن حفيدتي الصغيرة التي تبلغ من العمر تسع سنوات تصر على أن تكون في كامل هيئتها .. كأنها في الفصل داخل المدرسة..بالفعل..

إذن الالتزام.. يمكن أن يتولد بالفطرة.. أو أن يأتي مع التربية.. والتدريب والممارسة.. وهذا هو الفرق بين أجيال حديثة.. سوف يكون لها شأن في المستقبل.. وأناس مازالوا متشبثين بتلابيب الماضي رغم قدمها ورغم أن الزمن تجاوزها .. بمسافات ومسافات..!

***

استنادا إلى تلك الحقائق فإن مصر أفضل كثيرا وكثيرا جدا عن غيرها من بلدان أوروبا.. وأمريكا..!

هذه هي بريطانيا التي شبهت تدفق المرضى على مستشفياتها بتسونامي العصر نظرا للكثرة العددية.. وعجز الإمكانيات عن مواجهة طوابير المصابين.

ليس هذا فحسب بل أصدرت الحكومة قرارا بمنع اجتماع أكثر من اثنين في مكان واحد وفي توقيت واحد..!

وهذه هي إيطاليا.. وقد تحولت إلى سجن كبير بعد أن أغلقت حدودها مع كافة جيرانها .." الأوروبيات".. في نفس الوقت الذي منعت التنقل بين المدن.. والبلدان.. حتى ولا عند الضرورة القصوى.. وحجة الحكومة في ذلك.. أن عدد المصابين والموتى يتزايد يوما بعد يوم.. وبالتالي ما من سبيل إلا إغلاق كل الأبواب وكافة النوافذ..!

***

أما أمريكا.. فقد كشف الفيروس.. كيف أنها متهالكة البنية الأساسية.. محدودة الإمكانيات.. أناسها ليست لديهم قدرة على تحمل الصعاب والعقبات..

الأكثر والأكثر.. أن الرئيس يقحم نفسه فيما ليس له به علم.. فيأتي كلامه مثيرا للسخرية والتهكم.. مما يؤدي إلى إضاعة الوقت في زوايا جانبية .. لتبقى القضية الأساسية مثار رعب وفزع سكان العديد من الولايات وعلى رأسها نيويورك وواشنطن وكاليفورنيا.. والبقية تأتي..!

***

على الجانب المقابل.. فإن الصين التي كانت أول من أشعل شرارة كورونا.. جاءت لتفتح مطاعمها .. وكافيترياتها.. وفنادقها .. وتعيد تشغيل خطوطها الجوية..وكأن شيئا لم يحدث .. الأمر الذي يثير حقد الرئيس الأمريكي ترامب والذي يطالب بفرض عقوبات على بكين بسبب ما سببته للعالم من تداعيات اقتصادية هائلة..!

لكن من يسمع الآن.. كلام ترامب في ظل هذا العجز الأمريكي..؟!

وبمناسبة العقوبات.. تأتي إيران لتنتهز الفرصة مطالبة برفع العقوبات عنها لأسباب إنسانية بحتة.. حتى لا تفقد مزيدا من الضحايا وتلافيا لوقوع مواطنيها أسرى إصابات الفيروس..!

لكن الغريب في موقف إيران أنها في الوقت الذي تتحدث فيه عن الإنسانية ترفض التخلي عن برنامجها النووي.. وأيضا عن سياستها في تصدير الإرهاب..!

كيف.. وألف كيف..؟

أيها الملالي .. إذا كنتم بالفعل تعانون من ظروفكم الاستثنائية التي تودي بحياة مواطنيكم ليلا ونهارا.. فلماذا لا تحكمون عقولكم.. وتثبتوا للعالم أنكم..اتجهتم إلى طريق السلام.. والامتناع عن الإرهاب.. بمختلف ألوانه وأشكاله.. والتوقف عن إنتاج الأسلحة النووية..؟!

بصراحة إذا كنتم بالفعل جادين في مواقفكم الجديدة.. فعليكم إثبات حسن نواياكم..وإلا فلا أمل ولا تقدم خطوة واحدة للأمام..!

***

أخيرا.. اسمحوا لي أن يكون لنا وقفة أمام هذا الحادث المروع الذي وقع فجر الخميس الماضي على الطريق الدائري والذي راح ضحيته 18 شخصا..!

السؤال: إلى متى يظل نزيف الأسفلت بتلك الدرجة التي تدمي القلوب بين كل يوم وآخر..؟!!

الدولة أقامت أحدث شبكة للطرق.. وأصدرت قانونا للمرور ينص على معاقبة المتهورين والساهين.. و"الحشاشين"..!

فماذا عسانا فاعلين بعد ذلك..؟!

دعونا نعود إلى نقطة البداية .. الانضباط وليس هناك شيء آخر.. فبالانضباط تنصلح الأمور.. وحتى يتحقق الانضباط في المرور.. لابد من توصية تلقائية جادة.. وعقوبات رادعة..!

***

                   مواجهات

*أرجوك تفاءل.. ولا تفقد الأمل أبدا.. فالبتفاؤل والأمل تتجدد الحياة.. مهما تصلبت الشرايين..!

***

*لا تتخلى أبدا عن مد يد العون لمن جاءك مستصرخا.. ومستنجدا.. فأحيانا تكون الكلمة بمثابة قارب نجاة من خطر أمواج هادرة.. فما بالك بسلاح الإيمان واليقين..؟

***

*المنافسة الشريفة .. سلوك محمود.. أما إذا تحولت إلى صراع طبقي.. أو نزاع عرفي.. فالويل كل الويل لمن يحول المعاني الرائقة إلى مياه آسنة..

***

*الأواني الفارغة تحدث ضجيجا أكثر من نظيرتها الممتلئة.. بالضبط مثل البشر .. لا يصيح.. ولا يصرخ .. إلا من كان عقله خاويا..!

لذا.. لا تضيع وقتك في المجادلة معه..!

***

*لا تصدق أن الحبيب الأول .. هو العمر كله.. فكم من أحبة تواروا عند أول مفترق طرق..

الحبيب هو من أوفى لك.. ومن قهر المستحيل ليكون بجوارك .. فيما تريده..!

***

*الصديق الحقيقي هو الذي يثبت لك أنك صاحب العقل الراجح.. وينصحك دون أي مقابل.. ويتذكرك بالخير عندما تغيب..

***

*جاء يسألني:

Xماذا لو لم أخضع لقرار حظر التجول..؟

*أجبت على الفور: تكون قد تسببت في الزج بأبيك إلى دهاليز الظلام..

وبأمك إلى غياهب الجب..!

عندئذ.. ماذا تساوي حياتك..؟

***

*حتى الآن.. مازال العلماء عاجزين عن تحديد من يحرك من.. العقل.. أم القلب..؟

أنا شخصيا أرى أن العقل بدون قلب كالطائرة بدون جهاز هبوط آلي.. والقلب بدون عقل.. كالقائد في جوف الصحراء..!

***

*اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم مصطفى صادق الرافعي:

تمايل دهرك حتى اضطرب

وقد ينثني العطف لا من طرب

ومر زمان وجاء زمان

وبين الزمانين كل العجب

فقوم تدلوا لتحت الثرى

وقوم تعالوا لفوق الشهب

ولقد وعظتنا خطوب الزمان

وبعض الخطوب كبعض الخطب

ولو عرف الناس لم تهدهم

سبيل المنافع إلا النوب

فيا رب داء قد يكون دواء

إذا عجز الطب والمستطب

***

*أخيرا.. إليك هذه النصيحة الدينية:

بعد صلاة الفجر اقرأ سورة "الشرح" عشر مرات.. ثم آوي إلى فراشك.. وحينما تستيقظ تجد كل أمانيك قد تحققت.. وكل همومك قد انقشعت وكل شكوكك قد تبددت..!

جرب.. ولو مرة واحدة..!

***

و..و..وشكرا