*نعم.. إنها خمسة تريليونات دولار.. ولكن من يضمن عدالة التوزيع..؟
*الآن.. هل آمن الكبار.. أن شظايا الحرب تطالهم.. كما تطال الصغار.. دون تفرقة؟!
*مصر دائما لها الريادة.. تؤكد في كل وقت وحين.. أن لقاء "يوسف ويعقوب" فوق أراضيها كان يحمل أغلى الرسائل وأنبلها
لم يكن يتصور هذا العالم الذي تموج ساحاته بالصراعات والنزاعات والاختلافات الدامية.. أنه سيأتي اليوم الذي يقف فيه عاجزا عن مواجهة عدو خفي لا يعرف أصله ولا فصله.. ولا يدري من أمر تحركاته شيئا..!
لذا.. وقبل أن يفيق العالم من آثار الضربة المفاجئة والموجعة من جانب فيروس"كورونا" العنيد.. سرعان ما أخذ يبحث عما يمكن أن يصير إليه الحال فيما بعد تحقيق النصر على هذا الفيروس أو الخضوع للهزيمة والاستسلام لتداعياتها.. وآثارها السلبية..!
***
من هنا.. استجاب السادة الكبار.. أو الذين كانوا كبارا قبل غزو "كورونا" للدعوة التي وجهها لهم الملك سلمان بن عبد العزيز ملك السعودية.. لحضور الاجتماع الافتراضي.. أو الذي تم من خلال الفيديو كونفرانس.. تحسبا لالتقاط العدوى وقرروا من بين ما يقررون ضخ خمسة تريليونات دولار.. للحد من الخسائر التي تكبدتها كافة حكومات وشعوب العالم بلا استثناء..
كل هذا طيب وجميل.. لكن السؤال:
ما الضمانات الكفيلة بأن يخرج هذا القرار إلى حيز التنفيذ سواء الآن والمعركة في قمة أوجها.. أو بعد أن يتم استرداد الأنفاس..؟!
بداية.. لابد أن نتعرف على مجموعة العشرين وعلى أعضائها الدائمين.. والمؤقتين..
إنها تضم الدول الصناعية الكبرى.. وعددا من الدول النامية..
يعني باختصار.. أمريكا وأستراليا.. وألمانيا.. وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وروسيا والصين..وكندا وكوريا الجنوبية.. واليابان.. ثم إندونيسيا.. والأرجنتين والبرازيل والمكسيك والمملكة العربية السعودية والهند وتركيا وجنوب أفريقيا..
وبالتالي من سيتحمل النسبة الأكبر..؟!
بديهيا.. الدول الكبرى بطبيعة الحال..!
لكن إذا ما استعرضنا ما جرى طوال الأيام الماضية وبالتحديد منذ شهر ديسمبر الماضي عندما بدأ الفيروس يقتحم المجتمعات بكل تلك الضراوة.. لابد أن نتوقف أمام "الخناقات" التي حدثت بين الجيران وبعضهم البعض والذين تضمهم مظلة اتحاد مشترك اسمه الاتحاد الأوروبي..
نفس الحال بين أمريكا والصين.. ولولا أن الأولى قد أصابها ما أصابها من عدوان كورونا.. ما غيرت موقفها.. وما عادت تحاول إصلاح ذات البين مع العملاق الأكبر الذي مازال متهما حتى الآن بتصدير الفيروس إلى خارج حدوده..!
***
ما أريد أن أقوله.. إنه في ظل تلك الظروف الشائكة والمعقدة.. هل ستجد الخمسة تريليونات دولار طرقها الصحيحة لتغطية الثغرات.. والعورات والمشاكل الحادة والعنيفة أم أن الحكاية تبدأ بنوع من الحماس المعهود.. وحينما تهدأ الأوضاع.. تشتعل الصراعات من جديد.. ويرفض الأثرياء مد أيادي العون للفقراء.. كما هو متبع غالبا..؟!
على أي حال سواء هذا.. أو ذاك فلابد أن يكون عالمنا قد تعلم من درس الكورونا.. وأيقن أن الكوارث إذا حلت.. فلن تبقي ولا تذر.. بحيث يدفع الثمن غالبا الكبير والصغير سواء بسواء.
المهم الآن.. متى تحين ساعة الخلاص.. وكم تستغرق مدة إزالة آثار العدوان..؟!
***
على الجانب المقابل.. فقد كان لمصر فضل السبق في التفكير في مواجهة تداعيات الأزمة.. فخصصت 100 مليار دولار منذ اللحظات الأولى.. من أجل إنقاذ كل من أصابته شظايا المعركة مع الفيروس.. وهم والحق يقال كثيرون.. كثيرون لأن معظم نشاطات الحياة لم تسلم من غدر كورونا يستوي في ذلك الحكومة ذاتها.. ومعها العاملون في القطاعين العام والخاص.. وأصحاب المشروعات الصغيرة والمقترضين من البنوك..وغيرهم وغيرهم..!
لكن ما يميز المصريين عن الآخرين.. أنهم أصحاب أقدم حضارة في التاريخ وفوق أرضهم تعانقت القلوب.. وتصافح المحب والمحبوب.. والتقى "يوسف ويعقوب" لتبعث للعالمين أغلى الرسائل وأنبلها.. وهذا يكفي..!
***
و..و..وشكرا