*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*من تحملوا أعباء الإصلاح الاقتصادي .. قادرون على استمرار الصمود
*أحلى صور المشاركة الوجدانية والمادية.. يصنعها المصريون
*المؤقتون راضون.. وأصحاب رءوس الأموال لا يمانعون
*تليفونات الدعم النفسي.. فكرة حضارية
*برامج التليفزيون في حاجة إلى تغيير سريع.. درءا للاكتئاب
*الوئام عاد للأسرة.. تحت مظلة الأب والأم معا
*نعم صلاة التراويح من أهم سمات رمضان لكن للضرورة أحكام
*الأزهر والبابا كلامهما يريح القلوب
*الأمريكان يريدون الخروج بأقل الخسائر.. المهم متى..؟!
عندما أصدرت مصر برنامج الإصلاح الاقتصادي عام 2016 خشي البعض من التداعيات التي تنجم عن هذا البرنامج والتي يمكن أن تتمثل في إثارة غضب الجماهير..أو التشكيك في ثماره الإيجابية.. لكن الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد ومازال يؤكد على أنه يراهن على أصالة شعب مصر.. وقدرته على تحمل المسئولية لاسيما إذا أيقن أن ما يجري من إصلاحات إنما تستهدف الجميع بلا استثناء..
وقد كان .. فقد مرت مراحل تطبيق البرنامج في سهولة ويسر يعكس مدى الرضا لدى الجماهير.. والقناعة التي تغمر قلوب وعقول الناس .. كل الناس..!
***
لكن.. عندما حل هذا الزائر الثقيل المسمى فيروس كورونا على البشرية جمعاء.. كان أول قرار للرئيس تخصيص 100 مليار جنيه مصري لمواجهة الآثار السلبية الناجمة عنه.. مع اتخاذ كافة الإجراءات التي تكفل حصاره بشتى السبل العلمية والعملية.
لذا.. فقد شعر الناس بالراحة والاطمئنان وبالتالي استجابوا لكل ما حددته الحكومة من خطوات بهدف منع الفيروس من الانتشار انتشارا شاسعا بما فيها البقاء في المنازل.. ومنع اللقاءات الجماعية.. فضلا عما تسببه كل تلك العوامل من إلحاق الضرر ببعض الفئات مثل العمال المؤقتين.. والعاملين في قطاعي السياحة والعقار وأعمال التشييد والبناء.. وغيرهم..!
وهكذا.. كسب الرئيس الرهان القائم على مبدأ ثابت وجلي وواضح يقول إن من تحملوا أعباء الإصلاح الاقتصادي.. قادرون ولا شك على استمرار الصمود حتى تحقيق النصر على هذا العدو الخفي.
***
بالفعل أخذت صور المشاركة الوجدانية المادية والمعنوية تتعدد سواء من جانب الحكومة.. أو الأفراد لاسيما أصحاب رؤوس الأموال.. ومع هذه وهؤلاء مؤسسات المجتمع المدني.
من تلك الصور على سبيل المثال.. وقف أقساط السلف المستحقة للبنوك .. وخفض ساعات العمل دون تأثير على دخل الموظف أو العامل.. وعدم قطع المياه عن الذين لم يشحنوا العدادات إلكترونيا وكذلك تأجيل اشتراكات النوادي.
كما تقدم فاعلو الخير .. وهم كثر ليعوضوا الذين أضيروا رغما عنهم وهم كثر أيضا.
ولكم أن تتخيلوا أن هناك أناسا .. انقطع عنهم موردهم الأساسي .. فماذا عساهم فاعلين..؟!
لقد امتدت إليهم أيادي العون من مختلف الاتجاهات حتى يقدروا على مواجهة أعباء الحياة طوال فترة الحرب ضد الفيروس والتي قد تطول أو تقصر الله أعلم.
نعم.. هناك أثرياء على مستوى العالم لم ينضموا إلى مواكب الخير.. وإن كنا متفائلين بأنهم سوف يفعلون خلال الأيام القليلة القادمة.
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر .. فإني أحيي وزارة الصحة على تخصيص خطين تليفونيين للدعم النفسي..!
إنها فكرة حضارية بكل المقاييس.. فالناس الذين يعيشون تحت خط الفقر .. وغيرهم الذين عبروه بخطوة أو بخطوات.. وازداد تأثرهم بعد مهاجمة الفيروس للعالم كله.. يحتاجون –بحق- إلى دعم نفسي من خلال أساتذة وعلماء متخصصين.
وهذا ما أعلنت عنه وزارة الصحة وإن كنا نرجو اتخاذ الوسائل التي تضمن سرعة الرد.. والاستماع بطول بال للمتصل أو المتصلة.. لأن معنى الاتصال أنه أو أنها في حاجة إلى من يشد على اليدين.
وأنا أدعوكم للاتصال بهذين الرقمين اللذين أكرر نشرهما:
0220816831
080008880700
دعونا نقر ونعترف.. يا سادة بأن كل تلك الأمور لم تكن موجودة لدينا من قبل.. لذلك فإن اهتمام الدولة والحكومة.. بالوقوف بجانب كل من يستشعر في قرارة نفسه أنه معرض للوقوع في بئر الاكتئاب.. أو التوتر.. أو الانفعالية أو ..أو.. ما عليه إلا أن يتصل بأصحاب الاختصاص والمعرفة والخبرة..
(ملحوظة): إذا لم يرد عليك أحد في هذين الرقمين.. أرجو إبلاغي..!
***
ولعلي أنتهزها فرصة لأطالب القائمين على أمر قنوات التليفزيون الأرضية والفضائية بتخصيص مساحة كافية لعرض الأفلام السينمائية التي تبث نوعا من الفرح والمرح والفرفشة في النفوس..وكذلك المسرحيات وأنا لا أكتمكم سرا أن بقاء الناس في البيوت ليس دائما له إيجابياته.. بل ينطوي على سلبيات أيضا من شأنها أن تؤدي إلى الانطوائية أو الاكتئاب لا قدر الله.
وبالتالي فإن الابتعاد قليلا عن برامج التوك شو الحافلة بالأصوات العالية .. والتي تقوم من بين ما تقوم على تبادل الاتهامات بين أطراف شتى.. من شأنه إيجاد أرضية خصبة للحوار الهادئ .. وتشجع على النوم دون أرق.. ولو لمدة ساعتين أو ثلاث على أقل تقدير..!
***
بكل المقاييس .. لو أشعنا مثل هذا المناخ.. فإننا نكون قد أسهمنا.. أنا وأنت.. وهو وهي في إعادة الوئام والسلام.. للأسرة المصرية.. فها هو الأب والزوج يعود مبكرا إلى منزله فيجد وقتا فسيحا للاستماع إلى الزوجة والأم وأيضا للأولاد الذين طال غيابه عنهم دون أن يعيرهم اهتماما.
الآن.. نأمل ونحن نواجه الفيروس.. أن نحول السلبيات إلى إيجابيات.. بالضبط مثلما يصر"كورونا" على التلاعب بأعصابنا حيث يتبين من نتيجة التحليل لشخص ما.. إيجابية الإصابة.. وفي اليوم الثاني إذا ما أجرى نفس التحليل.. تتحول إلى سلبية..!
من هنا.. فإذا بدا الفيروس.. ضعيفا.. واهنا.. فإن بشائر الانتصار عليه في معركة البقاء.. تكون قد لاحت في الأفق القريب وليس البعيد..!
***
في نفس الوقت.. أحسب أن من بين ما يشغلنا جميعا.. صلاة التراويح التي تعد سمة أساسية من سمات شهر رمضان.. شهر الصوم الذي يأتينا من العام للعام..!
هل وارد أن تتوقف تلك الصلاة في ظل إغلاق المساجد وفي ظل الابتعاد عن التجمعات..؟!
أرد عليك بصراحة فائقة:
نعم.. وارد.. إذا استمر كورونا على عناده.. وعلى تعمده الإضرار بحياتنا وحياة أبنائنا.
إن الضرورات تبيح المحظورات.. والرسول عليه الصلاة والسلام ينصحنا بألا نلقي بأيدينا إلى التهلكة.. وصحة الأبدان مقدمة على ما عداها..!
يعني.. ها هو رمضان على الأبواب.. فإذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه.. فليس هناك ما يضير من عدم إقامة صلاة التراويح التي يمكن أداؤها في المنزل منعا لعدم انتشار العدوى.. وإقامة حائط صد أمام الفيروس.. حتى لا يقتحم صدورنا .. وأجسادنا.. وحلوقنا..!
واستناد إلى كل تلك الحقائق يسعدني أن أحيي كلا من د. أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس بابا الكنيسة المرقسية للأقباط الأرثوذكس.. على حديثهما عن الوباء.. ومن يمعن التأمل في الكلمات يجد أن الهدف واحد.. والغاية مشتركة.. والأخذ بالأسباب قاعدة شرعية في الإسلام .. وأداة من أدوات التقرب إلى الله في المسيحية.. حتى الدعوات تكاد تكون واحدة .. حيث ترتفع الأيادي للسماء تطلب من الله سبحانه وتعالى الرحمة والمغفرة..
إنه سميع مجيب الدعوات.
***
أختتم هذا التقرير بردود فعل الأمريكان عن الفيروس.
الرئيس ترامب يبدو وكأنه لا يصدق هذا العدوان الجريء والضاري تجاه شعبه.. مما يحتم ضرورة اتخاذ أقسى ألوان العقوبات ضده.. في نفس الوقت الذي يريد ترامب وهو يخوض الحرب أن يخرج بأقل الخسائر.. لكن كيف.. وعدد ضحايا كورونا من المصابين والموتى يزداد يوما بعد يوم.. حتى الدواء الذي أعلن ترامب أنه ذو تأثير فعال.. تشكك فيه أجهزته الصحية.. ومراكز بحوثه.. بما فيها هيئة الأغذية والدواء.
***
كان الله في عون البشر في كل زمان ومكان.
***
و..و..وشكرا