سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " "كورونا" فشل في صرف دولة مصر القوية عن مهامها الأساسية "

بتاريخ: 04 أبريل 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*"كورونا" فشل في صرف دولة مصر القوية عن مهامها الأساسية

*تعاملت معه بالعلم والحكمة وأنهت آفة الجزر المنعزلة!

*خلاصة تجربة الخمسة عشر يوما: الوباء لا يصيب الجسد فقط بل أشياء أخرى كثيرة

*أساء للعلاقات بين الحلفاء ورسخ سياسة "أنا وبعدي الطوفان"

*مشاغبو الحجر الصحي بين سلطة القانون.. وسماحة الحاكم

*الحكومة البريطانية طلبت من رعاياها في الكويت اللجوء لبيت الزكاة..!

*الرئيس ترامب يجد في وفاة 200 ألف أمريكي.. إنجازا حقيقيا

*أسبوع الحسم.. وإعادة صياغة الوعي.. وفق مفاهيم جديدة

الدولة المصرية.. تدير شئونها بالعلم والحكمة.. ويمكن القول إن مصر نجحت منذ اللحظات الأولى في حصار فيروس "كورونا" ..ومنعه من أن يستشري بين خلايا المجتمع لاسيما وأن جميع مؤسسات الدولة.. قامت بعمل جماعي بالغ الإتقان.. ليتم القضاء بذلك على ما أسمي في الماضي.. "الجزر المنعزلة" التي لم يعد لها وجود الآن..

على الجانب المقابل.. فإن الفيروس فشل في صرف دولة مصر القوية عن مهامها الأساسية .. بل بالعكس.. لقد ظلت هذه الاهتمامات مجتمعة.. موضع نظر الرئيس عبد الفتاح السيسي.. ومتابعته الدائمة والمستمرة.. فضلا عن التوجيهات التي لا تنقطع للحكومة التي لم تتوان بدورها عن الاستعانة بمختلف الأجهزة والمؤسسات .

مثلا.. حرص الرئيس طوال الفترة الماضية ونحن نواجه الفيروس العنيد.. على استعراض الإجراءات التعزيزية لمكافحة الإرهاب وحماية حدود الوطن من مختلف الجهات.

يعني لم تشغلنا الحرب ضد الفيروس.. عن سياسة الدولة الثابتة والدائمة والواضحة ضد الإرهاب والإرهابيين الذين تعرف كيف أنهم يستغلون الظروف.. للقيام بعملياتهم الإجرامية.. ومع تلك المواجهة الشاملة.. تظل عين مصر دائما على حدودها الغربية والشرقية.. والجنوبية حتى لا يقترب مغامر.. أو غادر.. أو مقامر.. من تراب "مصر" التي عاهدناها جميعا على أن تبقى مصانة فوق الرءوس.. وداخل مقلات العيون.

***

ليس هذا فحسب.. بل ماذا عن توفير الاحتياجات اللازمة لحياة الجماهير..؟

طبعا.. هذا الهدف على قائمة اهتمامات الرئيس.. وبالتالي يجيء حرصه على الاطمئنان على المخزون الإستراتيجي من القمح واللحوم والدجاج مع إصدار تعليماته الحاسمة.. بمواجهة المحتكرين.. والمتاجرين بأقوات الناس.. والذين يتعمدون رفع الأسعار.. دون وازع من دين أو ضمير أو أخلاق.. فضلا عن "الدواء" الذي ينبغي أن يكون تحت أيادي المصريين في كل وقت.. سواء أثناء الأزمات.. أو غير الأزمات.

***

ثم..ثم.. إذا كان البعض سواء في الداخل أو الخارج يتوهم أن قضية سد النهضة سوف يؤثر فيها هذا الفيروس العنيد..فإنهم مخطئون كل الخطأ.. لأن هذه القضية هي الشغل الشاغل لمصر والرئيس السيسي يتابع دقائقها وتفاصيلها أولا بأول.. وهذا هو اجتماع يوم الأربعاء الماضي الذي عاد الرئيس يؤكد فيه على ضرورة التوصل إلى صيغة توافقية بين كل من مصر والسودان وإثيوبيا تحقق مصالح الشعوب الثلاثة..

وهكذا تمارس الدولة نشاطها –والحمد لله- بكل فعالية وإيجابية بصرف النظر عما يطرأ من ظروف استثنائية.. طبيعية.. كانت أو بشرية..

***

على الجانب المقابل.. فإن هذا الوباء المستشري حاليا بين كل دول العالم.. لا يصيب جسد الإنسان فقط.. بل تبين أنه بحكم التجربة العملية استطاع أن يتسلل إلى أشياء أخرى.. حيث مزق العلاقات بين الحلفاء وبعضهم البعض.. ولعل أبلغ مثل تلك الواقعة التي حدثت منذ أيام والتي أكدت أن كل من يعيش فوق الكرة الأرضية يرفع شعار" أنا وبعدي الطوفان"..!

والواقعة التي أقصدها..استيلاء أمريكا على شحنة كبيرة من الكمامات الواقية كانت في طريقها من الصين إلى فرنسا.. وذلك قبل وصول السفينة التي تنقلها إلى أحد موانيها الفرنسية.. ويبدو أن أمريكا دفعت للصين.. مصدرة الشحنة مبلغا أكثر مما كان تم الاتفاق عليه مع الفرنسيين.. ولكن كما أشرت.. كل يبحث عن مصلحته.. وبالتالي لم يستمع أحد إلى احتجاجاتهم.. أو صيحاتهم..!

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. وإنصافا للحقيقة فإن مصر تتعامل مع الفيروس وتبعاته بكل شفافية وجدية.. وحسم.. وأيضا بالسماحة.. والرحمة..

لذا.. ورغم التجاوزات التي حدثت من جانب العائدين من لندن والذين بذلت الدولة جهودا مكثفة لوصولهم سالمين إلى أرض الوطن.. إلا أن الرئيس السيسي.. بقرار حكيم.. وحنون قضي بأن يتحمل صندوق"تحيا مصر" تكاليف إقامة العائدين من نفقات الحجر الصحي.

واسمحوا لي أنا بدوري أوجه حديثا مخلصا متسائلا:

أما كان يجدر بهؤلاء العائدين توجيه الشكر لوطنهم الذي استجاب لنداءاتهم ووفر لهم طائرة تقلهم دون أن يتكلفوا حتى ثمن التذكرة..؟

في نفس الوقت .. ألا يفهموا أن الإقامة في فندق.. تستلزم مبالغ مالية معينة.. هم أول من يدرون بها.. ومع ذلك فلم يطالبهم أحد بسداد أي مبلغ منذ وصولهم للفندق..!

وأنا هنا أذكر هؤلاء .. بما حدث من جانب بريطانيا التي جاءوا منها حينما أبلغت رعاياها في الكويت باللجوء إلى بيت الزكاة الكويتي لمحاولة الحصول على ثمن تذاكر الطائرة من الكويت إلى لندن.

هاهم البريطانيون الذين كنتم تعيشون بينهم والذين لم تكونوا تتجرأون على الاعتراض على أي تصرف منهم تجاهكم.. أو أي قرار.. عادل أو غير عادل.. أو..أو..!

إذن.. عيب وألف عيب أن تثيروا الشغب داخل الفندق الذي نقلتم إليه وهو فندق خمسة نجوم وقدم لكم كل وسائل الراحة والرعاية.

إن سلوككم هذا ينم عن عدم انتماء.. وعن أنانية بحتة.. وعن سوء استغلال للظروف.. وأيضا يعكس أردأ صور استغلال الظروف التي راعتها الدولة من أجلكم.. وأنتم للأسف لم تراعوها.. بل ذهبتم إلى أقصى النقيض..  

يا ناس بادلوا دولتكم حبا بحب واحتراما باحترام.. فالنتائج الإيجابية تنعكس أول ما تنعكس عليكم وليس على غيركم.

***

عموما.. وفي جميع الأحوال.. يمكن القول إن مصر تعيش تحت مظلات الأمان والاطمئنان والهدوء النفسي عكس بلد مثل أمريكا.. التي لديها من الثروات.. والإمكانات البشرية.. والعلمية والتقنية.. ما لا تقف عنده حدود..

ها هو الرئيس ترامب يقول بعد أن أعيته حيل الوصول إلى مصل للفيروس إياه أو إلى عقار لعلاج من أصيبوا به.. إنه يتوقع وصول عدد الموتى الذين يلتهمهم الوباء من 200 ألف إلى 250 ألفا .. الأمر الذي يعد إنجازا حقيقيا..!

تصوروا ربع مليون يموتون ويعتبرون هذا إنجازا حقيقيا..!

إذن فلنحمد الله سبحانه وتعالى على أن عدد الضحايا عندنا سواء المصابين أو الموتى.. لا يقارن بالأعداد الضخمة سواء عند الأمريكان أو غيرهم.

إذن الأوضاع هكذا.. وهي أوضاع تدعو حتى الآن إلى تأكيد الثقة في نفوسنا أكثر وأكثر.. فلابد أن نعي جيدا.. أن هذا الأسبوع هو أسبوع الحسم.. فإما أن ننتصر على كورونا.. أو أنه الذي يخرج علينا –لا قدر الله – متباهيا.. بإنزال الهزيمة بنا..!

وحتى لا يحقق أمانيه العدوانية مهمتنا أن نوحد صفوفنا ضده أكثر وأكثر..!

أرجوكم خلال الأيام القادمة.. حاولوا ألا تغادروا منازلكم .. وابتعدوا عن مناطق التجمعات كبيرة كانت أو صغيرة.. وإذا استشعر أحدكم بأعراض نزلات البرد .. فليلزم الفراش ويتناول الأدوية المتعارف عليها..حتى يمن الله عليه بالشفاء.. أما إذا تفاقم الموقف.. فليس أمامنا سوى المستشفى.

أخيرا.. أعود لأكرر.. أن الدولة المصرية القوية.. متينة الأركان.. مكتملة المؤسسات قد عملت ما لديها حتى وصلنا إلى تلك النقطة التي نستشعر عندها أن بشائر الانتصار قد أوشكت .. والآن.. الدور عليك.. الدور عليك.. لمصلحتك أولا.. ثم مصلحة أسرتك.. وقبل المصلحتين وبعدهما.. مصلحة مصر التي ندعو في كل وقت وحين أن يحفظها الله من كل سوء.

إنه نعم المولى ونعم النصير.

***

          مواجهات

*حقا.. إن النصر من عند الله..

وصدق الحق سبحانه وتعالى:"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".

***

*من أهم آثار "كورونا".. أنه غرس مشاعر التفاؤل في قلب المرأة المصرية أكثر من أي وقت مضى.

بالفعل رب ضارة نافعة..

***

*فرق كبير بين حب ما قبل كورونا.. وحب ما بعده..!

الأول تضحياته قليلة.. والثاني جعل من الليل نهارا ومن النهار شمسا ساطعة دائمة.

المهم .. الاستمرارية!

***

*لماذا تسبب كورونا في ترسيخ روتينية الحياة عند البعض.. وفي إحلال ثياب التجديد.. لدى البعض الآخر؟

سؤال لا أعرف إجابته..!

***

*قال لها: العمر دونك كارثة..وأن حياتي كل حياتي بدونك مجرد حادثة.

صمتت برهة ثم قالت في اقتضاب:

وأنت أكبر كذبة في عمري..!

***

*للمرة الألف يتأكد.. الكبير.. كبير العقل وليس عريض المنكبين والصغير عديم المروءة .. وليس من عاش في كنف أمه..!

***

*من كلمات برناردو شو الخالدة:

عندما يريد الرجل أن يقتل نمرا يسمها رياضة وعندما يريد النمر قتله يسمها شراسة..!

***

*هذا الدعاء أكرره كل يوم مرات ومرات :

اللهم ارحم شيوخا هرمت وارحم رضعا لا حول لهم ولا قوة.. وارحم أفئدة إليك تضرعت ووجوها في سمائك وفي سجودها إليك تقلبت.

اللهم سخر لنا الأسباب ولا تجعلها محلا لحجاب وبلاء.

***

*أخيرا اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الإمام الشافعي:

إذا احتجب الناس عن سائل

فما دون سائل ربي حجاب

يعود بفضل على من رجاه

وراجيه في كل حين يجاب

فلا تأس يوم على فائت

وعندك منه رضا واحتساب

أتهزأ بالدعاء تزدريه

ولا تدري بما صنع الدعاء

سهام الليل لا تخطئ ولكن

لها أمد وللأمد انقضاء

***

و..و..وشكرا