سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " الفيروس.. مازال يتحدى ويصر على كشف الخبايا وإسقاط حصون الخيال..!! "

بتاريخ: 05 أبريل 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*الفيروس يستشري بعد أن أسقط حصون القوة الزائفة وإمبراطوريات أفلام السينما..!

*بالله عليكم.. هل هذه أمريكا التي صدقوا أنها أرض الأحلام .. وكيف تستقيم الحياة في أوروبا بعد أن تكشفت الحقائق.. على يد "كورونا"..؟!

هذا الفيروس الشرس الذي يبدو وكأنه قادم من كوكب آخر ليهز عرش سكان الكرة الأرضية.. لم يكتف بما فعله حتى الآن.. بل يزداد إصرارا كل يوم على كشف المستور.. وعلى نزع كل ما تبقى من أوراق توت تغطي الأجساد التي أصابها الوهن والضعف والمرض..!

***

كورونا أوقع السادة الأمريكان في بحور من الحيرة لا يعرفون لها قرارا حتى الآن..!

لقد انهارت إمبراطورية منظومتهم الصحية بعد هذا العجز الرهيب في الأسرة والأجهزة والآلات والمعدات.. ليس هذا فحسب.. بل لم يعودوا قادرين على التفرقة بين عقاقير تعالج الداء.. وأخرى انتهى زمنها الافتراضي منذ عقود وعقود.

وهؤلاء الأمريكان الذين كانوا يتباهون أمام الدنيا بأسرها بما يقدمونه من معونات لشعوب كثيرة إذا بهم مضطرون لقبول المساعدات من ألد أعدائهم حيث ليس أمامهم من سبل أخرى قد تؤدي إلى إنقاذ مواطنيهم من براثن الفيروس .

***

أيضا.. ظل الأمريكان يتباهون بأنهم أساتذة التخطيط.. وفي وضع خرائط المستقبل التي تتمشى  مع عصور قادمة.. فإذا بهم عاجزون عن تدبير الأموال اللازمة لطوابير العاطلين التي سببها كورونا والتي اقترب عددها  خلال أيام قليلة من 70 مليونا.. يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة..!

نعم عندهم صناديق مواجهة البطالة لكن لم يتبق بها سوى حفنة دولارات معدودة!

***

ثم..ثم.. لقد كان الأمريكان يضربون المثل بنظامهم السياسي في الحكم المحلي لكن ها هو الفيروس جعلهم يتفرقون إلى شيع وجزر منعزلة.

وها هي ولاية نيويورك.. التي يصول فيها الفيروس ويجول بينما ولايات أخرى مثل فلوريدا.. تحاول النجاة بشعبها من ذلك الخطر الذي لا يبقي ولا يذر..

وما يدعو للتهكم والدهشة في آن واحد.. أن تصرفاتهم خلال الأزمة لا تختلف عن سلوكيات بلدان أخرى ربما ليس لها مكان حتى الآن على خريطة العالم.. حيث يتبادل الحزبان الكبيران الاتهامات ليلقي كل واحد المسئولية على الآخر بأنه وراء استشراء الفيروس.. في وقت يلفظ فيه المرضى أنفاسهم في الشوارع وأمام أبواب المستشفيات .. ولا أطباء.. ولا أجهزة تنفس صناعي ولا دواء.. ولا أي شيء..!

***

ما ينطبق على أمريكا يمتد إلى الشاطئ الآخر من المحيط الأطلنطي حيث حلفاؤهم الأوروبيون الذين اكتشفوا أنهم عاشوا في وهم كاذب هيأ لهم أنهم من طراز غير طراز وحينما أحكم الفيروس.. قبضته على رقاب مئات الناس في إيطاليا.. استسلموا دون مقاومة وكيف يقاومون وهم مجردون من كافة الأسلحة التي تعينهم على المواجهة.. فكانت النتيجة أن منهم من ماتوا متأثرين بالمرض ..أو من توقفت قلوبهم خوفا وذعرا.. ومنهم من ينتظر..!

***

نفس الحال بالنسبة لفرنسا التي تشهد حاليا نزاعا حادا بين الأغلبية والمعارضة.. فكل يغني على ليلاه تاركين الفيروس يستشري بين أبناء الوطن.. دون أن يعوقه عائق.. فهل هؤلاء هم الفرنسيون الذين أقاموا أنظمتهم السياسية المتعاقبة على الحرية.. والإخاء والمساواة.. أم جاء"كورونا" ليقتلع الجذور.. وجذور الجذور..؟!

***

وبديهي.. أحوال الإسبان والبلجيك.. والهولنديين.. أدهى.. وأمر فالجميع الآن..  ما يشغل اهتمامهم .. طبيعة الحياة بعد انسحاب الفيروس لكن السؤال الذي سيظل يدق الرءوس بعنف:

ولماذا ينسحب بعد كل هذا العنفوان.. الذي يتمتع به وفي وقت تتهاوى فيه حصون القوة الزائفة.. وإمبراطوريات أفلام السينما فقط..؟!

***

و..و..وشكرا