سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان "أحسنت مصر.. المسكنات لا تجدي مع "كورونا" ولا مع تداعياته! "

بتاريخ: 09 أبريل 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*أحسنت مصر.. المسكنات لا تجدي مع "كورونا" ولا مع تداعياته!

*منذ البداية أحكمت حصاره.. والإجراءات التي اتخذتها مؤخرا تخفف واقعيا وعمليا.. من أزمات المضارين!

*الأمريكان.. يدخلون مرحلة الذعر وزعماء أوروبا يخشون من مصير جونسون  وأطفال فرنسا.. كسروا الحصار..!

*أخيرا.. تذكر مجلس الأمن أن البشرية أمام عدو شرس!

*رجاء للأزواج والزوجات:

ليس هذا وقت المشاحنات.. المفروض العكس!

*نداء لكل بني الوطن:

لا تشغلوا بالكم.. "بسيرك" التواصل الاجتماعي!

*لنأخذ مما حدث مع المؤقتين.. درسا وعظة!

*أخيرا.. دعونا الله في ليلة النصف من شعبان أن يمنع عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم.. ونحن موقنون بالإجابة

منذ بداية المعركة التي شنها فيروس"كورونا" ضد البشرية جمعاء.. فقد آثرت مصر أن تتعامل معه.. بالعلم.. والحرفية والحسم البات والقاطع.. ولعل ذلك بدا جليا وواضحا.. مع أول مواجهة والتي تمثلت في إجلاء الرعايا المصريين من مدينة ووهان الصينية الموبوءة بالفيروس وإعادتهم سالمين غانمين إلى أرض الوطن.. مع عزلهم في مكان آمن وصحي.. لضمان تلافي أي أثر من آثاره سلبا أو إيجابا..!

ثم.. سارت مصر على نفس النهج.. متبعة ذات الأسلوب.. لتصل في النهاية إلى ما وصلت إليه حاليا.. إصابات محدودة .. ونسبة شفاء عالية.. وأعداد وفيات قليلة..!

***

على الجانب المقابل.. وبعد أن أكدت الدولة المصرية سياستها بالتجربة والواقعية.. جاء تعاملها مع تداعيات الفيروس.. بنفس النهج.. وذات الأسلوب.. لعلاج الأزمات الفجائية الطاحنة التي حلت بقطاعات عديدة على رأسها السياحة والطيران والصناعة فضلا عن فئات عاشوا ومازالوا يعيشون على هامش الحياة.. حيث خرجت أساليب التعامل مع تداعيات كورونا عن نطاق المسكنات بعد أن ثبت من خلال أزمات سابقة أن هذا النوع من الحلول يزيد الأوضاع تعقيدا وليس العكس..!

الآن.. يستطيع هؤلاء المضارون.. أن يلتقطوا جزءا من أنفاسهم حتى يستطيعوا التكيف مع تطورات الأحداث سواء انسحب الفيروس.. في موعد مناسب.. أو أصر على عناده وجبروته.. وعندئذ يكون لكل ذي حدث حديث..!

***

وبصراحة.. وليس تحيزا لأنفسنا.. ولا مزايدة على بعضنا البعض.. فإن حالنا والحمد لله أفضل من غيرنا كثير.. كثير..!

انظروا مثلا.. ماذا يجري في أمريكا..!

بالله عليكم.. هل هذه هي الدولة التي طالما ملأوا الدنيا صياحا.. حول تفوقها وازدهارها .. وثرائها وعلمها وعلمائها.. ها هي قد تعرضت للانهيار عند أول اختبار ليس الإنسان طرفا فيه .. بل العدو الشرس مجرد آفة غائبة عن العيون تجيد تجيد التلون والاختباء.. والظهور في آن واحد لا يعلم سرها وجهرها سوى علام الغيوب..!

الأمريكان.. يلطمون حاليا الخدود.. انتظارا لأيام عصيبة يقولون إنها ستبدأ من منتصف مايو القادم..

الأمريكان هم الذين تشهد شوارعهم حاليا.. مظاهرات للممرضين والممرضات احتجاجا على نقص المعدات الطبية بحيث صاروا عاجزين عن إنقاذ المرضى.. أو حتى نقل الموتى إلى مثواهم الأخير..!

الأمريكان هم الذين قالوا إنهم سينتجون آلافا من أجهزة التنفس الصناعي خلال فترة وجيزة.. لكن ها هي غرف الإنعاش تشهد كل يوم وفاة العشرات بسبب نقص هذه الأجهزة.

في نفس الوقت.. فإن زعماء أوروبا وقبلهم الرئيس الأمريكي ترامب بطبيعة الحال.. يخشون أن يكون مصيرهم.. نفس مصير رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الذي أخذ يبث الرعب في قلوب أبناء وطنه عند بداية غزو كورونا.. مطالبا إياهم بتوديع بعضهم البعض حيث إن الفيروس سيحصد ما لا يقل عن أرواح مليوني وأكثر من أحبائهم وأعزائهم..!

وقد شاءت إرادة الله .. ألا تمر سوى أيام معدودة ويقع جونسون نفسه في براثن الفيروس الذي يكاد أن يفتك به.. مما حدا بالرئيس الفرنسي ماكرون.. وكل من رئيسي وزراء إيطاليا وإسبانيا ومستشارة ألمانيا.. أن يعربوا جهارا نهارا عن قلقهم إزاء صحة جونسون.. التي أخذت تتدهور يوما بعد يوم..!

وهكذا نعود لنكرر بأن الله سبحانه وتعالى يبعث برسائله إلى البشر.. عسى أن يتعلموا.. وأن يفيقوا.. وأن يعودوا إلى طريق الحق والخير والجمال.. لكن للأسف.. معظم هؤلاء البشر ينطبق عليهم قول الحق في كتابه العزيز :

بسم الله الرحمن الرحيم:

هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ".

"صدق الله العظيم".

سورة يونس الآيتان 22و23.

***

وبالرغم من أن شعوب أوروبا يعرفون مدى أحجام الخطر.. فإن هناك من بدأوا يضيقون ذرعا.. بالبقاء في البيوت لاسيما بالنسبة للذين فرضت عليهم حكوماتهم حظرا كاملا يمتد لساعات الليل والنهار.. ولقد انتهز أطفال فرنسا فرصة سطوع الشمس التي أخذت تبعث بسلاسلها الدافئة مع قدوم فصل الربيع.. فخرجوا إلى الشوارع القريبة من منازلهم للاستمتاع بما حرموا منه على مدى فترة طويلة.. لكن قوات الأمن كانت لهم بالمرصاد.. وأعادتهم ثانية من حيث أتوا  لتوقيع نفس الغرامة المقررة على ذويهم الذين سمحوا لهم بذلك وتبلغ قيمتها 135 يورو..!

***

أما ما يثير الدهشة والعجب في هذا العالم أن مجلس الأمن بجلالة قدره.. ظل محجما عن عقد اجتماع –أي اجتماع- لمناقشة ظاهرة كورونا التي كان لها أبلغ التأثير في العلاقات الدولية سواء أكان تأثيرا ظاهرا .. أو خافيا.. حتى تذكر مؤخرا أن يدعو أعضاءه للقاء عبر الفيديو كونفرانس لمناقشة أسباب وتداعيات الفيروس ونظرا لأن الحماس مفقود.. والنوايا مازالت غير خالصة .

لا يمكن القول إن بادرة أمل واحدة قد لاحت بالأفق سواء على المدى القريب.. أو المدى البعيد..!

***

وبمناسبة مجلس الأمن.. وشقيقاته من المنظمات الدولية .. فقد أصدرت الأمم المتحدة ذاتها تقريرا أشارت فيه إلى زيادة حالات الطلاق خلال الفترة التي أغلبالأفقا أبواب المنازل إغلاقا كاملا..!

يبدو أن الإجبار يأتي غالبا بنتائج عكسية.. فاشتعلت الخلافات تحت الأسقف الواحدة وبين الجدران المشتركة.!

من هنا.. نرجو الأزواج والزوجات أن يكونوا أكثر تعقلا.. وأن يضعوا في اعتبارهم ضرورة توثيق العلاقات بينهم لا العمل على تمزيقها.. وتقطيعها..!

عزيزي الزوج.. أليست تلك التي هي أمامك الآن هي نفسها التي طالما تمنيت يوما أن تفوز بابتسامة منها وفي أحسن الأحوال بلمسة يد..

 وأنت أيتها الزوجة التي طالما روادتك أحلام الاستمتاع بمصاحبة فارس الأحلام وهو  يحلق بك إلى عنان  السماء..!

تذكري جيدا .. أن هذا الفارس هو الذي تنظرين إليه الآن.. كأنه المقيد لحريتك.. واللاهي عن أحاسيسك ومشاعرك.. والساهي عن النطق بعبارة تعيد إليك الأمل والتفاؤل..!

نعم.. ربما يكون لديك الحق كل الحق لكن بما أن الله سبحانه وتعالى وهبك من الحنان.. أبلغه .. ومن العاطفة.. ما تحرك جبال الجليد الساكنة.. أدعوك إلى الدخول في تجربة حاولي بينك وبين نفسك.. اعتبارها جديدة .. ومثيرة.. و..و..وشيقة..!

حاولي.. عسى الله أن يحقق لك أملا طالما تمنيت تحقيقه على مدى سنوات.. بل ربما على مدى شهور أو أيام..!

***

ثم..ثم.. بما أني أحرص في هذا التقرير على أن يكون جامعا شاملا للأحداث بتطوراتها .. وبحلوها.. ومرها.. فإني أهيب بالجميع .. ألا يعيروا التفاتا لمواقع التواصل الاجتماعي وما تبثه من حكايات مفبركة.. وأخبار.. لا تمت للحقيقة بصلة..!

صدقوني.. لو نظرتم إليها باعتبارها سيرك يتفرج على طيوره.. وحيواناته الأطفال الصغار.. لأرحتم.. واسترحتم..!

ولنضع أنفسنا جميعا على سبيل المثال.. موضع الإخوة والأبناء الذين تلاعبت هذه المواقع بمشاعرهم مما دفعهم  تلقائيا.. التكدس أمام فروع البنوك أملا في صرف تعويضات التي تحولت إلى وهم رغم أنها في الواقع حقيقة لم يحن وقتها بعد..!

حكموا عقولكم .. ونحن معكم.. هل من السهولة بمكان أن يتحول القاصي والداني.. إلى محرر صحفي.. أو مندوب أخبار.. أو مذيع نشرة.. أو معد برنامج تليفزيوني ؟

طبعا.. لا.. وألف لا.. فكل شيء له قواعده وأصوله.. وبالتالي الذين يصرون على فرض أنفسهم على الساحة زورا وبهتانا.. جزاؤهم الانصراف عنهم.. فهذا أبسط رد ..!

***

أخيرا.. لقد دعونا الله سبحانه وتعالى في ليلة النصف من شهر شعبان الكريم.. التي صادفت الثلاثاء الماضي..ورفعنا أكفنا للسماء .. ضارعين بقلوبنا أن يمنع عنا من البلاء ما نعلم.. وما لا نعلم.. وكررنا الدعاء مرات ومرات ونحن موقنون بالإجابة.. أي أنه بفضله وكرمه .. سينزل الهزيمة بوباء كورونا بحيث لن تقوم له قائمة بعد ذلك..

إنه نعم المولى ونعم النصير..

***

و..و..وشكرا