*يستحيل.. أن يكون أمثال هؤلاء من نفس نبت القرية المصرية
*دعونا ننتظر.. التحقيقات ستكشف هويتهم المشوبة بكل نوازع الحقد والغل والكراهية
يستحيل أن يكون هؤلاء "المشاغبون" الذين حاولوا منع دفن جثمان إحدى السيدات التي توفيت بفيروس كورونا.. من نفس نبت تلك القرية التي شهدت تصرفاتهم اللا أخلاقية.. وسلوكهم الهمجي لأن القرية المصرية –ولا شك- شأنها شأن المدينة المصرية.. لها عاداتها .. وتقاليدها .. وتراثها.. وكلها لا تتفق مع ما حدث .. بل أحسب أن ثرى الأرض الطيبة سيظل دائما وأبدا رافضا لظاهرة مقيتة لم يشهدها تاريخ المصريين منذ أن أنشأوا حضارتهم منذ أكثر من خمسة آلاف عام من الزمان..!
أقول أنشأوا حضارتهم لأنهم –بالفعل- أقاموا مجتمعاتهم عبر حقبات التاريخ المتعاقبة على الأصالة.. والشهامة.. والتعاطف الوجداني.. وعلى التمسك بقيم ومبادئ ترسخت في أعماقهم عن يقين وإيمان وقناعة ما بعدها قناعة.
إن حرمة الموت عندهم لا تقبل جدلا.. أو مناقشة.. وإكرام الميت بدفنه ليست مجرد مقولة ترددها الألسن فقط.. بل هي نهج تنفطر عنده القلوب.. وتدمع الأعين إيمانا بأن الموت حق.. وأن مشيعي اليوم هم أنفسهم من تحت الأعناق غدا.. أو بعد غد.. المهم أنهم في الطريق مهما طال الأمد.
***
لذا.. فقد أحسنت الشرطة عندما فرقت هذا الجمع الذي أحسب أن معظم المشاركين فيه.. ليسوا مجردين عن الهوى.. بل أكاد أجزم بأن النيابة العامة سوف تكشف في تحقيقاتها ... هوياتهم المشوبة بكل نوازع الحقد والكراهية والغل ليس للطبيبة التي رحلت عن عالمنا.. بل لمصر والمصريين جميعا.
***
لقد قال د.أحمد الطيب شيخ الأزهر كلمة مؤثرة واصفا ما جرى بأنه من الخطورة بمكان أن يجوع المرء وجاره شبعان.. وأن يموت ولا يجد من يدفنه..!
هل سمعتم يا أولي الألباب.. أم أن أمثالكم .. لا يسمعون.. ولا يعقلون.. ولا يتدبرون..؟!
الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز:" الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور".. أي أنه جل وعلا ذكر الموت قبل الحياة.. فأفيقوا من غفلتكم.. واذهبوا لمن يستخدمونكم كأدوات رخيصة لتعلنوا أمامهم توبتكم.. عسى أن تحركوا فيهم جزءا من ضمير غائب.. وعقل مفقود..!
***
و..و..وشكرا