سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " واقعة وزير الداخلية التي تلاعبت بأحلام الوالي العثماني الزائف "

بتاريخ: 15 أبريل 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*واقعة وزير داخلية تركيا التي كشفت"هشاشة" النظام!

*محاولات أردوغان تفشل في التخفيف من غضبة الجماهير العارمة

*جوقة الزمر والتطبيل.. تضر الرئيس التركي ولا تفيده!

منذ واقعة وزير داخلية تركيا التي هزت بعنف رئيسها رجب طيب أردوغان  .. ورجال نظامه يحاولون بشتى السبل والوسائل تقديم المبررات والذرائع بهدف التخفيف من غلواء الغضب الجماهيري ومن حدة الصدام الدامي بين الناس وبعضهم البعض.. الأمر الذي لم يكن يتوقعه أردوغان والذي كان يتصور قبل حدوث هذه الواقعة.. أن نظامه في أمان .. وأن مؤيديه يفوقون حجم معارضيه بكثير.. في حين أن العكس هو الصحيح..!

وزير داخلية أردوغان الذي نام واستيقظ ليعلن قرارا بحظر التجول الكامل دون سابق إنذار.. فاجأته الأحداث وألمت به الأوضاع.. الطارئة مما اضطره لتقديم استقالته معترفا بخطئه ومبديا اعتذاره..

***

ما يثير الدهشة أو السخرية  والعجب أن يحاول أردوغان تحويل هذه الخسارة الفادحة التي مني بها حكمه ونظامه إلى نوع من أنواع تجميل الصورة برفض استقالة الوزير وإعلانه التمسك به..!

طبعا جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.. فها هي صيحات الجماهير تتعالى لاسيما بعد خلو الأسواق من السلع الأساسية وغير الأساسية وعدم توفر السيولة.. فضلا عن ارتفاع الأسعار بصورة غير مسبوقة لاسيما وأن شهر رمضان على الأبواب.. وهو الشهر الذي يحرص فيه الأتراك على تقديم أحلى ما عندهم من طعام وشراب.. وحلوى.. لكن أنى يكون لهم ذلك حاليا في ظل هذه"الهوجة"التي تشهدها مدنهم  وشوارعهم وساحاتهم !!

***

ما يجدر التوقف أمامه..أن فيروس كورونا بقدر ما سببه لأهل الأرض من متاعب وأزمات ومشاكل عاتية..فقد كشف على الوجه المقابل .. حكومات كانت تدعي القوة والمنعة فإذا بها تتهاوى وتثبت التجربة .. أنها بلغت من الضعف والوهن ما جعلها عاجزة عن مواجهة الفيروس حتى ولو ليوم واحد أو يومين أو ثلاثة..!

من هذه الحكومات ..  حكومة أردوغان التي يحاول الآن ترميم جدرانها..المتصدعة مستخدما كافة وسائل العنف.. والتهديد والوعيد.. بل الترهيب والترويع..!

ثم..ثم..يأتي هؤلاء الذين باعوا أنفسهم للشيطان الصغير في قطر والوالي العثماني الزائف في أنقرة.. ليبدوا وكأنهم كذابو الزفة يزمرون.. ويهللون ويرقصون.. على أنغام .. خيرات أردوغان التي ينفقها عليهم بلا حساب..!

للأسف .. هؤلاء ينتمون زيفا وبهتانا لمصر الغالية التي لم يعودوا يقيمون وزنا لمكانتها.. ولا لحضارتها..ولا تاريخها التليد..وإن كانوا في واقع الأمر لابد أن يفهموا بأن شعب مصر قد لفظهم منذ فترة طويلة..وأصبح يعتبرهم في عداد الأموات وإن كان  الأموات حينما يبعثون من جديد سوف يحز في نفوسهم مقارنتهم بتلك النماذج الذميمة.

***

عموما..فإن ثمة سؤالا يتردد على ألسنة الناس سواء داخل تركيا أو خارجها..!

السؤال موجه للرئيس أردوغان .. ويقول :

بعد أن ينسحب فيروس كورونا من العالم.. أو  حتى بعد أن يتراجع نفوذه وجبروته..هل تنتوي الاستمرار على نفس سياسة الإرهاب التي مارستها بغير وازع من دين أو ضمير أو أخلاق على مدى السنوات الماضية.. أم أنك سوف تعي أن حصونك الواهية قد انهارت أمام فيروس جبان كل مؤهلاته القدرة على التلون والاختفاء..؟

***

القرار بيدك وحدك.. مع الأخذ في الاعتبار..أن شعبك بعد تجربة كورونا ليس هو نفس شعبك قبلها..فأنت الآن بكل صراحة.. لا تملك من حطام الدنيا سوى خيالات خادعة وأحلام واهية..وشعبية لم يعد لها وجود.. اللهم إلا إذا توهمت أن أطلال الحكم غير الرشيد.. يمكن لملمتها وإعادتها للحياة من جديد.. وذلك ضرب من ضروب المستحيلات!

***

و..و..شكرا