**تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*يا أهل الأرض كوكبكم في خطر.. حتى بعد "كورونا"..!
*علماء الاقتصاد والسياسة يحذرون من حرب عالمية ثالثة..!
*أمريكا لم تعد زعيمة العالم.. ما الحل؟
*حكومات تعمل لصالح شعوبها.. وأخرى تقدمها قرابين
*المصداقية.. والعلم.. والحكمة والروية كلها عناصر حققت لمصر.. أفضل سمعة عالمية..!
*كنا أول من حاصر الفيروس .. وأول من استمروا في نشاطاتهم الاقتصادية
*رغم الخلافات.. الصين سلمت أمريكا "فلاشة" المصل!
*مواقع التواصل.. تتندر بكوريا الشمالية الخالية من الفيروس
*شم النسيم.. شكرا.. نلتقي في العام القادم..!
*صلاة القيام في المنزل.. لا تقلل من ثوابها
الناس الآن في شتى بقاع الكرة الأرضية.. باتوا مشغولين بأمرين أساسيين:
*الأول: إعادة الحياة للأنشطة الاقتصادية وغير الاقتصادية .. ومتى.. وإلى أي مدى..؟
*الثاني: ما بعد مرحلة "كورونا" حتى إذا انسحب مذموما مدحورا....!
بالنسبة للأمر الأول.. ها هي الحكومات مختلفة في تحديد بدايات العودة للحياة الطبيعية .. فإسبانيا على سبيل المثال التي صال الفيروس وجال على أراضيها وبين شعبها.. كانت أول دولة أوروبية تقرر العودة رويدا رويدا.. بعد أن اكتشفت أن الحظر الكامل سبب مشاكل اجتماعية وأسرية قد يتعذر حلها مستقبلا..!
أما التشيك والنرويج والدنمارك.. فقد قررت إنهاء الحظر وتشغيل الطائرات ومحطات السكك الحديدية .. ووجهة نظرهم.. أن خسارة تجميد الاقتصاد أفدح مما يمكن أن يسببه كورونا من تداعيات.
وفي جميع الأحوال سواء بالنسبة لمن مازالوا متمسكين بمواقفهم أو الذين أخذوا يعودون رويدا.. رويدا.. فينبغي على أهل الكرة الأرضية أن يضعوا في اعتبارهم أن كوكبهم دخل دائرة الخطر المحدق.. وبالتالي إذا لم يتكاتفوا ويتعاونوا ويكونوا أهلا للمسئولية.. فسوف تتوالى عليهم الكوارث أكثر.. وأكثر..!
هنا.. دعونا نتوقف أمام ما يطرحه علماء الاقتصاد والسياسة العالميون الذين يرون أن الاقتصاد العالمي سوف يأخذ فترة زمنية ليست بالقصيرة.. حتى يمارس نشاطه من جديد..
الأكثر والأكثر.. إذا بلغ الاقتصاد مرحلة ذروة النشاط فإنما سيكون دافعا لإشاعة موجات التنافس بين قوى عديدة مما يهدد بإشعال حرب عالمية ثالثة لأن الصراع عندئذ سيكون صراعا غير إنساني.. حيث لن يهتم أحد إلا بمصلحته فقط.. والتي يتصور أنه في سبيل الحفاظ عليها.. يدوس فوق أجساد الآخرين..!
لكن السؤال: هل إشعال الحرب من السهولة بمكان .. في زمن أصبحت فيه الأسلحة النووية والطائرات بدون طيار والصواريخ البالستية وغير البالستية في متناول الأيدي في أي وقت ؟
طبعا.. المنطق يقول إن الحرب تكون دائما آخر الخيارات..لكن كان ذلك قبل عصر كورونا.. أما وقد انفلتت المعايير وانقلبت الموازين.. تصبح كافة الاحتمالات واردة..
لذا.. أرجو أن تتذكروا يوما هذه الكلمات التي ربما نرجع إليها جميعا في يوم من الأيام..!
***
أيضا.. أمريكا تعترف بينها وبين نفسها بأنها لم تعد حاليا زعيمة العالم بعد أن أسقط الفيروس "الشقي" كثيرا من أوراقها التي طالما تفاخرت وتغنت بها.. فهل سترضى خلال مرحلة ما بعد الفيروس بأن تتراجع إلى الصف الثاني أو الثالث في خريطة العالم.. أم ستبذل المستحيل لاسترداد مكانتها وسمعتها..؟
بديهي.. سوف تحاول أن تنتفض من جديد.. لتواجه التنين العملاق وأقصد به الصين..!
يعني المنافسة على زعامة العالم.. سوف تكون بين القطبين الأساسيين.. أمريكا والصين.. فمن يكسب الرهان.. مع الأخذ في الاعتبار.. أن الصينيين يذهبون ويجيئون وهم حريصون على علاقاتهم المتوازنة مع الأمريكان وعدم إثارة أزمات حادة معهم..!
ولعل أبلغ دليل.. أنه رغم الاتهامات العنيفة التي وجهها الرئيس ترامب للصين بشأن "كورونا" إلا أنه يتردد أن الصين هذه هي التي سلمت أمريكا.. "الفلاشة" الخاصة بالمصل الذي توصلوا إلى اكتشافه ليكون المضاد الناجع وتعكف أجهزة الحاسبات الآلية في أمريكا على تفريغ المعلومات.. والخروج للعالم بالاكتشاف المأمول..
وغني عن البيان.. أن كل شيء بثمنه..!
***
استنادا إلى تلك المعلومات أعود لأكرر أن سكان الأرض هم المطالبون أولا قبل غيرهم بالحفاظ على كوكبهم الذي أصبح محاطا بأخطار محدقة.
وها هم عاشوا التجربة الواقعية عندما أحكم "كورونا" قبضته فماذا حدث..؟
على الفور تمزقت الخيوط.. وهرع من هرع إلى جبل يأويه.. أو إلى بيت مغلق الأبواب أو ظل ينتظر شعاع ضوء في نهاية النفق المظلم لعل وعسى..!
وإذا افترضنا أن هذا الشعاع قد اقترب.. فواجبهم ألا يضيعوه من بين أياديهم..!
***
ثم.. ثم .. فقد بينت أزمة الفيروس العنيد.. أن هناك حكومات تعمل بحق وصدق وإخلاص من أجل صالح شعوبها .. بينما توجد أخرى تقدم مواطنيها قرابين.. كأنهم وقود النيران..!
مثلا.. لقد تعاملت مصر في حربها ضد الفيروس بالمصداقية والعلم والحكمة والتروي.. فماذا كانت النتيجة..؟
لقد تمكنت الدولة - والحمد لله - من حماية شعبها.. وإنقاذه من براثن كورونا .. لتخرج بالفعل بأقل الخسائر.. ولقد شهدت الدنيا بأسرها ومازالت تشهد بأن مصر قد نالت أفضل سمعة وحظيت بأغلى مكانة.. لأن المجتمع كله متكاتف مع بعضه البعض إيمانا بأن المصير واحد.. والغايات مشتركة..
كما يحسب للدولة المصرية أنها لم تشأ تجميد الاقتصاد تجميدا شاملا.. بل سمحت للمصانع بأن تدير ماكيناتها.. وللمزارعين بالاستمرار في خدمة أراضيهم.. وللطلبة في مذاكرة دروسهم عبر الإنترنت.
على الجانب المقابل نجد دولة مثل إيران التي كانت نسبة إصابة مواطنيها.. أعلى نسبة.. شأنهم شأن الذين لقوا حتفهم.
ومع ذلك.. أعلنت حكومة طهران أنها ستسمح بتسيير الرحلات الجوية والبرية إلى كلٍ من العراق وسوريا لإتاحة الفرصة لزيارة المقامات الدينية في كلٍ من البلدين..
الأهم.. الأهم.. أن الحكاية ليست قاصرة على التنقل عبر الحدود.. بل الزحام الشديد الذي تشهده تلك المقامات أثناء الزيارات وتبادل الضرب بالخناجر والسكاكين وأثناء المسيرات التي تضم الآلاف أو حتى المئات دون أدنى احتياطات ممكنة أو غير ممكنة.!
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن ميليشيات الحوثيين في اليمن التي تسير على نهج إيران طالبت في بيانات رسمية بإعدام كل من يصاب بالفيروس وحجتهم في ذلك أن موت أمثال هؤلاء يكون أفضل من الإبقاء عليهم .. وعلاجهم..
***
بالنسبة لدولة مثل كوريا الشمالية فحكايتها حكاية.. فلم يخرج منها خبر واحد عن الفيروس.. وقد صوروا للشعب بأن البلاد خالية من كورونا.
لذا.. إذا توقفت قليلا أمام صفحات الفيس بوك.. فسوف تجد طرائف ما بعدها طرائف منها أن حكومة كوريا الشمالية اشترطت على منظمة الصحة العالمية التي طالبت بدخول لجنة تقصي حقائق للبلاد سداد مبلغ 1210 يورو لكل عضو من أعضاء اللجنة الذين سيخضعون لكشف الكذب للتأكد من أنهم لا يعملون لحساب بلدان أجنبية.. ويتكلف هذا الكشف مبلغ 2070 يورو للفرد الواحد أيضا..
الأهم.. والأهم.. أن من سيتبين انتماؤه لأي جهاز مخابرات سيتم إعدامه فورا..!
***
أخيرا.. نقول لعيد شم النسيم:
عفوا.. هذا العام.. فنحن لم نتخلف عن الاحتفال بك.. على مدى سبعة آلاف عام من الزمان..!
هذا العام فرض علينا "الكورونا" أن نبتعد.. ونحسب أنك خير من يتفهم ذلك .
دعونا.. نتبادل الوعود.. بألا نغادر منازلنا.. ولا حتى شققنا.. يكفينا أن نلتقي في إطار الأسرة الواحدة.. وإن شاء الله .. نتقابل في شم النسيم القادم..
ونحن أصحاء .. أحباء.. مزهوون ببنياننا المرصوص الذي لن يتداعى أبدا بإذن الله وفضله.
***
نفس الرسالة تقريبا.. نوجهها إلى شهر رمضان المبارك:
أيها الشهر الكريم.. نعتذر عن عدم أداء صلاة التراويح لهذه الظروف التي تعلمها جيدا.. ونحن على يقين بأنك تقدر موقفنا.. لاسيما أن هذه الصلاة تعد نافلة من النوافل.. والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لم يؤدها سوى مرتين اثنتين في حياته..لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في المسجد فصلى بصلاته ناس ثم صلى من الليلة الثانية فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال:" رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم ".. وذلك في رمضان. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومع ذلك .. فسوف نسعد بأداء تلك الصلاة داخل بيوتنا التي لابد وأن تلاوة القرآن بين جدرانها سوف توفر لنا الأمن والأمان والسكينة.. وتوثق العلاقات بيننا وبين بعضنا البعض.. حتى نستقبل عيد الفطر والسعادة تغمر قلوبنا وتبعث الدفء والمحبة داخل شرايين أجسادنا..!
وكل عام وأنتم بخير..
***
و..و..وشكرا