سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " أعيادنا.. بخير.. ومواجهتنا للفيروس أجدى.. وأصدق.. وأكثر واقعية "

بتاريخ: 19 أبريل 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*أعياد خير ومحبة.. ولكن:

في شكل جديد

*رفعنا شعار "الكلxواحد" لتسمو مصلحة الوطن فوق نزعات الذات

*في البداية.. استكثروا علينا انخفاض الإصابات ثم جاء الواقع.. ليؤكد تعريف "الحقيقة"..!

*والآن.. وقبل انسحاب "كورونا" اشتعلت الخلافات بين الحلفاء أما نحن فماضون على طريق التلاحم.. والثبات والقوة

كل سنة ونحن جميعا بخير.. اليوم.. عيد الأقباط.. وغدا عيد شم النسيم.. وقد تعودنا منذ قديم الزمان على أن نحتفل بالعيدين.. مستمتعين بما وهبه الله سبحانه وتعالى لنا من مناخ معطر بأريج الورود والزهور.. ومن أمان واستقرار.. أصبحت قواعدهما راسخة بفضل حرصنا على رفع شعار "الكل في واحد" .. وهو شعار تسمو فيه مصلحة الوطن على كل نزعات وهوى الذات.

لكن شاءت إرادة الله .. أن تكون احتفالاتنا هذا العام مختلفة حيث تجمعنا البيوت.. بدلا من الحدائق والمتنزهات.. وآنستنا علاقات المحبة والتعاطف والرحمة والحنان.. لكي نقدم لأنفسنا ولغيرنا.. نموذجا من أغلى وأحلى نماذج الإيثار.. والغيرية وتعانق القلوب ودفء الوجدان.

من هنا.. تأكدوا أن الحق سبحانه وتعالى سيكتب لنا النصر المبين ضد هذا الفيروس الذي يحير الدنيا كلها.. وصدقوني سوف يكون نصرا نستحقه نحن المصريون بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. لأنه لم يأت من فراغ.. بل نتيجة مقومات عديدة.. وأسلحة أجدنا استثمارها استثمارا جيدا.

***

الآن.. ربما يكون قد حان الوقت لنقول إننا تعاملنا في معركتنا ضد كورونا بالعلم.. والأناة.. والشفافية.. وصدق النوايا مع سائر شعوب العالم.

في البداية.. استكثر علينا من استكثر أن تكون نسبة الإصابة قليلة وضئيلة جدا ثم سرعان ما أثبت تسلسل الأحداث أن الحقيقة ليست لها سوى وجه واحد كما يقولون.

ثم جاء من جديد من يدعون بأن الأجهزة المختصة عندنا تتعمد إخفاء نتائج الفحص.. التي تثبت أن أعداد من زارهم الفيروس.. ومن لقوا حتفهم بسببه كثيرون.. بينما العكس هو الصحيح.. وهؤلاء أيضا ارتدت سيوفهم إلى نحورهم.. بعد بيانات منظمة الصحة العالمية.. وبعد ما عشناه جميعا –لحما ودما- طوال أيام التجربة الصعبة..!

***

على أي حال.. ها هو الفيروس مازال يقاوم البشرية التي ناصبها وناصبته العداء وإن كانت ثمة شواهد تشير إلى أنه قارب على الانسحاب..!

لكن متى..؟

الله سبحانه وتعالى أعلم.

وإن كان ما يستحق التأمل خلال الأزمة الحالية.. أن الخلافات أخذت تشتد بين الحلفاء.. أو من ينبغي أن يكونوا كذلك.. في حين أنهم أحوج ما يكونون إلى التكاتف والتآزر والتعاون..!

ها هم الأمريكان يوجهون للصينيين اتهامات صريحة.. بأنهم وراء انتشار الفيروس والذين تعمدوا إخفاء سره على مدى شهور وأيام.

أيضا.. رفع الرئيس ترامب عصا التهديد والوعيد ضد منظمة الصحة العالمية التي ترى أنها بذلت من الجهد والعمل والمثابرة ما تستحق عليه الشكر والتقدير.. وليس اللوم والتوبيخ ..و..و..والعقاب..!

***

أيضا الأوروبيون تارة  يتنازعون فيما بينهم.. وتارة أخرى يحاولون رأب الصدع.. وإن كانت حرب "كورونا" قد خلفت من بين ما خلفت مرارة في النفوس وغصة في الحلوق لاسيما بعد الضحايا الذين سقطوا في كل من إيطاليا وإسبانيا اللتين افتقدتا أيادي العون من جانب الشقيقات اللاتي تجمعهن مظلة اتحاد مشترك.

***

وهكذا يتبين أن سياسة مصر التي انتهجتها منذ البداية.. القائمة على الثبات والقوة والقدرة والحنكة.. والابتعاد عن المهاترات أو النزاعات أو الخلافات.. هي التي حدت من نشاط الفيروس وجعلت نسبة الإصابة به لا تزيد عن 25 في المليون والوفيات 2 في المليون حسب آخر تصريحات وزيرة الصحة.

***

إنها سياسة العقلاء المتمكنين.. الواثقين بأنفسهم والذين يؤمنون بأن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أبدا أجر من أحسن عملا.

***

و..و..وشكرا