سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " .. وانتصرنا على أنفسنا.. ونحن نحتفل بالأعياد.. في أمان واطمئنان .. وسعادة! "

بتاريخ: 20 أبريل 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*احتفالاتنا بالأعياد.. انتصار حقيقي على أنفسنا وقرب إنزال الهزيمة بالفيروس

*أثبتنا جميعا أننا أهل لتحمل المسئولية

*حينما نقرر إعادة الحياة إلى طبيعتها فلأننا نعرف أين نضع أقدامنا بالضبط

*السياسة المتوازنة تقود إلى أقصر الطرق للنهاية السعيدة

مرة أخرى.. كل سنة وأنت طيب..

كل شم نسيم ونحن جميعا بألف خير.. تتوثق علاقاتنا أكثر وأكثر.. وتتدعم روابطنا الإنسانية في إطار مجتمع تسود فيه لغة التراحم والتعاطف وتتوارى نوازع الأنانية.. والأثرة وحب الذات.

بداية.. أود أن أقول إن الاحتفال أمس بعيد الميلاد المجيد.. ثم الاحتفال اليوم بعيد شم النسيم.. إنما كانا بمثابة انتصار حقيقي على أنفسنا.. ومن ثم إنزال الهزيمة بهذا الفيروس المتنطع الذي لم يبق أمامه سوى أيام معدودة ليحمل عصاه على كتفه ويرحل.

إن المصريين يؤكدون يوما بعد يوم.. على أنهم أهل لتحمل المسئولية لاسيما خلال فترات الأزمات.. فحينما طالبتهم الدولة بالتزام منازلهم قبل وأثناء الأعياد.. ارتضوا بل ورحبوا.. وتعاهدوا بينهم وبين أنفسهم على الوقوف صفا واحدا ضد غلواء كورونا.. وذلك بكل المقاييس تصرف حضاري سوف يحسب لهذا الشعب أبد الدهر..!

***

ها نحن شاهدنا الأقباط وهم يتبادلون التهاني عن بعد.. ويتابعون البابا تواضروس وهو يترأس القداس السنوي.. ويستمعون إلى نصائحه التي يدعوهم فيها إلى المحبة والسماحة والانصياع لتعاليم الله سبحانه وتعالى من أجل مجتمع تقوم دعائمه على قواعد راسخة من معاني النبل ودماثة الخلق وتقديس القيم.

***

ثم.. ثم.. تتكرر نفس الصورة وإن كانت هذه المرة شملت كل بني الوطن بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم.. حيث بدا عيد الربيع وكأنه صورة من صنع رب العالمين امتزجت فيها أطياف الأمل والتفاؤل مع شعاعات الحق والخير والجمال.

من هنا تأكدوا أن مصر والمصريين سوف يكونون بإذن الله وفضله.. على قائمة الدول والشعوب التي أمكنها التخلص من الفيروس وتداعياته في أقصر فترة زمنية.

سوف تعود الحياة إلى طبيعتها قريبا.. فينشط الاقتصاد .. وتعاود نسبة نموه الارتفاع.. ويعود المتعطلون عن العمل رغم إرادتهم إلى مواقع عملهم الأولى لتبحر السفينة من جديد في أمان واطمئنان.. تحوطها رعاية الخالق الوهاب الكريم.

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فانظروا كيف كان تعاملنا مع كورونا وتعامل الأمريكان على سبيل المثال..!

لقد انقسم المجتمع هناك إلى فرق وشيع .. حيث ترى بعض الولايات ضرورة كسر إجراءات الحجر المنزلي والعزل والانطلاق إلى آفاق الحرية وكأن شيئا لم يحدث.. بينما يصر آخرون على السير في الحرب حتى نهايتها رغم ما تتطلبه تلك الحرب من تضحيات .. ومن زيادة حجم الخسائر.. ومن انهيار في العلاقات العائلية.

إنهم يعرفون كل ذلك.. لكن بعد أن تعود الأمور إلى مجرياتها الطبيعية.. فسوف تكون النتائج – من وجهة نظرهم -أفضل وأفضل كثيرا.

ليس هذا فحسب.. بل –كالعادة- الصراع الحزبي دخل حلبة التراشق ليتهم الديمقراطيون .. الرئيس الجمهوري ترامب بأن "التويتات" التي يطلقها هي التي عقدت الأزمة أكثر وأكثر.. في نفس الوقت الذي لا يسلم فيه الديمقراطيون من قذائف الرئيس الذي يتهمهم بأنهم سبب كل الكوارث التي تعانيها أمريكا سواء قبل كورونا أو بعده مؤكدا أن سياسته تجاه الفيروس ستكون من أهم أسباب فوزه في الانتخابات القادمة.

***

حتى الإيطاليين دفعوا الثمن باهظا بسبب تمكن الفيروس منهم.. حيث جاءوا بالأمس ليعلنوا أنه مهما حل بهم من خسائر فلا يضاهي ما خلفته الأبواب المغلقة .. من كساد .. وهوان.. واكتئاب.. وبالتالي لم يعد لديهم مزيد من الانتظار..!

***

في النهاية تبقى كلمة:

لعلها فرصة الآن لكي نبعث برسالة للقاصي والداني.. رسالة تقول إن السياسة المتوازنة التي تقوم على أساس أن الطريق –أي طريق – لابد أن تكون له بدائل آمنة حتى يمكن الوصول إلى نقطة النهاية بأقل قدر من الخسائر.. وأعلى نسبة من الأرباح والمكاسب.

***

و..و..وشكرا

***