سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " الصيام تحت تهديد "كورونا"..! "

بتاريخ: 23 أبريل 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*الصيام تحت تهديد "كورونا"..!

*كلما ازداد يقينك بالله.. كلما كان انتصارك على أعداء الحياة أكيد ومضمون

*بالإجماع.. لا تتخذوه حجة للإفطار.. ولا ذريعة للتفرغ للمسلسلات!

*170 دولة التي ضربها الشلل الاقتصادي..

هل تتكاتف.. أم تتباعد.. أم يتآمر بعضها ضد بعض؟

* ومن سيدفع الـ100 مليون دولار للتلاميذ الذين انقطعوا عن دراستهم..؟!

*حتى سلاح الأثرياء أصبح ثمنه "صفر"..!

*يا رجال الإعلام في كل مكان:

ألا تستفيدوا من عقاب الأمير هاري وزوجته..؟

*العزل الصحي بجميع مستوياته.. مجانا .. أم مقابل أجر.. وكم..؟

هكذا شاءت إرادة الله أن يأتي شهر رمضان والمسلمون في شتى أرجاء العالم يعيشون تحت تهديد فيروس "كورونا" الذي تمادى في قسوته وجبروته إلى الحد الذي ضاق به الناس ذرعا وأصبحوا مستعدين للانقضاض عليه بشتى السبل والوسائل عسى أن يتحرروا منه بعد كل ما سببه لهم من خسائر باهظة..!

بالضبط مثلما كان حال المسيحيين في الشرق والغرب الذين لم يجدوا بدا من الانزواء بعيدا عن شروره وآثامه خلال الاحتفال بأعيادهم..!

لكن ما أريد التأكيد عليه اليوم.. أن الإنسان .. كلما ازداد بالله يقينا.. كلما أصبحت قدرته على هزيمة أعدائه.. أيسر وأسهل.

من هنا فلننتهز فرصة شهر رمضان.. ونزيد هذا اليقين أكثر وأكثر.. وتأكدوا عندئذ سنخرج من معركة الفيروس وقد رفعنا أكبر عدد من أعلام النصر.

وحتى تكون الأمور واضحة.. فقد استقر رأي علماء الدين استقرارا واضحا لا يقبل اللبس أو التأويل أن هذا الهجوم الضاري الذي يشنه الفيروس علينا لا ينبغي مواجهته.. بالإفطار .. بحجة ضعف المناعة.. أو جفاف الحلق.. أو تعاطي المسكنات ..أو..أو..!

ولنتعاهد بيننا وبين أنفسنا على أن نصوم الشهر الكريم وإن شاء الله سيكون سبحانه وتعالى معنا.. يمنحنا من الزاد المادي والجسدي الكثير.. والروحي والمعنوي ما هو أكثر وأكثر.

أيضا.. لا يجوز ولا يليق.. أن نجعل منه "رخصة" للتفرغ لمسلسلات التليفزيون ما دمنا قابعين في منازلنا.. وغير مصرح لنا بمغادرتها..!

 لا يا سادة .. بالعكس .. فلنستثمر كل تلك الساعات في ممارسة شعائرنا الدينية كما ينبغي أن يكون.. والمتمثلة في قراءة القرآن.. وفي تدبر معانيه.. وفي صلاة الفرض والنوافل ورفع الأكف بالدعاء من قلوب صادقة مخلصة لا تشوبها شوائب.. وما أحلى أن يتم ذلك كله من بعد صلاة العشاء حتى أذان الفجر..!

وهكذا تكونون قد حققتم أغلى الثروات وأضخمها.. من خلال أدوات.. تملكها بين يديك لا أن تبحث عنها في الدروب والدهاليز.. والأنفاق الضيقة..!

***

على الجانب المقابل نبذل الجهد لنسهم مع غيرنا من أعضاء المجتمع الدولي في الانتقال بالاقتصاد من مرحلة الشلل إلى أعتاب مرحلة النشاط والحركة.. وللعلم .. إنه ليس بجهد يسير.. وذلك نتيجة الضربات العنيفة والمتتالية فوق رأس الصناعة والزراعة والتجارة والسياحة وغيرها.. وغيرها..!

واسمحوا لي أن أتوقف من خلال هذا التقرير أمام آخر  التصريحات الصادرة من كريستالينا جوروجينا مديرة صندوق النقد الدولي التي ذكرت فيها أن 170 دولة تحتاج إلى غرف إنعاش اقتصادية شأنها شأن الأفراد الذين أصاب الفيروس أجسادهم ورئاتهم..!

وبالتالي فإن السؤال الذي يدق الرءوس بعنف:

وكيف يتسنى ذلك.. وكيف يمكن تحقيق هذا الهدف الصعب والصعب جدا..؟!

الإجابة باختصار.. إن هؤلاء المضارين جميعا ليس أمامهم سوى طرق ثلاثة لا بديل عنها..الأول: أن تتكاتف وتتعاون فيما بينها.. تكاتفا صادقا مخلصا قوامه حسن النوايا ليس إلا.. والثاني: أن ينكفئ كل طرف على نفسه ويتفرغ لإيجاد الحلول التي تتناسب مع ظروفه وأحوال شعبه.. ومدى استعداد أبنائه.. للتحمل أو عدم التحمل.. أما الحل الثالث فيمكن وصفه بالميكافيللية التي تتيح لأصحابها التآمر ضد الآخرين .. أو تحويل الحق إلى باطل.. والظلام إلى نور كذبا وبهتانا.

وهذا الحل بطبيعة الحال لا يمكن أن يكتب له الدوام والاستمرار.. وبذلك تعود الكرة مرة أخرى إلى لاعبيها الأصليين.. فإما أن يحسنوا اختراق الشباك بمهارة وجدارة.. أو يظلوا في مقاعد المتفرجين أو الاحتياطيين إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا..!

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن هذا المجتمع الدولي سواء أكان متحدا متماسكا.. أو مختلفا.. متنازعا سوف يفاجأ بين كل يوم وآخر.. بأعباء تتطلبها مرحلة ما بعد "الكورونا" وهي أعباء باهظة وثقيلة..!

مثلا.. ها هي منظمة اليونيسيف تبعث برسالة استغاثة تطلب فيها ضرورة تدبير 100 مليون دولار تنفقها على 110 ملايين طفل في منطقة الشرق الأوسط .. حكم عليهم الفيروس بالبقاء في بيوتهم .. وعدم مغادرتها .. فهل سيمكن جمع هذا المبلغ .. وكيف .. ومن أين.. ومن أين..؟!

وبكل المقاييس.. سوف تتوالى المطالبات وتكشر الصور السوداء عن أنيابها.. بغية الوصول إلى بصيص ضوء يبرر لها ما تعانيه من حلكة.. بل من ألم وحيرة.. وعذاب..!

***

ثم..ثم.. فإن الإنسان والمجتمع.. والبشرية كلها.. مطالبون خلال لحظات بعينها بالوقوف وقفات تأمل.. ليدركوا أن الله سبحانه وتعالى عندما يضعهم موضع اختبارات فليس أمامهم سوى الانصياع لأمره.. وطاعة تعاليمه.. والابتعاد عن نواهيه..

 لذا لا تستغرب أبدا أن تتجمع الأزمات كلها في توقيت واحد.. أو أن تتوالى الأحداث على غير هوانا.. فمن كان يصدق أن البترول.. أو النفط المسمى "سلاح الأثرياء.. أصبح الآن.. لا يساوي شيئا..!

نعم.. لا يساوي شيئا.. إذ يضطر حاليا منتجو الذهب الأسود في أمريكا إلى دفع أموال لمن يقبل الحصول عليه بعد أن زاد العرض على الطلب بطريقة غير مسبوقة.. وبدت الحكاية كأنها ضرب من ضروب الخيال..!

والله.. لقد دار بخلدي وأنا أكتب لكم هذه الفقرة من التقرير لأعقد مقارنة بين أناس يتمنون برميلا واحدا.. وآخرين أمثال هؤلاء الذين ضاقت أجسادهم على أثواب الحرير المطرزة.. بالذهب واللؤلؤ.. فمزقوها تمزيقا..!

***

والآن.. دعونا نعبر في عجالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت الآن أكثر من أي وقت مضى في بؤرة الاهتمام.. ومراكز المتابعة.. والدراسة والبحث والتقصي..!

لكن عبورنا إلى هناك ليس له علاقة اليوم بالفيروس إياه.. بل بالموقف الذي اتخذه كل من الأمير هاري ابن ولي عهد بريطانيا وزوجته ماجي ضد أربع صحف سمياها بالاسم معلنين مقاطعتها وإدراجها على القائمة السوداء بالنسبة لهما..!

الصحف هي الصن والديلي ميل والديلي ميرور واكسبريس.. والسبب لا يتعلق بحرية التعبير.. أو الصحافة.. أو..أو.. فكل تلك الأمور كما أكد الزوجان ليست موضع نقاش.. أو أخذ ورد.. بل حينما يبنى باطل على باطل.. فهذا ما لا يمكن قبوله..

ما يشكو منه هاري وماجي أن تنشر إحدى الصحف خبرا كاذبا.. بلا أي أساس له من الواقع.. ثم تتخاطفه صحف أخرى وتقيم عليه حكايات وروايات ومقالات وتحقيقات.. اتخذت من الكذب مصدرها..!

وبصراحة .. ما فعله هاري وماجي هو عين الصواب.. ولعلها مناسبة أن أطالب الزملاء الإعلاميين والصحفيين هنا في مصر بأن يتخلصوا من نفس ذلك السلوك الذي شكا منه الزوجان .. والذي قض مضاجعهما بغير حق ودون مراعاة لأي قيم أو أصول مهنية..!

للأسف.. إعلامنا يزخر بكثير من الوقائع التي من نفس هذا النوع.. حيث يصبح الخبر المفبرك مادة خصبة لمقال أو تعليق.. بل..و..ومانشيت..!

المشكلة .. أنهم هناك اختاروا نوعية العقاب الفعال.. أما نحن هنا.. فمن يقرأ.. ومن يسمع اللهم إلا بعد فوات الأوان وبعد أن تكون السهام الطائشة أصابت سمعة وحياة أناس أبرياء.. شرفاء..؟!

***

أخيرا.. هناك مشكلة تؤرق الرأي العام في مصر.. وتكاد تدمي قلوب إخوان لنا.. وأشقاء.. وأبناء.. وزوجات وأطفال.

المشكلة التي أعنيها.. تخص ما أطلق عليهم بالعالقين الذين تقطعت بهم السبل بعد وقف خطوط الطيران وتعذر عليهم العودة..

هؤلاء العالقون كل ما يريدونه أن توضح لهم الحكومة أمرين أساسيين:

Xالأول: ثمن تذكرة الطائرة وكيف يتم سدادها بالنسبة لمن وقع إقرارا لكن النقود لا تتوفر لديه.

Xالثاني: هل الحجر أو العزل الصحي بكافة مستوياته مدفوع الأجر.. أم حسب نوعية الإقامة..؟!

الناس لا يريدون شيئا سوى توضيح هاتين النقطتين حتى يريحوا ويستريحوا .. وكذلك الحكومة.

***

و..و..وشكرا