*نعم.. فرق كبير بين الاستثمار والإعمار
*الأول يستهدف الربح.. والثاني يحمي الأمن القومي
*ها هي الفرصة كاملة أمام رجال الأعمال هل يتقدمون للمشاركة في تنمية سيناء أم يحسبونها بالجنيه والقرش..؟
منظمة الصحة العالمية تواصل تحذيراتها من "كورونا" والدول التي بدأت تخفف الحظر.. تدخل مغامرة..!
*إيران فتحت أبوابها "واللي يحصل يحصل"!
*دخلت في معركة كلامية جديدة مع أمريكا وترامب يرفع نبرة تهديداته!
*أول سنة رمضان في مصر.. بلا فوانيس صينية..!
*المسلسلات التليفزيونية.. عادت لها الروح .. والناس مضطرون
*مع كل هذا الذي يجري.. النوادي مشغولة بمرتبات لاعبيها ومدربيها..!
*والآن.. فليهدأ العالقون.. ولتطمئن قلوبهم..!
أي مستثمر .. مهما بلغ حجم رأس ماله.. فلا يستطيع أن ينفق 600 مليار جنيه من أجل مشروعات قد لا تدر عائدا عليه وهو الذي يحسب كل "عملية" يفكر قبل القيام بها.. بالجنيه بل وبالقرش إن أمكن.. لأن الحكاية بالنسبة له أولا وأخيرا.. قائمة على الربح والخسارة.. فإذا ما انتفى العنصر الأساسي وهو الربح.. فلا يقترب.. ولا يتقدم.. بصرف النظر عن الأهداف الكبار.. التي تضعها الدولة نصب عينيها لاسيما تلك التي تعتبر مصلحة الوطن والمواطنين شغلها الشاغل من أجل حياة أكثر ازدهارا .. وأبلغ تقدما..!
***
ولقد أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالأمس إلى أن الدولة نفذت مشروعات تنموية داخل سيناء تكلفت 600 مليار جنيه من أجل الأمن القومي الذي لا يقدر بثمن.. في نفس الوقت الذي دعا فيه رجال الأعمال للمشاركة في الاستثمار في المشروعات التي تم تنفيذها.. متسائلا حول الجدوى الاقتصادية التي كان يمكن للقطاع الخاص تحقيقها من الدخول في مشروعات البنية التحتية..
عموما.. ها هي الفرصة قائمة أمام رجال الأعمال لكي يشاركوا ويسهموا.. فهل سيتخذون زمام المبادرة من جديد.. أم سيظلون على نفس حالهم من الابتعاد والخشية من الاقتراب.. تطبيقا للمثل القائل رأس المال جبان..؟!
***
والآن.. وبعد أن بدأنا أمس صيام شهر رمضان.. فماذا عسانا فاعلين في ظل استمرار وجود هذا الفيروس..العنيد المسمى "كورونا"..؟!
لقد أخذت بعض الدول تتحرر من الإجراءات الاحترازية الصارمة حتى تعود الحياة إلى طبيعتها بعد أسابيع من الجمود والشلل اللذين لم يعد لهما مثيل..!
***
ولأننا في مصر قد أخذنا على عاتقنا منذ اللحظات الأولى على أن نواجه الفيروس.. بالعلم والأناة والحكمة.. فإن سلسلة الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة أول أمس.. جاءت استنادا إلى نفس المفاهيم وحرصا منها على أن تخرج من المعركة بأقل قدر من الخسائر..والأهم.. والأهم الحفاظ على صحة الناس والحيلولة بين الفيروس وبين التمكن منهم والعبث بصحتهم سواء أكانوا أطفالا أو شيوخا .. أو شبانا وشابات..
أما إذا عقدنا مقارنة بيننا وبين الآخرين فسنجد إيران على سبيل المثال قد فتحت الأبواب على مصاريعها لتدخل مغامرة غير محسوبة بعد أن أعادت الحياة إلى مختلف النشاطات الاقتصادية وغير الاقتصادية.. ومنها الزيارات الدينية للعتبات المقدسة كما يسمونها سواء داخل بلادهم أو خارجها في سوريا والعراق وغيرهما..
يعني كأن حكام إيران يقولون لأنفسهم ولمواطنيهم .. لقد فعلنا ذلك واللي يحصل يحصل..!
الأكثر والأكثر.. أن فيروس كورونا وتداعياته لم يغير من سلوكيات أو سياسات النظام الحاكم .. فها هم يدخلون في معركة كلامية جديدة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. الذي رفع بدوره من حدة تصريحاته وتغريداته متعهدا بإنزال أقصى العقوبات ضد إيران إذا ما هددت السفن الأمريكية في أي مكان كانت وعاد ترامب يؤكد من جديد أنه على رأس أقوى دولة في العالم وأكثرها تسليحا وأبلغها قدرة على التعامل مع الفيروسات .
ولم يشأ ترامب أن يدع الأحداث تمر هكذا إلا وقد عاد ليشن هجوما على إعلام بلاده المرئي والمسموع والمقروء موجها إليهم اللوم.. لعدم الحديث عن الطفرة الهائلة التي حدثت في تصنيع أجهزة التنفس الصناعي والتي يصل إنتاجها في اليوم الواحد إلى عدة آلاف.. وبالتالي فهم لا يجدون ثمة مشكلة في مد الآخرين بها مثل فرنسا وبريطانيا وإسبانيا ثم يعود ترامب ليسأل ساخرا ومتهكما:
لماذا كانت " الشتائم غزيرة" عندما كنا نعاني من نقص في هذه الأجهزة والآن بعد ذلك الإنجاز الهائل.. تصمتون ولا تنطقون مما يؤكد سوء نواياكم.. وخضوعكم لأهوائكم الذاتية..؟!
***
والآن.. فلنعد مرة أخرى إلى المحروسة وتوقف أمام المشكلة التي أرقت المجتمع طوال الأسابيع الماضية وأعني بها مشكلة العالقين..
لقد بث الرئيس السيسي مشاعر الطمأنينة في قلوب هؤلاء العالقين وقلوب ذويهم بقوله:
لن نتركهم حتى ولو ظروفنا صعبة.
هذه الكلمات ولا شك أضفت على الآلاف من أبنائنا في الخارج الطمأنينة.. والراحة .. فهم الآن قد أصبحوا على يقين بأن حضن الوطن سوف يضمهم قريبا.. وقريبا جدا رغم أية صعوبات أو عقبات.
ونحن بدورنا نرجو من الأخوة العالقين أن يتحلوا بالصبر.. وأن يتحملوا إلى أن يأتي اليوم الموعود الذي يلتئم فيه شملهم مع شمل ذويهم الذين فرقت بين بعضهم البعض ظروف خارجة عن إرادة هؤلاء.. وأولئك .. ظروف يعيشها العالم بأسره.. وليست مصر وحدها..!
مرة أخرى.. أكرر اطمئنوا.. اطمئنوا.. فالخير قادم لكم ولنا بإذن الله وفضله.
***
أما عن مظاهر الحياة خلال شهر رمضان .. فلعل أبلغ ملاحظة أن الشهر الكريم يأتي لأول مرة دون فوانيس صينية..!
طبعا نحن نعرف جميعا.. أننا كنا نستورد هذه الفوانيس بملايين ملايين الدولارت لكن هذا العام يتعذر على أي أب أو أم السماح لأبنائهم باقتناء الفوانيس الصينية بعد أن كانت بلادهم هي مصدر ومنبع الفيروس اللعين.. والناس هنا ليس لديهم استعداد أن يعرضوا "الأولاد" للخطر..!
***
أيضا.. لقد قفزت على السطح من جديد مسلسلات التليفزيون والتي لم يمنع "كورونا" منتجيها من استمرار العمل في سبيل إخراجها وتقديمها عبر الشاشات المختلفة .
وهكذا .. فإنك لو تأملت مسيرة الحياة فسوف تجد طائفة من الناس أغلقت دونهم أبواب الرزق.. وآخرين شاء القدر أن تتوفر لديهم مقومات الحياة الرخوة رغم كل الأعاصير والأنواء..!
***
أخيرا.. أقول إن النوادي الرياضية بدت وكأنها بعيدة عن توابع الفيروس.. شأنها شأن منتجي المسلسلات .. فقد انشغلوا بأسعار اللاعبين والمدربين وتنقلاتهم من نادٍ لآخر.
والغريب.. أن لغة الملايين هي التي مازالت تتحكم وتسيطر .
إنها إرادة الوهاب الفتاح العليم الذي جعل الناس درجات .. وأجزل العطاء لمن يريد.. فهو - سبحانه وتعالى – الذي يقدر ويمنح.. ويمنع .
إنه مالك الملك.. الذي ينشر العدل والحق والخير بين خلقه أجمعين..
***
مواجهات
هكذا.. فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار.. وصفدت الشياطين ولمَ لا.. ألسنا في شهر رمضان..؟
***
*تذكروا قول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي :" كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".
***
*دعونا نتفق ونحن في اليوم الثاني من الشهر الفضيل على أن نحرر أنفسنا من شوائبها.. وأن ننشر الحب بدلا من الكراهية.. ونرسخ معاني العلم والأخلاق بدلا من نوازع الجهل وسوء التربية.
صدقوني.. إنها فرصة جديدة فلا تضيعوها..!
***
*قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة. قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية.".
***
*اعتبروا يا أولى الألباب: الله سبحانه وتعالى هو الذي يدبر أمرك لأنه أعلم منك بحالك.
إذن توكل على الله دائما وأبدا.
***
*عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابكِ على خطيئتك".
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
***
*جاءني محمود وهو غضبان.. آسفا ليقول: أبلغت خطيبتي وئام بفسخ الخطوبة قبل أن يحل شهر رمضان.
سألته: لماذا؟
قال: لأنها كذابة والشهر الكريم ضد الكذب ومنافقة والصيام لا يتمشى مع النفاق.. ومخادعة والله ورسوله يرفضان الخداع..!
هذه الأسباب كلها ألا تكفي لفسخ الخطوبة؟
رددت: تكفي وتكفي لكن لماذا انتظرت كل تلك السنوات دون أن تتحرك إلا اليوم فقط..؟!
سكت..ولم يعلق.
***
*أخيرا نأتي إلى مسك الختام:
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم رابعة العدوية:
أحبك حبين حب الهوى
وحبا لأنك أهل لذاك
فأما الذي هو حب الهوى
فشغلي بذكرك عمن سواك
وأما الذي أنت أهل له
فلست أرى الكون حتى أراك
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي
ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
وأشتاق شوقين شوق النوى
وشوقا لقرب الخطى من حماكا
فأما الذي هو شوق النوى
فمسرى الدموع لطول نواكا
وأما اشتياقي لقرب الحمى
فنار حياة خبت في ضياكا
ولست على الشجو أشكو الهوى
رضيت بما شئت لي في هواكا
***
و..و..وشكرا