*إمام الحرم المكي.. تناول الكورونا من الناحيتين الدينية والدنيوية
*إنه اختبار من الله سبحانه وتعالى أيقظ وعي الناس وجعلهم مطالبين بإعادة صياغة حياتهم من جديد
*حان الوقت للتخلص من الكماليات والاكتفاء بالضرورات وحسن إدارة "الرزق"
*الآن.. ابتلع العالم الصدمة وبدأت المحاولات الجادة لمنع الفيروس وأمثاله من الاقتراب مرة أخرى
فيروس كورونا ليس نهاية العالم.. بل ولن يكون..!
نعم.. لقد هبط على البشرية دون سابق إنذار.. فقتل من قتل وأصاب من أصاب.. وفرق الجماعات.. في نفس الوقت الذي حير العلماء.. وزرع بذور الخلافات بين الدول والحكومات.
ومع ذلك كله.. فسوف ينهزم أمام إصرار الإنسان على مواجهته ومقاومته ثم الانتصار عليه.
إنه أولا وأخيرا.. يعد بمثابة اختبار من الله سبحانه وتعالى لعباده من مختلف الأجناس.. ومع الاختبار الصعب تتولد السبل والوسائل والأفكار والمقترحات والابتكارات والاختراعات.
***
من هنا.. لقد أمعنت كثيرا فيما ساقه د. سعود الشريم إمام الحرم المكي في خطبة الجمعة الأولى أول أمس من نصائح للناس داعيا إياهم أن يتخذوا من الفيروس عظة وعبرة للمستقبل.. لا أن يمضوا أيامهم ولياليهم متحسرين على ما يفعله فيهم.
قال الإمام إن من أهم إيجابيات كورونا أنه أيقظ وعي الناس ليحسنوا التصرف في شئون حياتهم.. فالوعي كان ومازال غائما.. وأصحابه في غفلة عنه.. كما هو الآن منهم.
ومع يقظة الوعي أصبح من الضروري تحديد الخيوط الفاصلة بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون.
يعني فليعود الفرد والجماعة النفس على التخلي عن الكماليات والتركيز على الضرورات.. فها هي الظروف قد فرضت عليهم إغلاق الأبواب.. بما فيها أبواب الرزق ذاته.. فماذا عساهم فاعلين..؟!
بالفعل.. تعايش الكثيرون مع الأوضاع الجديدة آخذين في اعتبارهم.. أو المفروض أن يكون ذلك كذلك حسن إدارة الرزق من خلال حساب الموارد والنفقات مع تجنيب جزء للادخار من أجل تأمين مفاجآت الأيام والتي تختلف نوعياتها.. من آن لآخر.. لكنها قادمة قادمة.
***
بصراحة.. كلام واقعي استند فيه إمام الحرم المكي إلى آيات من القرآن الكريم.. وأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام وكلها تدعو الإنسان إلى حساب خطواته.. وتدبر أموره .. وألا يضيع وقته وجهده في الهامشيات والفرعيات داعيا إلى الإقبال على الله سبحانه وتعالى والفرار منه إليه.
فالمصائب جميعها يمكن تحملها إلا المصيبة في الدين.. حيث إن المال رائح وقادم والصحة ذات فتح وذات إغلاق أما الدين فلا مساومة عليه..
وعندئذ تطمئن القلوب إلى أن الفيروس ليس شرا محضا .. بل لقد أتي إلينا بدروس وجيهة وجب علينا أن نتعلمها ونستفيد منها.
***
والآن.. لعل المجتمع الدولي يسير على ذات النهج.. بعد أن ابتلع الصدمة وبعد أن وجدت الحكومات أن الانسحاب الكامل يضر أكثر مما يفيد وبالتالي ها هي المحاولات الجادة للتوصل إلى لقاح وعلاج للفيروس.. فرضت نفسها أو فرضها أصحاب المصلحة الحقيقية على ساحة الصراع.. لتكون الدرع الواقعي في المستقبل ضد هوس كورونا وأمثاله.. التي يمكن أن يصل عددها إلى ملايين الملايين.
***
إذن.. دعونا نتفاءل.. بعد مضي شهر رمضان الكريم.. سوف تعود الأمور إلى نصابها بفضل الله وكرمه.. وها هي المؤشرات تتضح يوما بعد يوم.. ففرنسا قررت رفع الحظر اعتبارا من منتصف مايو القادم.. وأكثر من نصف ولايات أمريكا اتخذت نفس الموقف.. وقبلهما ألمانيا التي أعلنت صراحة أنها كفيلة بهزيمة الفيروس مهما طال الزمن..!
ونحن في مصر كل ما علينا الآن.. أن نظل متمسكين بالإجراءات الاحترازية حتى نحقق العبور الكامل بعد أيام قليلة..
***
و..و..وشكرا