*..وهكذا.. حدث ما كان متوقعا
*الحظر أفاد مسلسلات رمضان!!
*انقسم الناس إلى فريقين حول موعد أداء صلاة التراويح..!
*المؤشرات الأولى:
"الاختيار".. عمل فني وطني ودرامي يفخر به المصريون.. ويكفي مشاهد ما قبل التتر..!
*إنه يعيدنا إلى فيلم "الممر" بإبداعاته "المبهرة"
*ولماذا الإصرار على عرضه حتى الآن..؟
مثلما كان متوقعا.. عكف الناس في مصر والعالم العربي على مشاهدة مسلسلات التليفزيون بعد أن أجبرهم حظر التجول على البقاء في البيوت..!
وكان الجميع أمام خيارين: إما أن يؤدوا صلاة التراويح بعد العشاء مباشرة وبذلك تضيع عليهم مشاهدة بعض المسلسلات.. أو الانتظار حتى ما قبل منتصف الليل ثم يتفرغون للعبادة..!
وأحسب أن الأغلبية فضلت الاختيار الثاني وهكذا يتأكد أن الإنسان إنسان.. وأن كل تلك الأصوات التي يعلن أصحابها احتجاجهم على إغلاق المساجد وبالتالي حرمانهم من صلاة التراويح .. هي ليست إلا ذرا للرماد في العيون.. بل في رأيي أن قرار الإغلاق أصبح الآن يلقى استحسانا وقبولا بعد الدخول في التجربة العملية واقتحام المسلسلات للديار..!
***
من هنا بدأت مؤشرات التقييم تلوح في الأفق لتوجه الانتقادات من اليوم الأول لمسلسلات بعينها.. بينما تظل الآراء مؤجلة بالنسبة للبعض الآخر.. وإن كان ثمة إجماع من الآن على أن مسلسل الاختيار سيحتل المرتبة الأولى إذ يكفي أنه يركز على مرحلة من أهم مراحل تاريخ مصر التي خاضت فيها أعتى المعارك ضد الإرهاب فوق أرض سيناء بالذات..
وقد جذب المسلسل المشاهدين بلقطة فنية ودرامية يندر تكرارها عندما تم عرض بعض وقائع استشهاد الضابط الشجاع والعظيم الذي ستظل مصر تتباهى به حتى يوم الدين وهو العميد أحمد المنسى قائد الكتيبة صاعقة 130 .. حيث اغتالته أيادي الغدر والخسة والنذالة في السابع من يوليو عام 2017.
على الجانب المقابل.. لم يغفل صناع المسلسل عن عرض الصورة المضادة.. صورة الإرهابي هشام العشماوي الذي وصل إلى مصر ذليلا مستسلما.. خائفا مذعورا مطأطأ الرأس وكأنه يندم على ما فعل في وقت لم يعد ينفع فيه الندم.
مثل هذا المسلسل ربما يعيدنا قليلا إلى فيلم الممر الذي حظي هو الآخر بجدارة جماهيرية فائقة.. ومكانة فنية مبهرة ويكفي أن من شاهده مرة.. حرص على أن يعود للاستمتاع بأحداثه من جديد مرات ومرات.
***
وهكذا يتأكد أن العمل الجيد يفرض نفسه.. ويكتب نجاحه من خلال جهد المشاركين فيه.. وسعة أفقهم.. وتميزهم وتفوقهم.. عكس الأعمال الهابطة وهي للأسف كثيرة.. لكن سيأتي وقت يلعنها فيما بعد اللاعنون من كل حدب وصوب..
وعموما دعونا ننتظر حتى نهاية شهر رمضان بإذن الله .. عندما يصدر الرأي العام قراراته النهائية فيما سمع.. وشاهد.. وقارن.. وبحث.. وحلل..!
***
في النهاية عودة إلى جوهر القضايا كلها.. وأعني بها فيروس "كورونا"..!
تصوروا لو كان إميل دوركايم رائد علم الاجتماع الحديث حيا حتى الآن.. لغير نظريته حول العقل الجمعي تغييرا جذريا وفوريا.
دوركايم يقول إن العقل الجمعي ينشأ بين جماعة من الناس تعيش فوق مساحة محدودة من الأرض مما يسهل عليهم أن ينساقوا وراء تيار جارف واحد.
لكن ما أسفر عنه كورونا أكد أنه تخطى المساحة المحدودة بكثير كثير بعد أن أصبح العقل الجمعي يحرك شعوب الدنيا بأسرها وليس شعبا واحدا.
وها هو آخر الدلائل.. فبعد أن هاجوا وماجوا واتفقوا واختلفوا إذا بهم الآن جميعا.. يتحدثون عن إعادة حياتهم إلى طبيعتها وتحطيم الحدود والأسوار التي أقاموها باختيارهم البحت.
سبحان الله الذي بيده –بحق- ملكوت كل شيء وهو وحده الذي يسيِّر الكون بإرادته ومشيئته.
إنه نعم المولى ونعم النصير.
***
و..و..وشكرا