سمير رجب يكتب مقاله " غدا مساء جديد " بجريدة المساء بعنوان " مصر "الدولة".. والناس بعد خمسة أيام من شهر رمضان "

بتاريخ: 28 أبريل 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*وقفة تأمل بعد مرور خمسة أيام من شهر رمضان

*رغم الحرب ضد كورونا.. نعيش في مصر حياة آمنة.. مطمئنة

*السلع متوفرة.. وبأسعار معقولة

*لا أزمة في المرور.. لم تغفل العيون عن أبنائنا وإخواننا.. المضارين رغم أنفهم!

*ثم..ثم.. كان احتفالنا بتحرير سيناء لتزداد الهامات شموخا فوق شموخ

بعد مرور خمسة أيام من شهر رمضان المبارك دعونا نتأمل شئون حياتنا.. وتطورات أوضاعنا في ظل الحرب ضد فيروس كورونا وما أسفرت عنه من قيود على حركة الناس وتجميد نشاطات اقتصادية عديدة.

ها نحن والحمد لله .. لم نشعر ثمة نقص في سلعة من السلع ضرورية كانت أو غير ضرورية مع ثبات في الأسعار.. بل وانخفاض أيضا.

وبصراحة هذا عكس ما كان يحدث في حقبات زمنية سابقة لم تشهد فيها البلاد مثل تلك الحرب الغريبة ضد عدو شرس.. وخفي في نفس الوقت.

أيضا بادرت الدولة بالوقوف بجانب أصحاب العمالة المؤقتة.. ولم تتركهم يعانون من انعدام الموارد وهم حائرون لا يعرفون من أمر أنفسهم شيئا.. بل وضعت نظاما واضحا وشفافا جعل هؤلاء المواطنين في مأمن من الجوع والفاقة لا قدر الله.

***

أيضا.. تحرص الدولة على صرف المرتبات والمعاشات في مواعيد مبكرة من الشهر حتى يستطيع الموظفون والعمال وكبار السن مواجهة أعباء الحياة ومتطلباتها وهم مطمئنون وغير محملين بأعباء مادية أو معنوية..!

أكثر وأكثر يكاد يكون شهر رمضان هذا العام غير سابقيه الذي لم يشهد أزمة مرور طاحنة .. بل ها هي الشوارع تعيش انسيابا غير مسبوق.. فلا زحام.. ولا سباق مع الزمن للحاق بموعد الإفطار.. ولا.. ولا.. فالشواهد كلها تؤكد أن المنظومة بأسرها تخضع لقواعد حاسمة من الانضباط والمتابعة الدقيقة..و..و.. ومعالجة الثغرات أولا بأول..!

***

من هنا.. اسمحوا لي أن أطرح سؤالا تلقائيا:

من فيكم يتذكر ظاهرة الطوابير التي كانت تشهدها المجمعات الاستهلاكية على مدى الليل والنهار من أجل الحصول على دجاجة .. أو كرتونة بيض.. أو زجاجة زيت..؟!

ربما يوجد كثيرون لم يعاصروا تلك الظاهرة.. لكنها كانت في يوم من الأيام حقيقة واقعة اعتبرناها بمثابة سبة في جبين الوطن وأبنائه..!

لذا.. فالواجب يقضي.. إسناد الفضل لأصحابه يعني لقد أسهمت كل من القوات المسلحة ووزارة الداخلية في ترسيخ دعائم تلك الصورة المشرفة من خلال منافذهما المنتشرة في المدن والشوارع والأحياء والتي تقدم كل ما يحتاج إليه الناس دون تفرقة بين إنسان وآخر وفي أسعار تتحدى موجة الغلاء الدولي التي يعاني منها الكثيرون.

***

ثم..ثم.. لقد شاءت الأقدار أن يأتي شهر رمضان.. وأن تتزامن الحرب ضد فيروس كورونا.. مع احتفالنا بعيد تحرير سيناء.. هذا التحرير الذي أكد في الأفئدة كافة معاني الفداء.. والتضحية.. والوفاء.. والولاء.

احتفالنا بسيناء ليس لأنها عادت لأحضاننا فقط.. بل لأنها أضحت نموذجا من أشرف نماذج التنمية في شتى المجالات.. وأيضا تعديل التركيبة السكانية التي كان اختلالها أحد أسباب العزلة التي فرضت عليها دون أن يكون لأهلها أي ذنب أو جريرة..

الآن.. تقف سيناء شامخة.. كريمة.. هامات أبنائها مرفوعة إلى عنان السماء.. ومعها هاماتنا أيضا بعد أن أثبتنا للعالمين أننا أهل علم.. وعمل وبناء.. وتخطيط.. وانتماء وكلها عناصر لا تتوفر بهذا الاكتمال لدى الآخرين..!

***

في النهاية تبقى كلمة:

كل ذلك يحدث عندنا.. بينما هناك من الجيران وغير الجيران من يشكون من ارتفاع رهيب في أسعار السلع ومن انخفاض عملتهم الوطنية انخفاضا مذهلا.. ومن خلو الأسواق من رغيف العيش..!

إنه أولا وأخيرا.. حسن الإدارة.. وسلامة الرؤية.. والقدرة الفائقة على إدارة الأزمات.

***

فلنحمد الله سبحانه وتعالى على أنه اختار لنا أن نعيش فوق أرض مصر..  وبذلك ميزنا على سائر الخلق.

***

و..و..وشكرا