*دعونا نأخذ من تجربة عيد هذا العام فرصة.. لتغيير بعض عاداتنا وسلوكياتنا
*الحركة الكثيفة في توقيتواحد.. لها تداعياتها وسلبياتها
*أهل نيويورك.. اضطروا لمغادرتها خضوعا لإرادة الفيروس.. وهم الآن يتكيفون مع الواقع
نحن في مصر لدينا عاداتنا وتقاليدنا وطقوسنا التي تحكم حياتنا في الأعياد.. وغير الأعياد.. وجميعها توارثناها جيلا بعد جيل على مدى قرون من الزمان بما يعني أن سلوكياتنا لم تتغير كثيرا منذ عهد الفراعنة .. حتى دخول الإسلام.. كل ما هنالك أن مظاهر الاحتفالات بالأعياد خضعت شأنها شأن غيرها من ظواهر المجتمع لطبيعة كل حقبة زمنية.. لكنها في النهاية احتفظت بالأطر الواحدة.
***
طبعا.. مظاهر الاحتفالات بالأعياد تختلف في الريف عنها في المدن.. وإن كانت جميعها تركز على الحركة الفردية أو الجماعية حيث يجد الناس أن لقاءهم مع أهلهم وذويهم سواء القريبين منهم أو البعيدين نوع من المتعة لا يستشعرون مذاقها إلا مع التكبير والتهليل اللذين تهتف بهما الحناجر في إيمان وخشوع مرددة: الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا..!
***
هذا العام.. سوف نضطر إلى تغيير بعض أنماط سلوكياتنا بسبب هذا الفيروس اللعين الذي اقتحم العالم ليفرض نفوذه وسيطرته وسطوته على بني البشر في تحدٍ وعنفوان وجنون ما بعدهجنون.
..و..و.. صدقوني رب ضارة نافعة..!
بكل المقاييس.. لم تكن كل تلك الطقوس التي تعودنا على ممارستها سليمة القصد.. مبرأة من الأخطاء والثغرات.. فقد ثبت حتى قبل ظهور الكورونا أن التجمعات صغر حجمها أم كبر.. ينجم عنها تداعيات وسلبيات أمنية وصحية وعائلية.
أيضا.. الحركة الكثيفة في توقيت واحد تساعد على زيادة حوادث نزيف الأسفلت.
في نفس الوقت.. الذي يؤدي فيه تباين الأمزجة إلى خلافات مهما كانت هامشية في بداية الأمر لكن بمرور الزمن تزداد حدة وعنفا.
***
من هنا.. دعونا نأخذ من تجربة عيد الفطر هذا العام.. ضوءا أخضر للتعامل مع الواقع القائم بأسلوب جديد يتمشى مع تطورات العصر.. وما تشمله من إبداعات وسعة أفق.. وقدرة على الانطلاق إلى عالم أكثر تميزا.
وللعلم.. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن شعوبا كثيرة بدأت في تغيير أنماط سلوكياتها خضوعا لإمرة كورونا.. منهم على سبيل المثال أهالى نيويورك.. تلك المدينة التي تشتعل نشاطا ولا تنام الليل.. فقد عكف كثير منهم على أن يجعل من محل إقامته شيئا مختلفا.. يعني يغير مكان غرفة النوم أو ينشئ ركنا لكتب الأطفال.. أو يتفق مع زوجته وأولادهمعلى أن يبدأوا يومهم .. بمناقشة أهم برامج التليفزيون التي تم عرضها في المساء.. بحيث يدلي كل منهم بدلوه فيضيع الوقت.. وتنشط العقول.
أما بالنسبة لمن لديهم مقر إقامة في الريف فليس ثمة ما يمنع من الانتقال إلى هناك طوال فترة أيام العيد.. على الأقل لاستنشاق هواء نظيف.. والاستمتاع بالمزارع الخضراء لاسيما وأن بعض المحاصيل دخلتدور الإنبات.. مما يشد الأبصار ويرسخ في الإنسان إيمانا ويقينا بقدرة الله سبحانه وتعالى على الخلق وهي القدرة التي لا يدانيها مثلها في الوجود.
عموما.. التجربة –أي تجربة- تفيد ولا تضر.. لاسيما إذا وضعنا في اعتبارنا مختلف الأبعاد .. وشتى الزوايا ومع كل هذا وذاك.. طبيعة الوسائل.. وسمو الغايات.
***
وكل عام وأنتم بخير