*دعوة .. لتدوين مذكراتك في عيد الكورونا!
*فرصة للتعبير عن الذات وإعادة اكتشاف الاستعدادات الفطرية والمكتسبة
في "ألمانيا".. المذكرات .. مادة نجاح ورسوب
كل سنة وأنت طيب..
غادرنا شهر رمضان.. وكان لابد أن يرحل.. حيث إن كل شيء له نهاية ليبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام الذي يسير الكون بإرادته وحده..واليوم جاء عيد الفطر الذي يفرح به الصائمون الذين أدوا واجبهم خير ما يكون الأداء..
العيد هذا العام مختلف عن سابقيه.. وأحسب أنه سيكون كذلك أيضا مع كل الأعياد التي ستأتي بعد السنوات المتتالية.
هذا العام خضع لقيود وإجراءات استثنائية فرضها هذا الفيروس الثقيل المسمى كورونا ومع ذلك دعوني أقترح عليكم وضع خطة للتعايش مع عيد ١٤٤١ يمكن أن نستفيد بها حالياومستقبلا..
ما رأيكم في أن ننتهزها فرصة لتسجيل مذكراتنا .. تسجيلا يتضمن الحقائق والوقائع .. وأدق التفصيلات ..
تأكدوا أن هذا العمل "الحضاري" .. يحقق هدفين أساسيين:
*الأول:قطع الطريق على الشعور بالملل الذي يتولد تلقائيا مع طول البقاء في المنزل.
*الثاني: إعداد مرجع تاريخي يمكنكالرجوع إليه في أي وقت.. أنت وجميع أفراد الأسرة بل يظل تتوارثه الأجيالالمتلاحقة..
من أهم ما تتضمنه المذكرات في رأيي:
*صلاة العيد في المنزل وهو ما لم نتعود عليه من قبل لا نحن ولا غيرنا.
*إشاعة البهجة الحقيقية التي يرسخ قواعدها تواجد جميع أفراد الأسرة علىمدى ثلاثة أيام متصلة.. الأمر الذي يولد علاقات من نوع جديد .. علاقات الحب..والمودة.. والتعرف على المشاكل بصورة مباشرة بعد أن كانت تلك المشاكل خافية على أقرب الأقربين.
*وضع ملامح الرؤية الكاملة لما بعد إجازة العيد.. وبديهي .. ستختلف الآراء .. لكن في النهاية الوصول إلى مواقف محددة..
*تخصيص فترة زمنية محددة كل يوم للقراءة وذلك من خلال مناقشة مؤلفات لكتاب عرب أو أجانب بحيث تنشط العقول ويدرك الشباب أن الثقافة باتت سلاحا أساسيا ودرعا قويا لمواجهة التيارات الشاذة والسلوكيات الآثمة.
*يتم الاتفاق منذ البداية .. على تنحية التليفونات المحمولة .. والآيباد .. واللاب توب جانبا.. وهي الأجهزة التي كانت سببا في تمزيق العلاقات الأسرية .. وها هو الوقت قد حان للتخلص من سيطرتها وغلوائها.
طبعا.. سوف تشهد أيام العيد حكايات وحكايات عندما تسجلها في مذكراتك ..تصبح وكأنك امتلكت كنزا من تاريخ أسرتك وتلك ليست بدعة بل إن كثيرا من شعوب العالم يعشقون كتابة مذكراتهم التي يخصصون لها جزءا كبيرا من وقتهم.
الأهم والأهم.. أن كتابة المذكرات تحقق الراحة النفسية لصاحبها لأنها أولا وأخيرا تعبير عما يجيش بصدره وما يجول بخواطره الذاتية..ليس هذا فحسب ..بل إن المذكرات تبقى دائما وأبدا صديقك المخلص عبر السنين والأيام.
ويعتبر الألمان من أكثر الشعوب عشقالكتابة المذكرات .. ودعني أذكر في عجالة هذه الحكاية..
كنت أدرس الصحافة في جامعة برلين بألمانيا.. وكانت المحاضرات تبدأ في الثامنة صباحا حتى الثالثة بعد الظهرأي سبع ساعات تتخللها فترة تأمل لمدة٤٥ .. هذا التأمل يعني تدوين ملاحظاتك .. والتعبير عن مشاعرك.. وتوضيح ما إذا كانت المحاضرات قد أضافت شيئا جديدا أم لا..!
وبما أننا لم تتعود على ذلك كنا نحن المصريين نقضي ال٤٥ دقيقة في أحاديث مشتركة وقفشات متبادلة حتى فوجئنا في نهاية الشهر الأول بتقرير يصلنا تقول فيه إدارة الجامعة إن استعداداتناالإبداعية أقل من المتوسط.. لماذا ..؟ لأنناتخلينا عن كتابة مذكراتنا.
***
إذن ها هو العيد بشكله الجديد في ظلمطاردة الفيروس.. يمكن أن يجعلنا نعيد النظر فيما نتمتع به من استعدادات فطرية.. أو خصائص مكتسبة.. لم يحدث أن شغلت بالنا طوال الأعياد السابقة.
مرة أخرى.. كل سنة وأنت طيب
***
و..و..وشكرا