بعد تعذر الوصول للمصل والعقار
*اخفض من صوتك.. وابتعد!
*الإجراءات الاحترازية.. مازالت الأفضل والأسلم في مواجهة الفيروس
*وفي مصر.. تضامن الجماهير.. والتفافها حول القائد خير سبيل لتحقيق كل الغايات بأرباح وليس بخسارة
*الثقة المتبادلة.. ترسخ معاني الشجاعة والجرأة في التصدي لمحاولات المشككين والمتربصين
*في أمريكا.. التليفون المحمول.. يتجسس على الناس ليكشف المصابين..!
*فقراء العالم.. زادوا نصف مليار!
*شكرا نقابة الصحفيين.. على هذه المبادرة النادرة
منذ نحو ثلاثة آلاف عام من الزمان.. ذاع في بلاد الشام صيت رجل اتسم بالحكمة.. والاتزان.. والرأي السديد..!
إنه لقمان الحكيم الذي جاء ذكره في القرآن الكريم يقدم النصائح لابنه.. من أجل أن يعيش عضوا نافعا في المجتمع.. يبادل الآخرين احتراما باحترام.. ومودة بمودة..
يقول الحق سبحانه وتعالى:"يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير".
***
أدرك الحكيم لقمان.. أن الصوت العالي يضر بصاحبه عكس من يتكلم بصوت خفيض.. فينال حب الناس وتقديرهم ومحبتهم.
وتشاء الأقدار أن تصبح نصيحة لقمان لابنه.. إحدى وسائل النجاة من لعنة فيروس هذا الزمان المسمى"كورونا".
لقد فشل العلماء والباحثون حتى الآن في التوصل إلى المصل الذي يحد من الإصابة به بنسبة كبيرة .. وأيضا إلى العقار أو الدواء الذي يساعد الذين وقعوا بين براثنه على التعافي أو بالأحرى الشفاء..!
من هنا لعلنا نلاحظ في الآونة الأخيرة.. أن الحكومات أخذت تركز على وسائل الوقاية التي تحث شعوبها على ضرورة اتباعها وإلا عرضوا أنفسهم بأنفسهم للخطر وأصبحوا لقمة سائغة في فم كورونا العنيد.. والمتسلط والمغرور..والغامض.
أولى تلك الوسائل ألا يرفع الناس أصواتهم وهم يتحدثون مع بعضهم البعض.. بل الأهم والأفضل لهم.. أن يخفضوا من أصواتهم إلى أقصى مدى..!
لماذا..؟!
الإجابة ببساطة:
الكلام يولد جسيمات صغيرة يمكن أن تظل معلقة في فضاء مغلق لأكثر من عشر دقائق مما يساعد على انتشار الفيروس بضراوة..
يقولون.. إن مجموعة من الباحثين في المعهد الوطني لأمراض المعدة والكلى والسكر في أمريكا أجروا تجربة تحدث خلالها شخص بصوت عالٍ حيث كرر عبارة "حافظ على صحتك" لمدة 24 دقيقة داخل صندوق مغلقبعدها تم تسليط أشعة الليزر على الصندوق ليرى الباحثون الجسيمات الصغيرة وهي معلقة في الهواء على مدى 12 دقيقة .. وقدروا أن كل دقيقة من الحديث بصوت عالٍ يمكن أن تولد أكثر من ألف من هذه الجسيمات التي تحتوي على الفيروس والتي تقدر على البقاء معلقة في الهواء لعشرات الدقائق مما يسهل نقل العدوى..!
أما بالنسبة للحديث منخفض الصوت.. فقد ثبت أنه يولد جسيمات أقل.. وبالتالي يصبح خطره محدودا أو محاصرا..!
وهكذا.. فإن العلماء ينصحونك بأن تتحدث بصوت منخفض فهذا أجدى وأسلم.. في نفس الوقت الذي يجب ألا تتخلى أبدا عن الكمامات التي هي الأخرى تعتبر حائط صد لتهور الكورونا وغلوائه .
أيضا الابتعاد عمن هم حولك أو أمامك أو خلفك لمسافة تتراوح ما بين متر ومترين.
***
.. وتشدد الحكومة في مصر على ضرورة اتباع هاتين الوسيلتين حتى نخرج من هذه المعركة الضارية وقد هزمنا الفيروس وليس العكس..!
على الجانب المقابل لابد أن نضع في اعتبارنا أن تضامن بني الوطن وتكاتفهم وتلاحمهم مع بعضهم البعض والتفافهم حول القائد الذي يبادلونه ثقة بثقة وحبا بحب.. تلك كلها عناصر تقود إلى تحقيق الغايات المنشودة بجني الأرباح وليس بتحمل تبعات الخسارة..
ودعونا نتوقف سويا لنمعن التأمل في حديث الرئيس في هذا الصدد الذي أشار فيه إلى أهمية التكاتف والتضامن لعبور أزمة كورونا بسلام والمحافظة على ما حققناه من نجاحات في مختلف المجالات لاسيما في تنفيذ خطط التنمية والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.
ثم.. الأهم والأهم مجابهة أعداء الوطن من المتربصين والمشككين فيما تقوم به الدولة من إنجازات.
بكل المقاييس.. رهان الرئيس على صلابة هذا الشعب وعلى قدرته وقوة إرادته دائما هو رهان رابح لسبب أساسي وأصيل أن الرئيس على يقين تام بأن الشعب الذي تجعله الأزمات أشد عودا..يقدر على قهر المستحيل .. لا يضعف ولا يهن تحت وطـأة أي ظرف من الظروف.
واستنادا إلى نفس تلك المفاهيم.. وذات المبادئ.. فلقد أصبحنا جميعا أصحاب خبرة وتجارب ناجحة في إسقاط أقنعة الزور والبهتان.. وبالتالي لم يعد ينطلي علينا ما يروجونه من حيل وأكاذيب وافتراءات ما أنزل الله بها من سلطان .. فيخرون ساجدين تدوسهم أقدام الحق.. والإيمان واليقين.
.. ودعونا ننتهز الفرصة لنؤكد للرئيس مرات ومرات.. أننا على العهد سائرون وفي سبيل مصر العزيزة.. نقدم التضحيات وننزل بكل من تسول له نفسه المساس بها كافة وسائل الردع والتأديب..!
***
على الجانب المقابل.. إذا تحركنا بعيدا فسوف نطمئن إلى أنفسنا أكثر وأكثر.. ونؤمن في أعماقنا بأن التلاحم بين بني الوطن.. من أهم مقومات الاستقرار وترسيخ قواعد الأمن والأمان.
الأمريكان لا تعجبهم الإجراءات الاحترازية حيث يرفضون استخدام الكمامات ويصرون على رفع أصواتهم سواء في الأماكن المغلقة أو خارجها.
فماذا عن ردود الفعل..؟
ترامب ينوي إصدار قانون يقضي بتطبيق برنامج جديد من خلال التليفون المحمول يتيح للأجهزة المختصة متابعة تحركات الناس .. بحيث يمكن تحديد ما إذا كان هذا الشخص أو ذاك يحمل العدوى أو مهددا بالاستسلام لها.
طبعا الجماهير ومنظمات حقوق الإنسان ترفضمثل هذا البرنامج لأنه يتعارض مع الحرية الشخصية وهي من أهم الحقوق التي ينص عليها الدستور.
لكن رد الحكومة: من أجل المصلحة العامة الضرورات تبيح المحظورات وإذا كان الهدف مصلحة المواطن أولا ثم مصلحة الآخرين سواء الذين يعيشون معه تحت سقف واحد أو تفصل بينهم مسافات فلا مناص من اللجوء إلى ما يحقق الهدف حتى ولو لفترة محدودة إلى أن تتراجع آثار وتداعيات الفيروس.
يعني ببساطة شديدة سيظل يعيش المواطن الأمريكي وهو يستشعر أنه تحت المراقبة.. وأن الجواسيس يحيطون به يمينا وشمالا.. مما يجعله يفضل الإصابة.. عن تحمل هذا الضيف الثقيل الذي يراقب حركاته وسكناته.. بل ربما يقيدها أيضا..!
***
في نفس الوقت.. فإن فقراء العالم يزداد أنينهم وترتفع صرخاتهم أكثر وأكثر حيث تسبب الفيروس في أن يضيف إليهم نصف مليار دفعة واحدة.
يعني إذا كان عدد هؤلاء الفقراء قد بلغ مع بداية العام الحالي نحو 800 مليون فها هم الآن يقتربون من المليار و300 مليون.. بسبب ما خلفه كورونا من تداعيات اقتصادية بالغة السوء طالت الشرق والغرب سواء بسواء.
***
في النهاية تحية واجبة لنقابة الصحفيين فقد شكل مجلس النقابة فريق أزمة مهمته متابعة حالة الذين أصابهم الفيروس .. أو يساورهم قلق انتظاره.. وتسهيل الاتصالات مع المستشفيات سواء الخاصة بالعزل.. أو بالكشف والعلاج والمتابعةليطمئن الصحفي وأسرته أن هناك من يتولى شئونه..
إنها مبادرة نادرة لم نشهدها من قبل.. مع أي مجلس من المجالس السابقة.
برافو.. والشكر موصول للنقيب وأعضاء هذا المجلس فردا.. فردا.
***
مواجهات
*تأكد جيدا.. أن لا أحد يهتم بشئونك أكثر منك.
لذا..ضع عقلك في رأسك.. كما يقول مثلنا الشعبي تعرف خلاصك.
***
*المزايدون أيام الأزمات يحاولون إثبات وجودهم مستغلين حالات التنطع التي تلازمهم في حياتهم..!
لكن كيف وكيف.. والجماهير الواعية يستحيل أن تسمح لهم بالاختراق..!
ربما كان هذا ممكنا أيام زمان أما الآن.. فلا وألف لا.
***
*أي إنسان هذا.. الذي يتمنى لغيره.. حتى ولو كان عدوه اللدود.. أن يصيبه الفيروس..!
ليس هذا فحسب.. بل يعد الأيام والليالي انتظارا لإعلان وفاته..!
والله.. والله.. أنت لا تساوي خردلة .. في عالم بني آدم وتأكد .. أسوأ مصير في انتظارك .. والأيام بيننا..!
***
*الصحبة مثل حديقة الأوفياء.. لا يدخلها إلا الصادقون .. والأمناء.. والموفون بعهدهم .
من هنا.. لا أتمنى أن يجيء يوم تصبح المدينة خاوية على عروشها..!
***
*قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى.".
لكن.. ماذا لو تسلل الفيروس إلى هذا الإبهام أو تلك السبابة..؟!
عندئذ.. إما الماء والصابون أولا بأول.. وإما الرحيل اللاإرادي إلى العالم الآخر..!
***
*فرق بين امرأة تحب.. وامرأة تحُب..
الأولى تخاف عليك.. والثانية تخاف منها.
***
وإليك هذه الحكاية:
كان لأبي حنيفة جار سكير فاسد.. نصحه حتى تعب.. فتركه.
ذات يوم طرقت الباب زوجة السكير تدعو أبا حنيفة للصلاة على زوجها فرفض..!
وفي منامه جاءه السكير وهو يمشي في بساتين الجنة ويردد: "قولوا لأبي حنيفة الحمد لله الذي لم يجعل الجنة بيده"..
ولما استيقظ أبو حنيفة سأل زوجة الرجل عن حياته فقالت: كل يوم جمعة كان يطعم أيتام الحي يمسح على رؤوسهم ويبكي ويقول ادعوا لعمكم.
لعلها كانت دعوة أحدهم.
***
*نأتي إلى مسك الختام:
اخترت لك هذه الأبيات من شعر أحمد رامي:
بنات الشعر ما ألهاك عني
وماذا نفر الأشعار مني
لقد عزت على نفسي القوافي
وكنت بهن مطرد التغني
وكم في العين من دمع سخين
إذا أرسلته رفهت عني
وكيف تطيب في سمعي الأغاني
وألحان الأسى يملآن أذني
دعيني يا بنات الشعر أبكي
على ما نالت الأيام مني
أمان متن في قلبي صغارا
كما ذوت الكمائم فوق غصن
وزرع طاب لم أقطف جناه
وكم بذرت يداي ولست أجني
فكوني يا بنات الشعر أهلى
وأشياعي لدى البلوى وركني
***
و..و..وشكرا