مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 31 مايو 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*من ينتصر على من في المعركة بين ترامب وتويتر؟

*"كورونا" تسبب من بين ما تسبب في إثارة الخلافات داخل المجتمع الواحد 

*الرئيس الأمريكي يصر على اتخاذ موقف ضد مواقع التواصل الاجتماعي..!

*ورئيس الشركة يستشهد بواقعة طرد مندوب التليفزيون من البيت الأبيض!

عالم حائر.. ليس في ذلك شك..! 

الفيروس العنيد.. واضح أنه سيظل يمارس سطوته وجبروته على مدى شهور قادمة.. وربما سنوات..!

الحكومات تبذل أقصى جهدها من أجل التوصل إلى وسائل تنقذ شعوبها من الأخطار التي أصبحت تحوطها من كافة الاتجاهات ومختلف الزوايا..!

على الجانب المقابل.. هناك شعوب تحرص على اتباع الإجراءات الاحترازية.. بينما توجد أخرى "ولا على  بالها".. وكأنها تحمل حصانة ضد الإصابة بالفيروس.. لكن الواقع عكس ذلك تماما..!

أيضا.. لقد تسبب "كورونا" في تعميق الخلافات بين الدول وفي زيادة سخونة الحرب الباردة بعد أن كان متوقعا أن تتوثق عرى التعاون وتتدعم خيوط التآزر والتكاتف.

ها هي أمريكا تصر على تحميل الصين أوزار الفيروس مطالبة المجتمع الدولي بمحاسبتها بينما الصين ترى أن الغيرة العمياء من تفوقها وتقدمها الصناعي والاقتصادي.. وراء تلك الاتهامات الزائفة..!

كما توجد بلدان تبدو وكأنها من عالم غير العالم.. حيث تسير الحياة عندها بصورة طبيعية.. بل أحيانا تبدى دهشتها مما يجري.. ولعل أبلغ مثل.. كوريا الشمالية.. وكوبا.. وطاجيكستان ومالاوي وسيراليون وبوتسوانا .. لكن الله وحده أعلم ما إذا كان ذلك صحيحا.. أم أنها تتعمد إخفاء الحقيقة..؟!

*** 

أما ما يشد الانتباه خلال المعركة الدائرة بين الفيروس والإنسان.. كشف المستور عن دول بعينها طالما تغنت بقوتها وإمكاناتها.. ومالها.. وعلمها وعلمائها.. فإذا بعدد الضحايا عندها يفوق ما لدى الآخرين.. وأخص بالذكر الولايات المتحدة الأمريكية.. وبريطانيا مما حدا بالرئيس الأمريكي.. أن يلقى بالتهمة على أطراف جانبية لا ناقة لها ولا جمل..مثل مواقع التواصل الاجتماعي.. وعلى رأسها تويتر..!

المعروف أن الرئيس ترامب يبدأ يومه بإطلاق عدة تغريدات عبر تويتر يعبر فيها عن القرارات التي ينوي إصدارها.. وعن رأيه في عدد من القضايا الداخلية والخارجية.. 

وتعود الأمريكان على متابعة تويتات الرئيس باهتمام وشغف..!

فجأة أعلن الرئيس أن مواقع التواصل الاجتماعي تسيء للمجتمعات والأفراد بنشر الأكاذيب والافتراءات والروايات المفبركة مما يتطلب اتخاذ إجراءات مشددة نحوها من بينها  الوقف ومع ذلك .. لم تلق "تويتر" بالابتهديدات ترامب بل إن جاكدورسي الرئيس التنفيذي لشركة تويتر يؤكد أن تغريدات الرئيس متناقضة بل في كثير من الأحيان تتنافى مع الحقيقة وأن القضاء هو الحكم بيننا وبينه..!

*** 

الآن.. وحتى كتابة هذه السطور.. مازالت المعركة محتدمة بين الرئيس ترامب وبين شركة تويتر التي أذاعت في خبث ودهاء واقعةالتراشق بين الرئيس ومندوب إحدى القنوات التليفزيونية والتي تم على إثرها.. استبعاد المندوب من تغطية نشاط البيت الأبيض .. ثم عندما لجأ الصحفي للقضاء.. أمرت المحكمة بإعادته إلى موقعه.

*** 

كل هذا كما أشرت آنفا- من جراء تداعيات كورونا.. وآثاره التي تتغلغل يوما بعد يوم.. في ثنايا السياسة والاقتصاد.. والاجتماع.

ودعونا نرقب وننتظر ماذا ستسفر عنه الأيام القادمة.

***