*وكأن المسجد الأقصى قد تحرر من الأسر
*وأيضا كأن المسجد النبوي في أول أيام العيد..
*وتحية واجبة لهؤلاء القوم الذين وقفوا وقفة رجل واحد فأخذوا يعبرون الأزمة في ثبات وحب.. ومسئولية متبادلة
وكأن الناس في شتى بقاع الأرض يولدون من جديد..!
لقد خرجوا بالأمس من ديارهم بعد طول بقاء استمر ما يقرب من ثلاثة شهور.. يستوي في ذلك الأمريكان.. مع الإنجليز.. مع الفرنسيين مع الإيطاليين..و..و..!
ورغم أن الأهداف ليست واحدة.. إلا أن ثمة اتفاقا جماعيا على أن السعي وراء الرزق يوفر للإنسان أكبر قدر من الأوكسجين.. عكس فيروس كورونا.. الذي يناصب الرئتين العداء حيث يتجه إليهما بسهامه الغادرة.. فيكون الأجل المحتوم.
***
على الجانب المقابل.. فقد بدا من جديد مدى تأثير العامل الروحي في حياة الإنسان.
مثلا.. اندفاع المصلين نحو أبواب المسجد الأقصى في القدس وحناجرهم تهدر بالنداء العظيم.. الله أكبر.. الله أكبر.. أضاء في القلوب مشاعر جديدة ربما تعكس نوعا من الإيمان.. ارتجت معه الأفئدة وتعانقت به ومعه أحلى معاني الشوق والحنين.. نحو الرمز الذي ظلت تتجه إليه الأبصار على مدى قرنين من الزمان أو أكثر.
إن هذا التهليل.. والتكبير عكسا انطباعا بأن المسجد الأسير قد تحرر من قبضة الغاصب المحتل.. وهذا ما سيحدث قريبا بإذن الله وفضله.
***
أما زوار المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.. فقد قالوا إن عيد الفطر قد بدأ بالنسبة لهم عند أول خطوة خطوها نحو شفيعهم يوم القيامة الذي قال: " من صَلَّى عليَّ واحدة صَلَّى الله عليه عشرا".
الآن.. ها هم أتباعك يا رسول الله ومريدوك وأحباؤك وأتباع أتباعك يتدفقون إليك راجين قبول عذرهم عن غيابهم عنك هذه الفترة الطويلة لأسباب خارجة عن إرادتهم حتى شاء الله أن يفتح لهم الأبواب من جديد.
***
وفي مصر.. يحسب للغالبية العظمى من أبناء الوطن التزامهم بتنفيذ الإجراءات الاحترازية من حيث وضع الكمامات ومراعاة الابتعاد الاجتماعي..!
لقد خرج الناس صباح أمس.. وصباح اليوم ليمارسوا حياتهم الطبيعية التي حالت قسوة الفيروس دونها.. نفس الحال بالنسبة لرحلة العودة.. وهنا أريد أن أوضح حقيقة مهمة.. هذه الحقيقة تقول إنه مع زيادة أعداد المصابين استشعر الناس بحجم الخطر.. وأيقنوا أن كورونا ممكن أن يهبط عليهم في أي وقت.. فيقض مضاجعهم.. ويفرق شملهم .
المهم حاليا..الاستمرار على نفس هذا النهج فلا يفتر الحماس ولا تتراجع الإجراءات الاحترازية رويدا.. رويدا.. فعندئذ سوف تزيد قيمة الفاتورة أضعافا وأضعافا .
***
ثم..ثم.. فإن عودة الحياة الطبيعية أو شبه الطبيعية سوف تؤدي تلقائيا إلى تنشيط الاقتصاد وإلى زيادة النمو.. وإلى مواجهة أزمة البطالة حتى تعود للتراجع لاسيما بعد أن دخلنا في موسم الصيف وأصبحت الحاجة ماسة لكل الأيادي لكي تنتج وتعمل.. وتعوض ما فات.
عموما .. المصريون وهم يعبرون الأزمة العاتية.. يستحقون الشكر والتقدير.. قيادة وحكومة وشعبا..
لقد قدموا ملحمة أكدت على أنهم دائما وأبدا على قلب رجل واحد.
ها نحن نعبر الأزمة بأقل الخسائر وإن شاء الله لن تمضي سوى فترة ضئيلة لتزداد صروح البناء والتعمير.. علوا وشموخا.
ويكفينا أن سواعدنا لم تتوقف عن البناء.. وعقولنا.. لم ينل منها الفيروس.. وقلوبنا جددت دماء شرايينها بالحب والمودة والتضحية والوفاء بلا حدود.