*أثرياء الحرب يعودون وهم يحملون أوزارهم!!
*بعد حرب الاستقلال الأمريكية جعلوا من العبيد.. أسواقا رائجة!
*..واليوم.. والمعركة مع كورونا مازالت قائمة يلهثون وراء المكسب الحرام!
*معقول.. باقة علاج الفيروس بـ300 ألف جنيه!
*والعطور التي عفا عليها الزمن.. أصبحت مصدر رزق لم يكن في الحسبان
عادة ما تخلف الحروب فئات من البشر بالرغم من أنهم لم يشاركوا في معركة واحدة.. ولم يحاولوا تقديم أي نوع من التضحيات مادية.. أو معنوية.. لكن تجدهم يحققون ثروات هائلة لمجرد جلوسهم في مقاعد المتفرجين.. يتربصون.. وينتظرون لحظات الانقضاض على الغنائم..!
.. هؤلاء أطلق عليهم منذ قديم الأزل اسم أثرياء الحرب وهو اسم على مسمى بالفعل لاسيما بعد أن توارثوه جيلا بعد جيل..!!
***
هذه الفئة لم تفرق بين حروب تحرير الأوطان.. وبين جرائم اغتصاب الأرض والعرض.. وبين النزاعات العرقية.. الدامية.. حتى طفت على السطح مؤخرا.. في تحدٍ وغلواء ومكر.. وخداع مع ظهور فيروس كورونا.. وإعلان الحرب ضده من مختلف سكان الكرة الأرضية..!
***
ولعل هؤلاء الأثرياء الذين ليس لديهم رأس مال.. سوى القفز على الحبال.. واللف والدوران.. وتكريس نوازع الأنانية وحب الذات.. بدأوا يشدون الأنظار إليهم مع نهاية حرب الاستقلال الأمريكية عام 1783 حيث أصبح العبيد هم السلعة الرائجة فباعوهم واشتروهم كما يحلو لهم..!
وبجانب العبيد.. انتشرت أسواق المعدات الحربية والملابس العسكرية.. سواء التي كان يستخدمها البريطانيون أو الأمريكان وحلفاؤهم من الفرنسيين والهولنديين .. وقد أصبح لتلك الأسواق فيما بعد أباطرة ومحتكرون.. وسماسرة..و..و..
***
أيضا.. خلال وأثناء الحرب العالمية الثانية.. استأسد الجالسون على مقاعد المتفرجين واستولوا على مخلفات الحرب حيث اشتروها بأرخص الأسعار ليبيعوها بأغلاها..!
***
ثم..ثم.. عاد أثرياء الحرب ليطلوا بوجوههم الكريهة من جديد مع معارك البشرية ضد فيروس كورونا..!
ها هي المستشفيات الخاصة في مصر التي حددت أسعارا خيالية للإقامة والعلاج تتراوح بين 300 و400 ألف جنيه..!
وها هي مصانع العطور التي طوتها ملفات النسيان .. إذا بها تنشط وتفيق وتعيد تصنيع منتجاتها التي تعرضها بأضعاف مضاعفة..وللأسف يتلقفها الناس في لهفة وتسابق غريب من خلال طوابير تمتد إلى عدة كيلو مترات.
وها هي الكمامات .. التي تحولت إلى مصدر لنشر الفيروس.. وليس الوقاية منه بسبب الصناعة الرديئة.. والمواد بالغة السوء..!
نفس الحال بالنسبة للأدوية المتعارف عليها.. والتي قفز سعر علبة مخفضات الحرارة من 15 إلى 130 جنيها..!
و..و.. أشياء كثيرة يندى الجبين عن ذكرها..!
***
لذا.. فالسؤال البديهي والتلقائي:
هذه الحمى التي تفشت بسبب انتشار الفيروس.. وأعني بها حمى الاستغلال.. والتلاعب الرخيص بمقدرات الناس..وفقدان القيم.. مسئولية من..؟!
أنا شخصيا أرى أنها مسئوليتنا كشعب أولا وأخيرا.. فالحكومة –والحق يقال- فعلت وتفعل ما عليها.. لكنها لم تقل لك ألق بأولادك وذويك في براثن اللصوص.. والحرامية.. وتجار الحرام..!
وإن كان ذلك لا يمنع الحكومة من اتخاذ أقسى أنواع المحاسبة ضد مستشفيات المرض.. وليس علاجه.. وضد مصانع العفن والفساد.. وضد كل من انتزع ضميره من أعماق فؤاده وجعله مضغة في أفواه .. أعتى عتاة الإجرام.
***