مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 08 يونيو 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

 

 

*لعبة القط والفار.. تزداد تعقيدا وتحديا بين الإنسان.. والفيروس!

*حكومات تجاهد في سبيل العودة وأخرى تتراجع من منتصف الطريق

*أمريكا مشغولة بمشاكلها.. وبلاد عربية تستدعي خبراء أجانب

واضح أن الحكومات في بلدان شتى قد ضاقت ذرعا من طول الانتظار.. فهذا الفيروس العنيد.. لا يستقر على حال.. فاليوم الذي يزداد نشاطا فيه من حيث العدوان على البشر.. سرعان ما يتبعه يوم آخر.. لتجده يتراجع وبالتالي يقل عدد المصابين به.. أو الذين غادروا الحياة بسببه..!

***

من هنا.. استقر رأي الكثيرين على العودة إلى الحياة الطبيعية مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية.. حيث من الصعوبة بمكان أن تتوقف الخطوات فوق طرق سيطر عليها الجمودوعششت بين حواريها ومنحنياتها البلادة.. أو بالأحرى الموات..!

ومع ذلك.. فإن الحكومات التي اتخذت قرارات العودة هي نفسها التي تقدم رجلا وتؤخر أخرى خشية أن يزداد كورونا عنادا.. وإصرارا على إلحاق أكبر قدر من الأذى.. بكل من يتجرأ ويطالب بالانسحاب.. أو يهدده بقرب التوصل إلى اللقاح الذي يمكن أن يقضي عليه قضاء مبرما..!

*** 

والأمثلة كثيرة ومتعددة:

أمريكا التي بلغ فيها عدد الإصابات من الفيروس حتى كتابة هذه السطور ما يقرب من 2 مليون شخص وعدد حالات الوفاة نحو 110 آلاف.. أمريكا تلك التي تعمد رئيسها منذ اللحظات الأولى التهوين من أخطار الفيروس.. باتت مشغولة الآن بأحداث التفرقة العنصرية.. والتي تمثلتبدورها في الإضرابات التي تعم الشوارع.. والمظاهرات التي تحيط بالبيت الأبيض ذاته فضلا عن جرائم السرقة والخطف والاغتصاب..!

وهكذا.. صرفت الأحداث الطارئة والجديدة اهتمام الناس عن الفيروس ليرقبوا في قلق وتوتر وفقدان أعصاب ماذا يمكن أن تسفر عنه تداعيات مقتل الرجل الزنجي الذي أصبح الآن بمثابة الأيقونة التي تتغنى بها الجماهير صباحا ومساء.

ووسط هذا المناخ تأتي ولاية من الولايات لتعلن فتح الأبواب ثم سرعان ما تتراجع عن قرارها.. لتتبعها ولاية ثانية يعلن حاكمها.. أن كل واحد عليه أن يتحمل المسئوليةوأن يحدد الخط الفاصل بين ما يضره وما ينفعه.

الأهم .. والأهم.. أن تصوير الأفلام السينمائية في استديوهات المدينة الشهيرة هوليوود سوف يعود اعتبارا من الغد.. حيث ليس في وسع شركات الإنتاج الانتظار أكثر من ذلك كما أن الممثلين والممثلات في حاجة إلى "أجورهم" التي تصل بالطبع إلى ملايين الدولارات.

*** 

أيضا.. الموقف في أوروبا لا يختلف كثيرا.. فالفرنسيون والإيطاليون والإسبان الذين طالتهم أصابع الفيروس بضراوة وقسوة.. تعهدوا بين أنفسهم وبين حكوماتهم على اتخاذ كافة الاحتياطات أثناء سكناتهم وحركاتهم وأثناء ارتيادهم المطاعم والكافيتريات وهم جلوس أمامها.. وليس بداخلها..!

*** 

أما بالنسبة للدول العربية كالكويت مثلا.. فقد رأت ألا تعود لحياتها الطبيعية إلا بعد موافقة الطاقم الطبي الكوبي المكون من 300 طبيب وممرض والذين استدعتهم الحكومة عسى أن يتمكنوا من محاصرة الفيروس ومنعه من الانتشار أكثر من ذلك..!

وفي السعودية .. تزداد شراهة كورونا مما جعل الدولة تشدد من الإجراءات الوقائية بما فيها استمرار منع الصلاة في المساجد وإغلاق المحلات في الثالثة بعد الظهر.. وعزل "مكة المكرمة" عزلا تاما.

*** 

وهكذا يتبادل الإنسان مع الفيروس لعبة القط والفار.. وهي اللعبة التي يحاول من خلالها القط.. التهام الفار.. فإذا به يفر منه ويختبئ في الدهاليز حتى يقع في شراك المصيدة التي تطبق عليه.. ليواجه قدره المحتوم.

*** 

و..و..شكرا