*حلم الزعيم الأسود.. الذي لم يتحقق..!!
*مارتن لوثر كينج.. اغتالته رصاصات الغدر.. لتبقى نوازع العنصرية.. تنهش المجتمع الأمريكي..!
*إنها سلوكيات شعب.. قلوب أبنائه سوداء.. مزروعة في أجساد بيضاء..!
لدى حلم سيجيء يوم ما أرى فيه أطفالي الأربعة يعيشون ضمن شعب لا يكون الحكم فيه على الناس بألوان جلودهم.. ولكن بما تنطوي عليه عقولهم..!
كانت تلك آخر الكلمات التي أطلقها المناضل الأمريكي الأسود مارتن لوثر كينج قبل اغتياله برصاصات بندقية أصابته إصابة مباشرة في حنجرته وهو يقف في شرفة الفندق الذي أقام فيه لمدة يوم واحد قبل لقائه الجماهيري الحاشد الذي تكاتفت قوى عديدة لمنع انعقاده.. وهذا ما جرى بالفعل..!
***
المهم.. تمر الأيام والسنون ليجيء باراك أوباما إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية ليكون بذلك أول رئيس أسود يصل إلى البيت الأبيض..!
وتصور الناس سواء داخل أمريكا أوخارجها.. أن حلم لوثر كينج قد تحقق.. فقد كانت أقصى أمنياته أن يحصل الزنوج على حق الانتخاب فما بالهم وقدجاء الرئيس من بين صفوفهم..!
***
غني عن البيان أن أحداث الأيام الماضية أكدت أن الحلم رغم أنه تحول إلى حقيقة.. إلا أن العنصرية البغيضة مازالت تحكم هذا البلد الذي تتغنى بعض طوائفه .. بأنه بلد الحرية والديمقراطية والمساواة.
لقد كشف حادث قتل المواطن الزنجي جورج فلويد أن نوازع الكراهية والمقت تجاه السود يستحيل أن تتخلص منها قلوب سوداء تحملها أجساد أناس بيض عاشوا ويعيشون على أنهم من جنس مختلف.
بديهي.. أن تشتعل المظاهرات لتعم كل أرجاء البلاد احتجاجا وتنديدا بتجاوزات الشرطة التي قالوا إنها تقتصر على المواطنين الملونين دون غيرهم..!
ثم.. لم يكد أن يمر يومان.. حتى وقع حادث جديد أشد قسوة.. وأبلغ إيلاما حيث لقي رجل أسود آخر حتفه بنفس الأيادي التي تربى أصحابها على ممارسة أبشع أنواع الانتقام ضد هؤلاء القوم.. الذين أتوا أو أتى آباؤهم وأجدادهم من القارة السوداء.. أفريقيا..!
***
ويا للعار.. لقد ثبت أن الشرطة يحميها قانون يسمح لأفرادها "بخنق" .. أي إنسان لمدة ثماني دقائق.. فترة حسبوهالكي تبقى كافية لأن يغادر الحياة..!
كما ثبت أيضا.. أن نفس هذا الجهاز من حق أفراده أن يوجهوا الرصاص في صدر أو ظهر كل من يلقي به حظه العثر في طريق هؤلاء الرجال الأشداء..!
***
من هنا.. فإن ردود الفعل العنيفة التي أدى إليها هذان الحادثان الداميان سرعان ما ستخف حدتها ..لكي يظل الأمريكي الأبيض متسيدا ومتخذامن جاره.. الأسود.. "عبدا" وخادما رغم إلغاء نظام العبيد..!
لذا.. فمن حق الممثلة العالمية الشهيرة أنجلينا جولي أن تساورها مشاعر القلق على ابنتها التي تبنتها من إثيوبيا.. وتعيش معها حاليا.. والتي لابد وأنها ستعيش نفس حياة القهر والذل والهوان رغم أن أنجلينا .. استهدفت من تبنيها واثنتين أخريين توفير حياة آمنة لهن بعيدا عن مناطق التوتر.. وصراعات العرقية.. والقبلية التي تعاني منها بلدانهنالأصلية..!
لقد أعلنت أنجلينا جولي بالأمس أنها تشعر بالعار تجاه بلدها أمريكا.. لكن فلتقل ما تشاء.. إذ أن صيحاتها وصيحات غيرها.. سوف تذهب أدراج الرياح..
ورحم الله مارتن لوثر كينج وسامح باراك أوباما.. الذي جاء إلى البيت الأبيض وغادره دون أن يحاول تصحيح أوضاع أقاربه وذويه وأهله من الأمريكان السود..!
***
و..و..وشكرا