مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 18 يونيو 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*إثيوبيا تجيِّش جيوشها.. لمحاربة من..؟!

*مصر موقنة تماما.. حقها ثابت ومحفوظ.. 

*إذا كانوا مختلفين.. فهذا شأنهم..!

*ينتحر مدير السد.. ويقال رئيس الوزراء .. تلك كلها أمور داخلية..!

*وأيضا.. إذا أرادوا صرف انتباه الناس عنها فليلعبوا .. بعيدا..!!

*الجبن الأردوغاني.. يكشف الوجه القبيح أكثر وأكثر 

*هذه "الأنات" التي يتباهون بها سيجيء يوم قريب يصرخون وما من مغيث !

*المستشفى الميداني بجامعة عين شمسشهادة تميز جديدة للدكتور المتيني

*قال لي أمس: الإقامة والعلاج مجانا.. فهل يعتبر المتاجرون بالطب وأثرياء الفيروسات؟!

أنا شخصيا أختلف مع كل من تساوره مشاعر القلق بسبب ما يتردد حول تعرض مصر والمصريين للفقر المائي الذي لا يحدث لا قدر الله إلا في ظل أمر واقع تريد أن تفرضه علينا إثيوبيا التي لا تملك ملكية خالصة لترا واحدا من المياه.. أو جراما من طميه.. أو شبرا محدودا من شواطئه التي وهبها الله من الجمال والروعة ما لم يهبه لأحد..!

*** 

بداية نعود لنؤكد من جديد.. أنه لم يظهر للحياة بعد من يمكن أن يفكر في التجرؤ على المساس بمياهنا.. أو أرضنا.. أو ثرواتنا.. أو عرضنا.. أو رمالنا.. أو ذرة تراب من ترابنا الغالي الذي تعاهدنا منذ آلاف السنين على أن نفتديه بدمائنا.. وأرواحنا.. وأموالنا..!

لكن السؤال الذي يدق الرءوس بعنف:

Xوماذا عن تلك التهديدات العنترية التي تصدر عن المسئولين الإثيوبيين بين كل آونة وأخرى والتي يقولون فيها إن جيشهم في وضع استعداد دائم تأهبا لخوض أي حرب تشن ضد بلادهم..؟!

بديهي .. إن إثيوبيا توجه هذه التصريحات إلى مصر بسبب الأزمة المائية بين البلدين التي خلفها بناء سد النهضة الذي تريد أديس أبابا تصويره على أنه الأمل الوحيد للتنمية في بلد نهش الفقر المدقع أحشاءه وفرق البقية الباقية من أوصال قبائله وأغلق دون أبنائه كل بصيص ضوء يمكن أن يتسلل إلى ظلام أكواخهم  وخيامهم.. وملاجئهم .. بعد أن أصبحت مجرد النظرة إلى المنازل الدائمة ضربا من ضروب الخيال..!

أقول.. هكذا يحاول الإثيوبيون الترويج لسد النهضة استعدادا لتعبئة المجتمع الدولي واللعب في غباء على ما يجيء على ألسنة حكومات هذا المجتمع حول حقوق الإنسان.. وأهمية ما يسعى إليه من خطط للتنمية تستهدف رفع مستوى معيشته ومواجهة المشكلات التي عاني منها على مدى قرون وقرون..!

يردد الإثيوبيون.. هذه الكلمات والتصريحات بغية صرف الرأي العام عندهم عن القضايا الأساسية بحق.. وعلى رأسها انتحار مدير السد نفسه.

*** 

ومع ذلك .. فنحن نقول للإخوة الإثيوبيين .. فلتحشدوا جيوشكم كما تشاءون.. واستعدوا للحرب كما يحلو لكم.. لكن يجب أن تدركوا أن مصر حتى الآن خارج نطاق لعبة الحرب حيث إن سياستها الواضحة والمحددة.. والمعلنة.. تقوم على أساس عدم الاعتداء على الآخرين.. أو التدخل في شئونهم.. في نفس الوقت الذي تقف فيه صلبة شامخة.. تجاه أي محاولات خبيثة تستهدف أمنها واستقرارها ومصالح أبنائها وبناتها حاضرا ومستقبلا..!

إذن.. استنادا إلى تلك الحقائق.. فليس أمام إثيوبيا سوى أن تبحث عن عدو غير مصر يمكن أن تنازله القتال.. فمصر مهما كانت الظروف والأحوال.. لا تتخذ من إثيوبيا عدوا .. بل تعتبرها شأن أي بلد تظله سماء القارة الإفريقية صديقة.. وجارة تربطها وإياها أغلى وشائج في الوجود.. ألا وهي مياه النهر الخالد المتدفقة عبر الجبال والسهول والوديان.. والتي طالما تغنى بها الشعراء .. ومازالوا يتغنون حتى الآن..!

ومع ذلك .. فإن السؤال يستتبعه سؤال آخر:

وماذا لو رفضت إثيوبيا الخضوع للمعاهدات الدولية.. ضاربة عرض الحائط بها وبالوشائج الإنسانية وتلك العلاقات الأزلية..؟!

الإجابة باختصار.. إن إثيوبيا إذا كانت تمارس العناد الآن .. فإنها لا تستطيع ممارسته إلى نهاية المدى.. لأنها تعرف يقينا ثقل مصر.. ووضعها في قلب المجتمع الدولي.. فضلا عن إمكاناتها العسكرية والبشرية والمادية وبالتالي فإن التورط في حرب ضدها.. محكوم عليه بالهزيمة النكراء فور إطلاق أول صاروخ.. وتحليق أول طائرة..!

حتى إذا حاول الإثيوبيون استفزاز مشاعر مصر.. وجرها إلى حرب معهم.. فإن القرار النهائي في هذا الصدد تملكه مصر وحدها .. فهي التي تحدد التوقيت المناسب.. وهي التي تضع الخطة الملائمة.. وهي التي تعد الساحة إعدادا جيدا بما يضمن لها رفع رايات النصر والحق والعدل خلال أيام معدودة..!

و..و..ولعل الرسالة تكون قد وصلت إلى جميع من يهمهم الأمر..!

*** 

والآن دعونا نتوقف من خلال هذا التقرير أمام واقعة خطيرة.. وفريدة.. بل وموجعة.. وهي واقعة الاعتداء على العمال المصريين في ليبيا.. وتعذيبهم في خسة ونذالة.. وإجبارهم على أن يستغيثوا طالبين العفوممن فقد البقية الباقية من أي دين أو أخلاق أو ضمير..!

لا جدال في أن أردوغان يعلم شأنه شأن غيره أن مصر لا تفرط أبدا في حقوق أبنائها.. وفي الذود عن كرامتهم سواء داخل حدود الوطن أو خارج حدوده.. ولعل "الضربة" القاصمة التي وجهتها القوات الجوية المصرية ضد دواعش ليبيا الذين سبق أن اعتدوا اعتداء آثما على مجموعة من أبنائنا ستظل دائما وأبدا شاهدا على القوة وعلى الجرأة وعلى الشجاعة.. وعلى التصويب بدقة نحو الأهداف التي لم يعد أمام أصحابها الزائفين أية فرصة للهروب..!

***  

ولقد حاول فايز السراج رئيس ما تسمى بالحكومة الليبية المؤقتة إلقاء التهمة على الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر.. لكن سرعان ما كشفوا أنفسهم بأنفسهم عندما جاءوا بالمرتزقة السوريين ليعترفوا عبر شاشات التليفزيون بأنهم جاءوا إلى ليبيا بناء على تعليمات من أردوغان..!

بعد ذلك.. هل هناك مجال للإنكار أو التنصل من الجريمة النكراء..؟!

طبعا.. لا وأبدا.. وبالتالي فليدفع الأحمق ثمن حماقته.. لأن السن بالسن.. والأنف بالأنف والأذن بالأذن..

وإذا كان أردوغان يجد سعادته في الاستماع إلى أنين الرجال الذين تعذبهم ميليشياته في قسوة وبشاعة فسوف يجيء يوم قريب تتعالى فيه صرخاته هو نفسه.. مستجديا الخلاص.. لكن ما من مغيث .. فالبادي في جميع الأحوال أظلم.. وأظلم.. والأيام بيننا..!

*** 

وأخيرا.. نعود للمحروسة التي نفديها بكل مرتخص وغالٍ.. لنمعن التأمل في هذا المستشفى الميداني الجديد الذي أنشـأته جامعة عين شمس للكشف عن فيروس كورونا.. وفحص وعلاج المصابين به..!

المستشفى والحق يقال.. صورة مبهرة تتوفر فيهاكل وسائل التقنية الحديثة وغير الحديثة .. وكافة مقومات النظافة وشتى وسائل العلم والمتابعة الدقيقة والسليمة.

*** 

سألت د. محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس وأشهر جراحي زراعةالأكباد على مستوى العالم بأسره:

Xهل بعد بناء هذا المستشفى سوف تنتهي ظاهرة نقص الأسرة بغرف الرعاية المركزة وأيضا أجهزة التنفس الصناعي..؟

أجاب بلغة الأستاذ العالم:

Xلابد أن يكون واضحا أنه يستحيل يستحيل .. توفير سرير لكل مواطن..فمن أين نأتي بديهيا بـ100 مليون سرير بالضبط شأننا شأن الدنيا بأسرها..؟!

عدت أسأل:

Xوهل وضعتم في اعتباركم أن تكون الأسعار متهاودة لمواجهة مغالاة المستشفيات الخاصة..؟

فرد المتيني:

Xكله بالمجان عندنا فنحن نمثل أهم أجنحة الدولة ماعدا.. الكشف عن الفيروس .. فهذا تبلغ قيمته 2000 جنيه!!

*** 

مرة أخرى أقول للدكتور المتيني بارك الله فيك.. وفي صحتك وفي علمك وعشت دائما وأبدا مثالا للإيثار والتضحية والحب اللامحدود لمصر والمصريين.

*** 

و..و..وشكرا