*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*خط أحمر.. يعني "خط أحمر"
*مصر حددته حفاظا على أمنها القومي.. ومن يكابر يدفع الثمن
*إذا حاول أردوغان ومرتزقته الاقتراب فيكون قد ألقى بنفسه وبهم.. في آتون النيران..!
*الجبهة الداخلية مستقرة.. لا أزمات في السلع.. والبنية الأساسية في أحسن حالاتها
*ثم.. ماذا سيفعل السلطان التائه إزاء الرد بالغ القسوة من جانب فرنسا..؟!
*الوزراء العرب اجتمعوا.. وأصدروا قراراتهم
والسراج.. ليس في العير أو النفير..!
*أخيرا.. تتحول الكآبة.. إلى سعادة وبهجة
*أرجوكم الهوينا.. الهوينا.. فالفيروس مازال لئيما.. غادرا
*أولياء الأمور يقدرون جهدوزير التعليم.. ولكن تخويفهم بالداخلية.. لا يليق..!
نجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كسب أعداء كثيرين ممن يرفضون أطماعه.. ويقفون حائلا دون جشعه وغروره ولهفته على سرقة ثروات الآخرين..!
والدليل.. هذه المواقف الواضحة من جانب كلٍمن العراق وسوريا والمملكة السعودية.. والبحرين والكويت والأردن فضلا عن دول أوروبية كثيرة أهمها فرنسا التي أعلن رئيسها منذ أيام.. أن تركيا تمارس لعبة خطيرة في ليبيا.. والرد الفرنسي عليها سيكون في منتهى القسوة..
نفس الحال بالنسبة لألمانيا وبريطانيا وبلجيكا ..وغيرها وغيرها..!
أما الولايات المتحدة الأمريكية فلها رأي صريح وواضح في شخصية أردوغان في حد ذاته الذي يصفه الرئيس ترامب في أحيان كثيرة.. بالأحمق والمتهور..
***
من هنا.. ما أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أيام أن كلاًمن سرت والجفرة يعدان خطا أحمر بالنسبة لمصر.. حتى بادرت حكومات الشرق والغرب بتأييد قول الرئيس الأمر الذي أزعج ولا شك هذا السلطان الذي فقد عقله.. وعاش على وهم إعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية التي انتهى زمانها بعد أن أصابها ما أصابها من ضعف ووهن.. وذل واستكانة.
والرئيس عندما حدد كلاًمن سرت والجفرة بالذات.. فلأنهما يمثلان في عالم الواقع عمقا إستراتيجيا لمصر.. وأي عدوان عليهما.. يمس مصالح المصريين ويهدد أمنهم واستقرارهم..
واسمحوا لي أن أعود لأشير من جديد.. إلى أنأهمية سرت تعود إلى كونها تتوسط المسافة بين طرابلس العاصمة.. ومدينة بنغازي على الساحل الليبي كما أنها تبعد عن الحدود المصريةبنحو 900كيلو فقط.. وبالتالي فإن السيطرة عليها من جانب أردوغان أو غيره.. تجعل الطريق مفتوحا لاحتلال الموانيالنفطية في منطقة الهلال شرقي ليبيا.. ولعل هذه الثروة هي التي أسالت لعاب أردوغان مما جعله يعترف صراحة بأن عينه على سرت الغنية بالنفط والغاز..!
بكل المقاييس.. هذا لن يحدث أبدا في ظل جيش مصر القوي والمزود بأحدث الأسلحة والذي ذهب الرئيس لتفقد قواته على الجبهة واطمأن إلى استعدادهم البالغ وجهازيتهم الكاملة.. للدفاع عن أرض الوطن..
نفس الحال بالنسبة لمنطقة الجفرة التي تقع وسط ليبيا وبها قاعدة جوية تم تحديثها مؤخرا وهي محور ربط بين شرق البلاد وغربها وجنوبها.. مما يؤكد أن السيطرة على الجفرة يساوي السيطرة على نفط ليبيا..!
إذن.. وبعد اعتبار كلٍ من سرت والجفرة بمثابة خط أحمر بالنسبة لمصر.. فإن من يتجرأ ويحاول الاقتراب منهما.. فسوف يلقي بنفسه في آتون النيران.
ينطبق ذلك.. ولا شك على أردوغان باسمه وشخصه وصفته ومعه ميليشيات المرتزقة الذين أتى بهم من سوريا والعراق.. وعندئذ.. سوف تتبدد أصوات استغاثاتهم وأناتهم في الهواء.. نظرا لهول ما يتعرضون له من هجمات جوية وبرية وبحرية وصاروخية..!
اللهم قد أبلغنا اللهم فاشهد..!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن مصر عندما تعلن استعدادها لمواجهةالمعتدي.. أي معتدٍ- فهي تضمن مسبقا أن الجبهة الداخلية لديها مستقرة.. فلا يوجد أي نقص في أي سلعة من السلع.. والتي تباع بأسعار متهاودة .. كما أن بنيتها الأساسية تشهد في الآونة الأخيرة تطورا وتحديثا غير مسبوقين.. أي أنها عملت لكل شيء حسابه.. وقامت مرات ومرات.. بوضع خطة تقدير الموقف وفقا للأسس والمعايير الدولية.. وفي كل مرة.. كانت ثقتها بالنفس.. وبمقاتليها زائدة وزائدة جدا..!
***
وغني عن البيان أن مكابرة أردوغان وادعائه بقدرته على تحقيق النصر.. فهذا شأنه وحده.. وبالمناسبة فليقل لنا ماذا سيفعل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.. الذي بعث له منذ أيام برسالة صحيحة وواضحة قال فيها إن الرد الفرنسي إزاء التصرفات التركية سيكون في غاية القسوة.. حيث إن رئيسها يدير لعبة خطيرة في ليبيا.. مما يحتم ضرورة التحرك ضده..!
باختصار شديد.. ها هو السلطان الحائر.. أو الجائر.. أو سمه كما شئت.. قد أصبح محاصرا من كل الاتجاهات الأمر الذي يصعب معه الخروج من الدوامة.. إلا بعد خسائر جمة قد يتعذر الآن تحديد حجمها.. ونوعها وأشكالها المتباينة..!
***
على الجانب المقابل .. فها هم وزراء الخارجية العرب قد عقدوا اجتماعهم الطارئ في القاهرة رغم أنف فايز السراج أداة أردوغان الوضيعة الذي كان قد أعلن رفضه المشاركة في الاجتماع.. بل رغم أنف الرئيس التركي نفسه الذي أمضى الأيام الماضية في تدبير المؤامرات وإجراء الاتصالات الخبيثة بغية عرقلة الاجتماع.. لكن جاءت رايات الحق الخفاقة لتخيب أمانيه المريضة..!
***
ولعله من البديهيات.. أو المسلمات أو الحقائق التي لا تقبل لبسا أو تأويلا.. أن تعامل مصر مع تطورات الأوضاع في ليبيا.. وتحذير المعتدي ومرتزقته من خطورة المساس بأمننا القومي.. فلا يعني ذلك أننا نغض الطرف عن أزمة سد النهضة في إثيوبيا..!
لا..لا.. يا سادة.. فالدولة القوية تعرف مسئولياتها جيدا.. يستحيل أن تفرط في حق على حساب حق آخر.
ومصر رغم ابتعادها عن لغة التهديد بالحرب فإنها تعرف تماما.. متى وأين وكيف يكون الحل الأمثل..!
***
والآن.. فلنتوقف قليلا.. أمام حدث آخر بالغ الأهمية يكمن في القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في مصر بإلغاء حظر التجول إلغاء كاملا الذي كان قد تم فرضه بسبب فيروس كورونا..!
بالإضافة إلى إعادة الحياة لمختلف النشاطات الاقتصادية والتي يعمل ضمن مجالاتها ثلاثة ملايين ونصف مليون مواطن عانوا أبلغ معاناة طوال الثلاثة شهور الماضية.
وهكذا نأمل أن تتحول أجواء الكآبة التي سيطرت على حياة المصريين.. خلال نفس الفترة إلى مناخ تسوده مشاعر البهجة والسعادة والسرور..!
ولكن.. أكرر.. أرجوكم .. الهوينا.. الهوينا.. فليس معنى إلغاء الحظر أن الفيروس قد زالت أخطاره وانتهى الأمر..!
أبدا.. الفيروس مازال ينتشر بيننا.. بل ربما تزداد ضراوته خلال الأيام المقبلة..
لذا.. لابد من الحذر أكثر وأكثر.. فلا نفتح أبواب التقارب على مصاريعها ولا ينبغي العودة إلى تبادل القبلات والأحضان وإلا فسوف نترك الفيروس يمرح ويلعب وينتشر ليسقط منا –لا قدر الله – من يسقط.. إما مصابا أو مغادرا الحياة..!
ثم.. ثم.. استنادا إلى نفس تلك الحقائق.. فإن هذه التجمعات من جانب أولياء أمور طلبة وطالبات الثانوية العامة في أول أيام الامتحانات لم تصل إلى حد الجريمة كما أراد أن يصورها وزير التربية والتعليم.
الذي حدث بالضبط أن هؤلاء الأمهات والآباء تكدسوا أمام أبواب لجان الامتحانات يوم الأحد وها هي الحكومة قد ألغت كافة القيود اعتبارا من يوم السبت التالي وذلك بعد أن رأت أن هذا هو الحل الأمثل خلال الفترة القادمة.
إذن.. لم يكن ملائما أن يتهدد أولئك الرجال والسيدات وأيضا الشبان والشابات بقوات الشرطة التي قد لا تتردد في القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة..!
لا.. ليس إلى هذه الدرجة يكون التعامل مع مثل تلك الأحداث الطارئة..!
نحن كلنا موقنون بأن هناك عادات متأصلة في أعماقنا.. وهي التي تتحكم في شئون حياتنا جيلا بعد جيل.. وبالتالي إذا شاءت الظروف أن تستمر تلك العادات في ممارسة سطوتها أو محاولة إثبات وجودها .. فلابد أن نتفهم ذلك ولا نعمل بصورة أو بأخرى على قض مضاجع هؤلاء المواطنين الذين نعلم مسبقا أنهم ليسوا جناة أو أعضاء في عصابات إجرامية.. بل إنهم أسرى عادات قديمة وأسرى حب متأصل في القلوب تجاه الأبناء والبنات.. لاسيما أن التقارب ها هو يعود من جديد للحياة بعد أيام قليلة بعد أن كنا نتحرج منه وننظر إلى من لا يلتزم به.. كأنه قد ارتكب جرما في حق نفسه وحق أهله..!
عموما.. عفا الله عما سلف.. وتمنيات بالنجاح لأبنائنا ودعوات من الأعماق بأن يذهب كورونا إلى غير رجعة..!
***
و..و..وشكرا