مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 27 يونيو 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*أهلا.. بالحب الحقيقي..!

*أخيرا.. عودة للحياة الطبيعية لكن: خللوا بالكم!

*الحاضرون الغائبون.. يتلاحمون لتصحيح المعادلة 

*عرفنا جميعا.. كيفية التعامل مع الفيروس.. فلا يغرنكم خداعه!

*اقتصاد مصر بخير.. بعد معركة "كورونا"

*والآن نحن مطالبون بدعمه أكثر وأكثر!

*الكل يرفض الصمت تجاه تجاوزات سلطان الندامة فمتى يأتي الكلام..؟

*الرئيس الفرنسي أول المعترضين ويطالب بتحرك دولي!

*السودان والطريق إلى مجلس الأمن

عشنا شأننا شأن شعوب الدنيا بأسرها ثلاثة شهور .. تجمدت خلالها المشاعر.. وتباينت الأحاسيس.. واختلفت نظرة النهار عن همسة الليل.. كل ذلك بسبب ما فرضه علينا فيروس"كورونا" من قيود قالوا إنها ضرورية حتى لا تستشري أخطاره.. وحتى تخرج البشرية من المعركة ضده بأقل الخسائر..!

لكن الذي حدث .. أن مات بسببه الكثيرون ولزم الفراش أكثر وأكثر.. ولا يمكن القول حتى الآن إن هذه الأخطار قد توارت أو حتى تراجعت..!

ومع ذلك .. فقد رأى خبراء التعامل مع الفيروس أن توقف الحياة الاقتصادية إنما يؤدي إلى نتائج أكثر ضررا.. وتداعيات لا يعرف مداها سوى الله سبحانه وتعالى..!

ومثلما توقفت العجلة البشرية فجأة.. ها هي تتحرك من جديد فجأة أيضا..!

*** 

المهم.. بالنسبة لنا نحن في مصر.. لقد تم رفع الحظر عن حركة الناساعتبارا من اليوم.. وأصبح كل منا حرا في الذهاب والإياب آناء الليل وأطراف النهار..!

وبذلك تختفي أجواء الكآبة التي عمت البيوت وتغلغلت بين شرايين القلوب أملا في أن تحل محلها أجواء البهجة والسعادة..!

اليوم يمكن القول إن الحب الحقيقي يعود ثانية.. الحب الذي لا تحده قيود.. ولا تكبله اشتراطات وتحذيرات وإنذارات.

الحب الذي نعرفه جميعا مثلما هو يعرفنا.. والذي نؤمن أننا بدونه لا نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام في مسيرة حياتنا التقليدية.. وغير التقليدية..!

اليوم.. من يجلس في المنزل .. إنما يكون بذلك بدافع ذاتي بحت.. قوامه دعم الروابط الأسرية وتوثيق العلاقات الإنسانية وليس نتيجة الضغط والإكراه..!

لكن السؤال:

هل سنعود وقد أصبحنا نرتدي ثيابا غير الثياب.. ونمارس عادات وسلوكيات وتقاليد.. غير التي كانت قبل حلول عصر كورونا..؟!

نعم إلى حد كبير.. فلابد أن تجربة "التباعد المنزلي" .. قد أتت بنتائج عديدة إيجابية وسلبية في آن واحد.. وبالتالي ونحن نبدأ مرحلة جديدة ينبغي أن نضم الأحباب الذين كانوا حاضرين معنا رغما عنهم.. إلى الأعزاء الذين لم نحس أصلا بوجودهم ونتولى معا تصحيح تلك المعادلة الصعبة التي لم نكن نعرف ولا ندري من أسرارها شيئا..!

بكل المقاييس الحياة الطبيعية لها مذاقها الخاص.. ولها نكهتها الشهية.. فاستثمروا تجربة الثلاثة شهور.. لكي نصل إلى بسمة من نوع خاص في نفس الوقت الذي نحاول أن نقيم فيه قاعدة مشاعر لا تعرف الزيف ولا التضليل..!

.. وحذار.. وألف حذار.. أن ينفلت العيار.. يعني ألا نحطم القيود كلها وأن نلغي من قاموس حياتنا هذا المصطلح الجديد "التباعد الاجتماعي" بل يجب أن ندرك أن الفيروس لم يختف من حياتنا بعد..ولم يتوار ولم ينهزم الأمر الذي يتطلب منا أن نكون أبلغ فطنة وأكثر حرصا..!

*** 

على العموم نحن قادرون بإذن الله تعالى على إدارة شئون حياتنا الجديدة.. واضعين في اعتبارنا أننا كنا من البلدان القليلة التي حافظت على اقتصادها من الانهيار..!

منذ اللحظات الأولى لظهور الفيروس رفعنا شعار الصحة.. والبناء والتعمير.. أي نتبع كل الإجراءات الاحترازية في نفس الوقت الذي لا نتوقف فيه عن إقامة صروح التنمية في شتى أرجاء البلاد..!

وها نحن نجني الثمار.. بالضبط مثلما جنيناها من برامج الإصلاح الاقتصادي.. التي طبقناها..بتؤدة وعزيمة وإرادة صلبة وصبر.. طويل..!

*** 

استنادا إلى تلك الحقائق .. نرجو ألا نضيع الفرصة من بين أيادينا فها هي الظروف مهيأة بالفعل لزيادة معدلات النمو الاقتصادي ومواجهة أزمة البطالة وخفض معدلات التضخم.. وكل تلك الغايات لا تتحقق إلا بمزيد من العمل ومزيد من الإنتاج فهيا نتعاهد على تعويض ما فات.. وعلى إعادة صياغة حقبة جديدة من الزمان.. أحسب أنها ستظل مثار تقدير وإعجاب الأجيال القادمة..!

*** 

والآن.. ماذا عن هذا السلطان الزائف المسمى برجب طيب أردوغان؟

شيء طبيعي أن يستمر في حماقته وتهوره فماذا تريدون من رجل كل همه مركز في التخطيط للإرهاب.. وتشجيع مرتكبيه.. بل وإعداد الخطط لهم.. لكي يعيثوا في الأرض فسادا ويسفكوا دماء الأبرياء..!

لكن إلى متى..؟

الإجابة ببساطة أنه يستحيل.. يستحيل أن تظل قوى الشر هي التي تتحكم وتسيطر.

والآن.. يعيش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان .. وكأنه في سجن كبير..فالمعارضة داخل بلاده تزيد من إحكام قبضتها عليه.. وطوابير العاطلين تصل حتى أبواب القصر الجمهوري.. والعملة الوطنية تهاوت إلى أدنى مستوياتها.!

*** 

الأهم.. والأهم أن المجتمع الدولي ضاق ذرعا بسلوكياته وتصرفاته ولم يعد الأوربيون يتحملونمزيدا من تجاوزاته والدليل ما أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا بأنه لا يمكن السكوت على ما يرتكبه أردوغان من جرائم وآثام .

نعم.. الكلام حلو.. ومعقول.. لكن متى يتحول إلى إجراءات عملية تحد من هذا الهوس الأردوغاني .. لأن كل يوم يمر.. يهيئ له خياله المريض أنه بات زعيم الزعماء .. بينما الواقع غير ذلك تماما غير أن الإجراءات العملية تتطلب برنامجا ورؤية ثاقبة ومبادرات فعالة..

وإذا ما غابت تلك العناصر سواء جميعها.. أو بعضها تصبح المواجهة غير مجدية..!

أيها المجتمع الدولي.. إذا كنت تريد بالفعل أن تضع الرئيس التركي الشارد في حجمه الطبيعي فلا تتوان ولا تتهاون ولا تتردد وإلا استمر في غيه وضلاله وعدوانه على حقوق الغير.. بكل بجاحة وجبن وتهور..!

ولعل الرسالة تكون قد وصلت.

*** 

أخيرا.. نظرة على هذا الموقف الإثيوبي بالنسبة لسد النهضة..!

أحسب أن القاصي والداني قد أيقن أن مصر ليس في خططها حتى الآن العمل العسكري لأسباب عديدة .. تاريخية وسياسية واقتصادية وإنسانية..!

في نفس الوقت الذي يقول فيه السودان.. إنه تلقى دعوة من إثيوبيا لحضور اجتماع قادم.. فماذا يدور في بالالأخوة السودانيين..؟

أنا شخصيا أحسب أن الحضور هذه المرة من الأهمية بمكان.. وأن الاعتذار لا يليق.. بل يتيح للإثيوبيين فرصة التهرب من مسئولياتهم..!

مرة أخرى نؤكد إذا كانت الدعوة حقيقية فتلبيتها واجب.. بل فرض عين.

*** 

           مواجهات 

*فرق كبير بين تعانق القلوب عن مودة حقيقية.. وبين إجبارها على القيام بمشاهد تمثيلية معظم أحداثها مصطنعة.. وحكاياتها مفبركة. 

*** 

*تأكد.. كلما عقدت العزم على أن تعطي أكثر مما تأخذ سيجيء اليوم الذي تجني فيه رحيق العسل.. وتستمتع وحدك دون غيرك برائحة الفل والياسمين.

*** 

*لا تقلق..!

إذا تأخر فرج الله.. فلا يعني ذلك أنه لن يأتي بالعكس.. أقدار الله مبطنة بالرحمات.. لكن المشكلة أننا قوم مستعجلون..!

*** 

*أعجبتني هذه الكلمات:

أردوغان يحارب العرب بمرتزقة العرب على أرض العرب.. ويطبل له حثالة العرب..

"عجبي"..!

*** 

*سؤال على الماشي:

لماذا سميت سورة يوسف بأحسن القصص؟

الإجابة: لأنها تعطي الأمل للسجين الذي سيخرج لنور الحياة وللمريض الذي سيشفى .. والحزين الذي سيفرح.. 

الابتلاء يا سادة خير.. ومع الله لا يخيب الرجاء.

*** 

*تمعن جيدا:

الحق قديم.. قدم الأزل.. ومراجعة الحق.. خير من التمادي في الباطل.

*** 

*كم قال لي:

أرجوك اتخذ مني صديقا فأنا أوفى الأوفياء .. وعاهدت نفسي على أن أقف بجوارك في السراء والضراء..!

ثم..ثم.. عندما تعرضت لأزمة مفاجئة بحثت عنه.. فوجدته في جلسة لئام ممن يجدون سعادتهم في نهش.. سمعة وسيرة الناس..!

*** 

*المرأة إذا لم تحب من قلبها.. فلابد من إغرائها ببريق الذهب.

أيضا الجمال مقترن بالفضيلة.. لأن الجمال الحق.. والفضيلة الحقة وجهان لعملة واحدة.

    "توفيق الحكيم"

*** 

*ثم نأتي إلى مسك الختام.. لقد اخترت لك هذه الأبيات الشعرية:

دارت كؤوس الحب للعشاق فالقالب نار

والعيون سواقي

كل على ليلاه أضناه الهوى وأنا الهوي بمحمد ترياقي

إن مر طيف محمد في خاطري هاجت بحار الحب في أعماقي

شوق إلى ذكر الحبيب يهزني فلتسقني من كأسه يا ساق

أنا لو بقيت الدهر أبكي أحمدا ما جف زمزم دمعي الدفاقي

أنا في هواه متيم متطرف حد الهيام فما تطيق فراقي

لما عرفت حبيب رب المصطفى صارت صلاتي عدتي وبراقي

فالله صلى والملائكة اقتدت فاهتز كل الكون بالأشواقي

اللهم صل وسلم على سيدنا وآل سيدنا محمد وصحبه وسلم

*** 

و..و..وشكرا