مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 28 يونيو 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

 

*رئيسات وزارات حسناوات..!

*أيهما أهم: المسئولية السياسية.. أم المسئولية العائلية؟

*رئيسة وزراء  فنلندا جذبت انتباه العالم مرتين!

*وعريس رئيسةوزراء الدنمارك.. أذهلته مفاجأة الكورونا.. ومفاجأة تأجيل الزفاف!!

*السؤال الذي لم يجد إجابة حتى الآن:

المرأة.. هل تغلب دموعها قراراتها.. أم العكس..؟

شدت "سانا مارين" أنظار العالم مرتين خلال شهور قليلة.. المرة الأولى عند اختيارها رئيسة وزراء فنلندا.. باعتبارها أصغر من شغل هذاالمنصب من الرجال والسيدات.. حيث كانت تبلغ من العمر وقتئذ "34 عاما" أما المرة الثانية.. فعندما وقفت في شرفة منزلها وهي تحمل طفلتها البالغة من العمر عامين والتي أنجبتها من صديقها المخلص -حسب تعبيرها- لتخطب في الجماهير قائلة: إنها تتمنى أن يصلها طفلها الثاني وهي مازالت في المنصب لتقدم له أقصى ألوان الرعاية لتستشعر في قرارة نفسها أن المسئولية السياسية لن تصرفها عن المسئولية العائلية.

عندئذ التهبت أكف المواطنين الفنلندنيين بالتصفيق.. الذين وجدوا في مارين واحدة منهم تعيش حياتهم وتشارك بقلبها وعقلها.. قلوبهم النابضة بحبها.. وعقولهم التي نجحت في الدفع بها إلى قمة المسئولية.. 

*** 

أيضا لقد نجحت "جاسنيدا أرديرن" رئيسة وزراء نيوزيلندا في التعامل مع الحادث الإرهابي الذي أودى بحياة 92 مسلما أثناء تأديتهم الصلاة في مسجدي كرايستي تشيرش بكل الحنكة السياسية والبراعةالتنفيذية مما أضفى على أبناء نيوزيلندا بصفة عامة هدوءا نفسيا.. وتلاحما وطنيا بصرف النظر عن اختلاف دياناتهم وتباين مذاهبهم.

وقتئذ خرجت معظم صحف العالم تشيد بحكم المرأة وكيف أنها في وقت الأزمات تقف صلبة.. متحدية لا تهن ولا تضعف ولا تغالب دموعها قراراتها السديدة..!

*** 

.. ومنذ أيام.. قفزت على سطح الأحداث امرأة شابة بالغة الحسن والجمال.. اسمها" ميت فريدركش" رئيسة وزراء الدنمارك بسبب دخولها في معركة كلامية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طالب ذات يوم بشراء جزيرة جرينلاند التي سبق أن منحتها الدنمارك حكما ذاتيا لكنها لم تفرط في ملكيتها.. وبالطبع رفضت رئيسة الوزراء عرض ترامب.. بل قالت له في صراحة إنها كانت تظنه يمزح.. لأن جزيرة جرين لاند يملكها أهلها الذين يستحيل أن يسمحوا لفردأو مجموعة أفراد بالتحكم في مصائرهم..!

*** 

المهم.. لقد غضب الرئيس ترامب.. وألغى زيارة كانت مقررة له للدنمارك في الوقت الذي لم تكترث "ميت" بموقف الرئيس الأمريكي..!

*** 

ثم.. ثم.. سرعان ما جذبت" الشابة الجميلة"انتباه الرأي العام داخل بلدها.. وخارجها .. عندما وقفت منذ أيام لتعلن من مقر إقامتها في العاصمة كوبنهابن أنها مضطرة لتأجيل حفل زفافها الذي كان مقررا عقده يوم 17 يوليو القادم.. والذي تصادف أن يكون في نفس يوم اجتماع المجلس الأوروبي في بروكسل الذي يحضره 27 رئيس دولة وحكومة..!

ولم تكتف رئيسة الوزراء الحسناء بذلك.. بل أضافت أنها لم تكن تريد إثارة غضب العريس الذي شاءت ظروفه هو الآخر أن يقع فريسة فيروس كورونا والذي يحتاج للتعافي منه مابين ثلاثة وأربعة أسابيع..!

أصاب الذهول العريس الولهان والذي لم يكن يعرف أن الفيروس تمكن منه.. حتى أذاعت العروس السر..!

*** 

في النهاية تبقى كلمة:

ما أود أن أخلص منه في هذا المقال أن العلاقات الإنسانية لا تتغير بتغير المنصب.. أو الصحة أو المرض.. أو الجاه.. أو المال.. أو السلطان.. هذا بشرط أن تكون علاقات نقية .. صادقة لا يسعى من خلالها طرف لكي يتسيد ويسيطر ويتحكم في الطرف الآخر..!

والواضح أن المرأة حتى إذا بلغت أعلى المناصب.. فإنها تظل حياتها الشخصية تشغل الحيز الأكبر من تفكيرها.. وسلوكها.. وحديثها..!

وقلبي مع خطيب معالي رئيسة وزراء الدنمارك الذي صدمته مفاجأتان لا مفاجأة واحدة .. الأولى تأجيل حفل زفافه والثانية إصابته بأشهر فيروس في العصر الحديث الذي نتمنى أن تهزمه البشرية هزيمة ساحقة خلال أقصر فترة زمنية ممكنة..!

*** 

و..و..وشكرا