مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 29 يونيو 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*كان من الصعب أن تنتفض مصرلولا بزوغ قيادة..واعية.. شجاعة تحفظ تاريخ الوطن عن ظهر قلب

*قبل "30 يونيو"تصورت عصابة الإرهاب أن شعب مصر قد خارت قواه..

*ثم..ثم.. بُهت الذين كفروا بعد أن واجههم القائد الرمز بما ارتكبوه من أخطاء وآثام في حق كل مصري.. ومصرية

لن أضيف جديدا.. إذا أسهبت في عقد المقارنة بين مصر قبل 30 يونيو 2013 .. ومصر بعدها.. لأن الفرق شاسع .. والبون هائل .

ولقد تناول كثير من الكتاب والمفكرين هذه المرحلة من تاريخ مصر بدقائق تفصيلاتها  وبوقائعها وأحداثها بكل ما كانت تمثل من آلام وأنين منذ أن سرقت عصابة آثمة سيئة السمعة والسلوك حكم هذا البلد الذي عشنا بين أحضانه.. وفوق أرضه وتحت سمائه.. وقد تعانقت قلوبنا وتوحدت مشاعرنا فإذا بهذه العصابة تبدد حصونا منيعة

أمضينا سنين العمر لترسيخ قواعدها.. ودعم مقوماتها أولا بأول..!

*** 

من هنا دعوني أقول إن مصر قد انتفضت يوم 30 يونيو وكان لابد أن تنتفض.. وأيضا كان لابد لشعبها الثائر على كل قوى الشر والبغي والعدوان أن يلتف حول قيادة واعية جريئة تتوفر لدى صاحبها عناصر القوة وآليات الشجاعة والإقدام.

وبالتالي عندما تقدم الصفوف الفريق أول عبد الفتاح السيسي .. وجدت فيه الجماهير الأمل المبتغى.. والهدف المنشود.

*** 

ولأن أفراد هذه العصابة دأبوا على التآمر.. وعلى قلب الحقائق وعلى إثارة الرعب والفزع في قلوب الناس.. غابت عنهم نعمة الذكاء.. وبالتالي تصوروا أن التفويض الذي طالب به الفريق أول السيسي لن يعدو أن يكون مجرد ذر للرماد في العيون..!

لكن.. ما أن رأوا بعيونهم هذا التحرك الجماهيري الحاشد.. بهت الذين كفروا.. ومكثوا يضربون أخماساxأسداس للخروج من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه ولا أحد غيرهم..!

*** 

حاولوا أن ينسوا أو يتناسوا ما فعلوه في مصر والمصريين.. وأخذوا يتمسكون بحبالهم الواهية حتى جاءتهم الضربة القاضية..!

تغافلت العصابة بقياداتها وكوادرها عن الإعلان الدستوري الذميم الذي أصدروه.. لتكريس كل السلطات في يد رئيس الجمهورية بما فيها السلطة القضائية وحاول أفراد العصابة إنكار عمليات العنف والعنف المضاد التي شهدها المجتمع المصري بإيعاز بغيض منهم وبتدبير أكثر مقتا وكراهية..!

أشاح أفراد العصابة وجوههم عن شباب مصر الذين لقوا حتفهم أمام القصر الجمهوري.. والذي كان يجلس فيه الرئيس داخل مكتبه.. ليتشفي في أبناء وطنه.. ويطلب من جلاديه المزيد.. والمزيد..!

أغمض أعضاء العصابة عيونهم عن الأزمات العاتية التي أحلت بالوطن بسبب تصرفاتهم العشوائية.. وسلوكياتهم المريضة..!

تناسوا طوابير العيش.. والبنزين.. وانقطاع التيار الكهربائي على مدى ساعات طويلة.. فضلاعن انهيار الاقتصاد وضرب القانون في مقتل كل يوم مائة مرة ومرة..!

وتلك كلها كانت ردود فعل طبيعية .. بعد أن أخرجوا أعتى الإرهابيين من السجون.. بل وزعوا عليهم السلاح ومنحوهم صكوك الحماية حتى يعيثوا في الأرض فسادا كما يحلو لهم..!

*** 

استنادا إلى كل تلك الحقائق.. جاء المخلِّص الذي وهبته العناية الإلهية لشعب مصر والمصريين ليضع أمامهم النقط فوق الحروف ويكشف لهم وجها لوجه..عن جرائمهم.. موضحا استحالة استمرارهم في الحكم اللهم إلا إذا أصلحوا أحوالهم.. ولكنلأن الطبع يغلب التطبع.. فقد سقطوا منذ اللحظات الأولى التي هدرت فيها أصوات الملايين تطالب بإسقاط حكم المرشد.

وقد كان.. ومع ذلك يثور السؤال:

هل كان يمكن لتلك الثورة الشعبية أي ثورة 30 يونيو .. أن تحقق أهدافها دون وجود المنقذ الذي يعرف تفصيلات الخريطة عن ظهر قلب..؟

وهل كان يمكن أن تخرج الجماهير بتلك الحشود الهائلة دون أن يكون القوم مطمئنين إلى أن هناك من يحمي ظهورهم.. ويسند تطلعاتهم ويدعم مطالبهم..؟!

طبعا.. كل ذلك ما كان يمكن أن يحدث إلا بالقائد المختار الذي تجمع حوله كل مواطن يعيش فوق هذه الأرض.. فكان التغيير الحقيقي يوم 3 يوليو عام 2014 الذي اعتبر هو أيضا يوما فاصلا في تاريخ الأمة.

..و..وكل عام وأنتم بخير.

*** 

و..و..وشكرا

***