*مصر.. ومجلس الأمن.. وحديث المنطق.. والقانون والحق
*المبادئ واضحة.. والمهم الثبات عليها!
*.. حقا.. هل هناك أدنى شك في أن نهر النيل ميراث مشترك.. ووديعة مقدسة؟
*برافو.. سامح شكري
عندما أعلنت مصر مرارا وتكرارا أنها حريصة على حل أزمة سد النهضة الإثيوبي من خلال المفاوضات السياسية فلأن لديها ثوابت لا تحيد عنها.. حتى ولو أراد الآخرون إثارة زوابع ما أنزل الله بها من سلطان.. أو حاولوا إطلاق تصريحات تهديدية استفزازية.. عادة ما تعتبرها مصر بمثابة تصرفات صبيانية لا تتلاءم مع سلوكيات الكبار..
***
ذلك كله قد وضح تماما خلال الجلسة الأخيرةلمجلس الأمن حيث قال سامح شكري وزير خارجيتنا كلاما صريحا وواضحا يدور حول ما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الجيران والأخوة لاسيما الذين يربطهم شريان واحد مثل نهر النيل.
في نفس الوقت .. رفض سامح شكري أي اتهامات أراد الإثيوبيون توجيهها لمصر.. التي لم تحاول يوما أن تتخذ قرارا أحاديا طالما أن القضية تهم مجموعة من الشعوب التي تحرص مصر على مصلحتهم تماما مثلما تحرص على مصالح شعبها.
***
بديهي أن تحظى مصر بتأييد دعاة الحق والعدل وهم كثر.. لأن الحق بين.. والعدل بين.. والمصالح المشتركة.. يتعذر تجزئتها.. لكي يفوز البعض بفوائد ومزايا بعينها.. تاركين غيرهم .. حائرين.. ومتعجبين..!
***
أنا شخصيا أتصور أن المعركة السياسية التي خاضتها مصر سوف تكلل بالنجاح.. فها هو السودان قد أعلن رفضه لأية إجراءات أحادية تقوم بها إثيوبيا غير مكترثة بالتأثيرات السلبية التي يمكن أن تطال كلاً من شعب السودان وشعب مصر وهما شعبان لكل منهما وزنه وتأثيره داخل القارة الإفريقية وخارجها.
بصراحة لقد أعجبتني كلمات سامح شكري التي عاد ليؤكد فيها أمام العالم كله أن نهر النيل ليس حكرا على مصر.. أو ملكية خالصة لأي دولة مشاطئة له لأن هذا النهر الذي هو ميراث مشترك ووديعة مقدسة لخير شعوبه جميعا.
***
نعم.. وألف نعم.. فهل هناك من يساوره أدنى شك في أن نهر النيل لايقتصر منبعه على دولة بعينها ومصبه على دولة أخرى..!
أبدا.. لا المنطق يقول بذلك.. ولا التاريخ ولا الجغرافيا.. وبالتالي من يرد الانفراد بالهبة الإلهية وحده فسوف يلقى مقاومة ممن يهمهم الأمر الأمر وممن هم بعيدون عن صلب المشكلة.
على الجانب المقابل فها هي مصر ترد عمليا وواقعيا على الذين حاولوا التقليل من شأن توجهها إلى مجلس الأمن بزعم عدم قدرته على اتخاذ قرار حاسم وفاعل في هذا الصدد .. فإذا بهذا المجلس يشد انتباه الرأي العام في شتى أرجاء العالم.. بما تردد داخلهحول مشكلة طال أمدها لاسيما بعد أن أشارت مصر إلى أنها ترجع لأكثر من عقد من الزمان..!
ليس هذا فحسب.. بل لقد وقف أغلبية الدول الأعضاء صفا واحدا.. تجاه الأخطار التي يمكن أن يتسبب فيها الإثيوبيون دون غيرهم..!
الآن أصبح هناك اعتراف دولي صريح بأن تلك المخاطر إنما تمثل تهديدا للأمن والسلم الدوليين .. وهذا ما أعلنته مصر منذ البداية.. وسوف تؤكد عليه وتدافع عنه لترتفع رايات الحق.. التي لابد أن ترتفع.
***
و..و..وشكرا