*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*الطريقالصعب.. هو الذي يقود إلى التطوير والتحديث
*المصريون تحملوا برامج الإصلاح.. فانتصروا على الكورونا بأقل الخسائر
*قرض البنك الدولي الإضافي.. شهادة ضمان جديدة لاقتصادنا
*رغم إعادة فتح الأبواب.. الناس مازالوا متخوفين..
*شبه مقاطعة لدور السينما.. وتواجد حذر في المطاعم والكافيتريات
* يابخت موظفى الحكومة.. خرجوا من إجازة طويلة..ودخلوا في أخرى ممتدة
*سامح الله الصين.. إنفلونزا خنازير جديدة.. ظهرت عندهم!
*السودانيون يختلفون.. يوم ذكرى ثورتهم
*واللبنانيون.. لا يجدون كِسرات الخبز ويلعنون حزب الله "عيني عينك"!
*والسوريون والليبيون.. استفرد بهم الفيروس!
اختار المصريون الطريق الصعب من أجل إعادة بناء وطنهم على أسس جديدة ومتطورة.
لقد كنا جميعا ندرك.. أن برامج الإصلاح الاقتصادي التي قررنا تنفيذها تحتاج إلى صبر وجهد وقدرة حتى يتحقق لها النجاح.. ولعل هذا ما عبر عنه الرئيس السيسي يوم الأحد الماضي عندما وجه شكره للناس أجمعين لتكاتفهم وإرادتهم الصلبة التي تمثل صخرة قوية تتحطم عليها كافة التحديات .
وأشار الرئيس إلى أن وضعنا الاقتصادي بعد ثورة 30 يونيو عام 2013 كان يستلزم ضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات الصعبة التي لولا تحمل الشعب وثقته في نفسه وقيادته ما كانت لتؤتي ثمارها حيث حققنا إنجازات شهد بها العالم كله.
***
طبعا لم يكن ممكنا أو مقبولا.. أن يعود المصريون إلى تفككهم وتمزق صفوفهم لولا أنهم.. بادروا بعد ثورة 30 يونيو بالاتفاق على كلمة سواء .. هذه الكلمة التي كانت بمثابة دعوة صريحة وقاطعة للالتفاف حول القائد الرمز الذي أنهى بشجاعته وجرأته.. حكم عصابة استطاعت في غفلة من الزمان.. خطف الوطن بمن فيه.. ومن على أرضه..
لذا.. ونظرا لإيمان الجماهير.. بأن القائد الجديد لا يعرف سوى مصالحهم أولا وأخيرا.. فقد قرروا أن يكونوا معا.. وحوله.. حتى يتحقق له ولهم ما يريدون.. علما بأنهم وهو كيان واحد.. قوي البنيان.. ومتصل الوشائج والعلاقات.
***
وهكذا.. سارت ثورة الإصلاح الاقتصادي في أمان وقناعة.. وتضحيات مشتركة.
بينما الجميع مطمئن إلى أن ثمارها آتية لا محالة.. وأن نتائجها الإيجابية لابد وأن تتحقق..
وعندما بدأت هذه الثمار.. تلوح في الأفق.. حتى ازداد اليقين يقينا.. والإيمان إيمانا.. بأن الجماهير قد أحسنت الاختيار.. في نفس الوقت الذي أقسم القائد بينه وبين ربه.. وبينه وبين نفسه.. على أن يكون دائما.. حامي حمى الوطن وملبيا لرغبات وآمال أبنائه.. ومعبرا عن مشاكلهم وأزماتهم..!
وبمرور الوقت.. ثبت بكل الأدلة القاطعة أن النجاح يولد نجاحا.. والثقة تولد ثقة.. والتفاؤل يهيئ المناخ لمزيد من التفاؤل..
***
ثم..ثم.. شاء القدر.. أن يسطو على البشرية هذا الفيروس اللعين المسمى "كورونا".. فوجد الناس أنفسهم في وضع جديد يرسخ معاني ثقتهم في القائد.. فكان القرار المشترك بالحفاظ على الصحة.. والاستمرار في نفس الوقت في عمليات البناء والتعمير..
وتعالوا نذِّكر أنفسنا بأنفسنا حتى نتأكد أن نجاحنا في تطبيق برامج الإصلاح الاقتصادي الصعب والثقيل.. هو الذي مكنا من هزيمة هذا الفيروس بأقل الخسائر الممكنة..!
***
على الجانب المقابل.. فإن هذا المناخ نفسه هو الذي جعل صندوق النقد الدولي يوافق على منحنا قرضا إضافيا جديدا قدره 5,2 مليار دولار.. وذلك بفترة سماح عامين حيث يبدأ سداد الأقساط اعتبارا من شهر سبتمبر عام 2022.
تلك الموافقة في حد ذاتها.. وهذه التسهيلات في السداد.. ما كانتا يمكن أن يوافق عليهما الصندوق لولا قناعته بنجاح البرنامج المصري.
إنها ببساطة شديدة شهادة ضمان جديدة لاقتصادنا الواعد.
***
والآن.. دعونا نستعرض معا أحوال المصريين بعد إعادة فتح الأبواب.. ومعها كافة النشاطات الاقتصادية..!
واضح.. أن الغالبية من المواطنين مازالوا متخوفينمن ممارسة حياتهم بصورة طبيعية مثلما كانوا يفعلون قبل ظهور الفيروس..!
ها هي دور السينما شبه خالية.. أو بتعبير أدق.. معظم مقاعدها خالية.. والباقي لا يمثل سوى 20% من مجموع المقاعد.
نفس الحال بالنسبة للمطاعم والمقاهي والكافيتريات التي شهدت هي الأخرى تواجدا حذرا من جانب روادها الذينكانوا يصطفون في الماضي عبر طوابير انتظارا لمنضدة خالية.. أو "قعدة" سمر بين الأصدقاء.. أو بين الأقارب وبعضهم البعض..!
ومع ذلك يثور السؤال:
Xإلى متى تستمر تلك الظاهرة الجديدة..؟!
في رأيي أن هذا الحال لن يدوم طويلا.. إذ سرعان ما سيتدفق الناس لاسيما الشبان والشابات إلى مطاعمهم " وكافيهاتهم" المفضلة التي حرموا منها على مدى ثلاثة شهور كاملة..!
***
ثم..ثم.. نصل إلى محطة مهمة في هذا التقرير.. وأعني بها الإجازة الجديدة التي سيحصل عليها موظفو الحكومة اعتبارا من اليوم ولمدة ثلاثة أيام متتالية..!
هؤلاء الموظفون .. ألم يكونوا في إجازة بالفعلهربا من كورونا فهل تعبوا من طول الإجازة ليدخلوا في أخرى.. وهم مازالوا في طور الاستعداد.. لممارسة العمل بعد طول غياب..؟!
على أي حال.. إذا كانت الحكومة حريصة على راحة موظفيها.. فنحن نرجوهم.. ونلح في رجائهم بأن يكونوا بدورهم حريصين على مصالح مواطنيهم.
يعني نريد حسن معاملة.. وانضباطا في المواعيد.. وتسهيلا للإجراءات وليس تعقيدا لها..!
فهل يحقق الموظفون المحظوظون.. أمنياتنا التي بحت أصواتنا لكي تتحقق..؟!
***
ولأن الظروف هي التي تفرض نفسها.. فسوف نذهب من جديد إلى الصين.. الصين التي كانت محط اتهامات أحيانا.. ومثار إعجاب أحيانا أخرى.. جاءت بالأمس لتعلن أن فيروسا جديدا للإنفلونزا أشبهبإنفلونزا الخنازير قد بدأ يغزو البلاد وليس مستبعدا أن يتحول إلى جائحة..!
بالذمة.. هل هذا كلام..؟
وهل معقول أن تظل البشرية بأسرها متعلقة بعادات الصينيين وتقاليدهم.. وحبهم لتناول الحشرات ولحوم الحيوانات وأسماك البحار الغريبة..؟!
لا.. وألف لا..!
لابد وأن تتكاتف الشعوب حتى تحمي أبناءها من غزو فيروس آخر يمكن أن يصل بهم إلى مربع"الصفر" الذي كانوا عليه قبل كورونا..!
***
وبما أننا شعب محب للأصدقاء.. والجيران.. ومن تربطنا بهم علاقات متينة.. فنجد لزاما علينا التوقف أمام ثلاث دول عربية كم نتمنى لها الخير والازدهار.. والتقدم.
ولنبدأ بالسودان الجار والشقيق والذي تربطنا به من بين ما تربطنا أزمة مياه النيل..!
السودان.. الذي سبق أن ثار شعبه في مثل هذه الأيام.. وبالتحديد يوم 3 يونيو عام 2019 بعد أن توحدت كلمته ونادوا بالإصلاح.. هذا الشعب هو الذي دبت الخلافات بين صفوفه.. وظهر من يطالبون بتصحيح مثار الثورة..!
ورغم ذلك.. فإن ثمة استفسارات تدور في الرءوس:
Xهل انحرفت الثورة بالفعل عن مثارها ؟
Xما مظاهر هذا الانحراف؟
Xهل هناك قوى خفية هي التي تعمل على تأليب الناس ضد بعضهم البعض..؟
Xوإذا كان ذلك كذلك.. فما تلك القوى تحديدا..؟
إذا أجاب السودانيون أنفسهم على تلك التساؤلات بنوايا سليمة.. أصبح من حقهم أنيطالبوا بما يريدون المطالبة به.. أما إذا كانت هناك شبهة تدخلات محلية أو دولية.. فإن المسئولية الوطنية تحتم على الجميع أن يعودوا إلى توافقهم..واتحادهم..وإلا دخل القوم كلهم في دوامة لا يعرف مداها سوى الله سبحانه وتعالى..!
***
ومن السودان نتجه إلى لبنان.. هذا البلد الهادئ الوادع الذي تحول خلال العامين الماضيين.. إلى ساحات حرب.. واعتداء.. وكر وفر.. واغتيالات.. وسفك دماء.. أقول هذا البلد لم يعد أهله الآن يجدون كسرات خبز يقيمون بها أودهم..
نعم.. ليست تلك سخرية.. أو تهكما –لا سمح الله –بل إنها حقيقةموجعة.. فالعملة الوطنية أصبحت بلا قيمة تذكر.. واختفت من الأسواق .. وعدد العاطلين يتضاعف يوما بعد يوم.. ومعدلات التضخم اخترقت حدود المعقول واللامعقول..!
واللبنانيون بعد أن فاض بهم الكيل.. أصبحوا لا يخشون من سطوة وجبروت حزب الله.. فأخذوا يوجهون التهم "عيني عينك" إلى أمينه العام حسن نصر الله.. وكوادره وقياداته.. بأنهم وراء الكوارث التي تحل بهم والتي أصبحت تجثم فوق صدورهم آناء الليل وأطراف النهار..!
ومع ذلك .. فإن حزب الله يستمع إلى تلك الاعتراضات دون أن يتحرك.. بل بالعكس يزيد من عسفه.. وتطرفه ضد باقي أبناء الوطن المغلوبين على أمرهم..!
وبكل المقاييس.. بلد في هذا الوضع المؤسف يتعذر على حكامه وشعبه مواجهة فيروس كورونا الذي يستشري بينهم في تحدٍ ومغالاة وظلم ما بعده ظلم.
***
أيضا الحال بالنسبة للسوريين لا يختلف كثيرا.. فطالما أن البنية الأساسية مهترئة وممزقة..يجد الفيروس الأرض الخصبة لكي يعيث فيها فسادا كما يحلو له.. وقلوبنا معالأخوة السوريين الذين لا يجدون رعاية صحية ولا مستشفيات ولا مستوصفات ولا دواء.. ولا علاجا.. ولا أي شيء..!
***
وما يثير الأسى أكثر وأكثر.. أن الليبيين.. لا يتعلمون الدروس فرغم أن كل التقارير الدولية تشير إلى أن مصيرهم سيكون نفس مصير السوريين.. إلا أنهم مصرون على قتال بعضهم البعض.. بينما الفيروس يغتال أجسادهم قبل رئاتهم وقلوبهم..!
إلى هؤلاء الإخوة أيضا نقول:
نرجوكم.. نرجوكم.. لا تلقوا أنفسكم بأياديكم إلى آتون النار.. فهذا لا يقره دين ولا عادات .. ولا تقاليد ولا أي شيء..!
دماؤكم أيها السادة..حرام عليكم.. وعلى أهليكم.. وعلى أولادكم.. وعلى آبائكم وأمهاتكم.. فأفيقوا .. أفيقوا.. ومدوا أياديكم.. بالسلام لبعضكم البعض..!
***
و..و..وشكر