*دخلنا بقوة عصر التريليونات.. "تحرش إيه"!!
*المرتبات والمعاشات زادت.. وموازنتاالتعليم والصحة غير مسبوقتين
*احتياطياتنا 40 مليار دولار.. رغم أنف كورونا!
*أيها الأخوة في الإعلام والصحافة.. التقليد التلقائي.. انتهى زمانه
*النت..وسنينه!
*الحوت الأزرق والتيك توك.. والمحادثات الساخنة مسئولية الأب والأم!
*أردوغان.. ورقصة الموت الأخيرة!!
*هل تعرف حكاية "النحلة" التي تسببت بنفسها في هدم عشها..؟!
تخطو مصر خطوات واثبة إلى آفاق الازدهار والتفوق.. وهي خطوات لا تتم من فراغ.. بل تحتاج إلى عمل دائب.. وحركة نشطة.. وعقول ناضجة متفتحة.. وسواعد فتية.. لكن ما يثير الدهشة والعجب.. أن الرأي العام لا يحاط علما بكل هذه الميزات.. أو الأعمال.. أو النجاحات.. المتتالية..!!
نعم.. الناس ترى بعيونها ما يجري وتلمس عن قرب التجارب التي لابد أن تستهويها.. فتتوقف أمامها في إمعان.. وتأمل.. ومحاولات للمقارنة بين الماضي والحاضر..!
لكن أين الإعلام.. والصحافة..؟!
للأسف.. الكل تأتي عليهم أيام ينشغلون فيها بأحداث فردية غير سوية فيتم التركيز عليها على أنها قضية القضايا..!
***
مثلا حكاية هذا الشاب المتهم بالتحرش الجماعي..!
هل معقول أن جميع القنوات التليفزيونية الأرضية والفضائية شغلهم الشاغل حكايات منها ما هو قديم وبالتالي فقد مضمونه أو محتواه.. ومنها ما يتعمد البعض اتخاذه كوسيلة خبيثةلإثارة مشاعر الناس أو جذب انتباههم حتى ينصرفوا عما هو أهم وأجدى نفعا..!
إنها بكل المقاييس واقعة فردية.. أو حتى إذا افترضنا أنها متكررة .. هل تستحق كل هذا الأخذ والرد.. و"اللت والعجن".. وكأن مصر ليست لديها ما ينبغي الحديث عنه سوى تلك السلوكيات الطفولية المنحرفة..؟!
***
يا سادة.. ألا تعلمون.. أن مصر الجديدة ربما دخلت لأول مرة عصر التريليونات من خلال الموازنة العامة الشاملة التي تضمنت بنودا واعتمادات.. بمليارات الدولارات.. عكس ما كان يحدث في الماضي..!!
وحتى تكون الأمور أوضح لماذا نغفل عن المرتبات التي زادت.. والمعاشات التي ارتفعت بنسبة 14% وهي نسبة ليست بسيطة أو هينة..؟!
أنتم لا تتصورون.. كيف ارتسمت بسمات السعادة على وجوه هؤلاء الرجال والسيدات الذين امتدت بهم سنوات العمر.. وهم يحملون بين أياديهم مبالغ تتراوح ما بين السبعين أو الثمانين جنيها.. والألف جنيه دفعة واحدة.. فهذه المبالغ سوءا كثرت أو قلت.. فسوف تغطي بعض الاحتياجات الأساسية في حياتهم..!
نفس الحال بالنسبة لموظفى الحكومة وقطاع الأعمال الذين باتوايجدون تقديرا واهتماما من جانب الدولة.. والتي أصبحت تنظر إليهم كأدوات منتجة وليست عناصر لا وزن ولا قيمة لها..
أيضا.. لقد جاءت علينا أيام انخفض فيها حجم احتياطياتنا من النقد الأجنبي.. وكان لابد أن ينخفض بسبب فيروس كورونا وما تسبب فيه من تعطيل أو وقف عجلة الاقتصاد.
***
ثم.. ثم.. دعونا نذكر أنفسنا بأنفسنا ونطرح سؤالا مهما:
ألم نكن نعاني على مدى عقود وعقود من انهيار العملية التعليمية.. ومن انحدار الرعاية الصحية إلى أدنى مستوياتها..؟
نعم.. وألف نعم..!
إذن عندما ترصد الدولة في الموازنة العامة لهذا العام وأعني به 2020/2021 مبلغ 258,5 مليار جنيه للصحة بزيادة قدرها نحو 83مليارا عن العام الماضي.. ألا يستلزم ذلك أن نتوقف جميعا لنحلل ونقارن.. وندعو الله بينناوبين أنفسنا.. أن يزيد ويبارك..؟
أين نحن الآن.. منسنوات كانت كل الاعتمادات المالية لموازنة الصحة.. لم تصل إلى مربع المليار.. مما أدى بطبيعة الحال إلى تفشي الأمراض المعدية وغير المعدية وحرمان الغالبية العظمى من العلاج بما فيه الدواء..؟
إن هذه الطفرة سوف تساعد على تقديم رعاية صحية لا نقول متميزة لكنها مقبولة على أسوأ تقدير.
ولعل الموقف لا يختلف بالنسبة للتعليم الذي وصل خلال فترة زمنية معينة إلى الحضيض بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. حيث لم تكن هناك مدارس تستوعب التلاميذ ولا مدرسون ولا نشاطات رياضية واجتماعية مما فتح الأبواب على مصاريعها للدروس الخصوصية وأباطرتها التي استهلكت من دخل الأسرة المصرية الكثير والكثير.
من هنا.. عندما يخصص للتعليم فقط مبلغ 363,3 مليار جنيه بزيادة قدرها14,8% عن العام الماضي.. فذلك يحتم أن ننهج نفس النهج الذي اتخذناه فيما يتعلق بالرعاية الصحية.
قطعا.. كلنا عانينا بل ومازلنا نعاني من انخفاض مستوى التعليم.. ومن المشاكل الصارخة.. التي مازال يئن منها حتى الآن ملايين الطلبة وأولياء أمورهم مثل تلك الثانوية العامة وبالتالي عندما تبزغ شمس المعرفة لندخل مرحلة جديدة.. نحاول أن نصل خلالها إلى ما وصل إليها.. من ليسوا أفضل ولا أحسن منا.. فلابد أن نشد بأيادينا على أيادينا باعتبار أننا أصحاب المصلحة الحقيقيون.. ولا أحد سوانا.
***
وهكذا.. فليسمح لي الأخوة في الإعلام والصحافة.. أن أكرر ما سبق أن ذكرته.. وأقول إن خطواتنا المبهرة نحو المستقبل لا تجد الاهتمام والتركيز.. والترويج مثلما تجده لعبة الكرة الشراب في الحواري والأزقة..؟
أيها الأخوة.. أو أيها الزملاء.. إن أسلوب التقليد التلقائي قد انقضى زمانه.. وأحسب أنه لن يعود ثانية..!!
يعني.. لابد من الاتفاق على أسس واضحة ومحددة تقوم عليهاسياسة الإعلام والصحافة في مصر دون تدخل الدولة.. وبلا رقابة.. وبلا توجيهات.. وبلا.. وبلا..!
هذه الأسس تكمن في توصيل المعلومات المهمة والمفيدة والإيجابيةللمتلقي على اختلاف نوعيته.. لذا أنا لا أتصور أن يمر مشروع الموازنة العامة هذا بكلضخامته وأبعاده مرور الكرام.. بينما نعيد ونزيد في حكايات التحرش الجنسي.. وكأن المجتمع كله تحول إلى كائنات تعيش على شهوة الجسد ليس إلا..!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن هذه الشبكة العنكبوتية اللعينة المسماة بالنت قد أصبحت أم المشاكل..!
لقد ترك الآباء والأمهات التليفونات المحمولة وأجهزة الأي باد.. في أيادي أبنائهم وبناتهم الصغار ومنهم للأسف من لم يتعدوا الرابعة من العمر..!
تركوها.. لكي تتفرغ الأم للتحدث مع صديقاتها أو التنزه معهن.. أو مشاركتهن في سهراتهن.. وبعد ذلك فليذهب الأطفال للجحيم.
أما الأب فلا يريد عندما يدخل من باب البيت.. أن يتكلم مع أحد.. أو يكلمه أحد..!
لذا.. ما أن يطلب منه الصغار تليفونه حتى يسارع بتلبية طلبهم.. ثم يذهب يغط في نوم عميق..!
وفجأة تفيق الست هانم.. أو "الأستاذ".. على حادث موجع راح ضحيته الابن أو الابنة بعد ممارستهم للعبة.. التيك توك.. أو الحوت الأزرق أو..أو..!!
وفي أحسن الظروف.. يفاجأ الأبوان أو ربما لا يفاجآن بشرطة الآداب تلقي القبض على أبناء الخامسة عشر عاما.. بتهمة ممارسة الفسق والفجور عبر شاشات النت..!
بالذمة هل هذا كلام..؟
لا تقولوا لي إن الحكومة مسئولة عن الرقابة والمتابعة.. ثم الحساب والعقاب..!
أبدا.. أبدا.. إنها مسئولية الأب والأم في آن واحد.. مسئولية من أغفلاممارسة أهم واجباتهما الأساسية.. أو تغافلا عن أشنع الأفعال.. وأبلغها حرجا.. وآخرها إقدام هذا الطفل على تعليق نفسه بحبل يتدلى من سقف حجرة نومه حتى فارق الحياة شنقا..!
الآن تحرك المجلس القومي للطفولة مطالبا الآباء باليقظة تجاه أبنائهم وبناتهم..!
هذا كلام جميل.. وطيب.. لكن دعونا في النهاية نتساءل:
من يقرأ.. ومن يسمع..؟!
وتلك في الحقيقة الطامة الكبرى.
***
والآن دعونا نتعرف على آخر تصرفات الأخ "غير الطيب" أردوغان التي يصر من خلالها على استفزاز الليبيين وجيرانهم.. بل والمجتمع الدولى كله..!
لقد دفع هذا الوالي العثماني الزائف بطائرات من طراز اليوشن ذات الحجم الكبير محملة بالأسلحة والذخائر.. من بلاده إلى العاصمة الليبية طرابلس.!
وما أن هبطت الطائرات في المطار حتى كانت أجهزة إعلامه تردد.. بأن الجيش التركي يستعد للمعركة الفاصلة للاستيلاء على سرت والجفرة حيث النفط الغزير الذي يضع عينيه عليه منذ أن فكر في عملية الغزو الخسيسة..!
ولم يكتف بذلك.. بل زج بأعداد كبيرة من الدواعش للقيام بعمليات إرهابية في محيط العاصمة طرابلس..!
وهكذا يكون الحاكم الإرهابي كمن يرقص رقصة الموت الأخيرة.. وعندئذ لن يجد من ينقذه أو حتى يستمع إلى صرخات جنوده ومرتزقته..!
هل يعرف أردوغان أنه بهذه التصرفات المستفزة إنما يفعل مثل "النحلة" التي تتسبب في تدمير عشها بأياديها بعد أن أمضت شهورا وأياما في بنائه..؟!
ذلك ما سينتهي إليه مصير أردوغان عندما يتخلى عنه المؤيدون قبل المعارضين.. والحلفاء قبل الأعداء.. وتلك عاقبة كل خوان.. معتدٍ.. أثيم..
***
مواجهات
*خبر سار جدا.. د.محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس للصحة والوقاية قال لي وقد بدت أسارير الفرحة ترتسمعلى وجهه:
الحمد لله .. "لميناالفيروس"..!
ها هو ينسحب رويدا.. رويدا.. وها هم الناس ملتزمون.. بتطبيق الإجراءات الاحترازية لنخرج بالفعل من المعركة بأقل الخسائر..
إنها مصر.. التي يحميها الله برعايته وعنايته.. ويزيدها من فضله أولا بأول.
***
*سبحان الله العظيم.. كله بأمره..!
لكن من يعتبر.. ومن يتعظ.. ومن تكون الحياة زيادة له في كل خير والموت راحة له من كل شر..؟!
***
*القلوب الصافية.. ليس ضروريا أن تضمها أجساد نقية طاهرة.. فكم من شرايين ممزقة لديها القدرة على حماية الدماء طوال تدفقها بين ثناياها لا بشيء إلا لأنها تعرف جيدا حقيقة الفرق بين النور والظلام.
***
*بالله عليه ألا يخجل من مظهره وهو يقف أمام المرآة أنه ولد وعاش وسيموت وهو "روبابيكيا"..؟!
***
*من ارتضى أن يبيع نفسه للشيطان.. فلا خير منه ولا نفع فما بالك بمن سلم نفسه طائعا مختارا ذليلا.. لدويلة ترعى الإرهاب وتحرض على سفك الدماء الزكية الغالية..؟
***
على آخر الزمن .. يصبح "العمود الصحفي" مرتعا للعجزة والفاشلين.. والمطرودين من كل ركن من أركان عالم "اقرأ باسم ربك الذي خلق"..؟!
***
*هناك كاتب يقرأ له الملايين.. وهناك كاتب تلعنه الملايين.. ومع ذلك فإن الأول يحرص على أن يقدم كل يوم أحلى عصارة فكره أما الثاني.. فيصر على "قريفة"الناس ومضايقتهم بفكره السقيم وأسلوبه المضحك.!
***
*الدنيا زاخرة بمن يتفنون في ارتداء ثيابالرياء.. الذين يزيد عددهم يوما بعد يوم..
تُرى لماذا..؟
الإجابة ببساطة.. لأن النقاء أصبح عملة نادرة والوفاء نعمة اختص بها الله سبحانه وتعالى عباده الصادقين المخلصين.. وهؤلاء للأسف قليلون..!
***
*والآن نأتي إلى حسن الختام..
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعر المصري الراحل علي الجارم:
بسمت تتيه مدلة بصباحها
يعبث عقدها بوشاحها
نهبت من المسك الفتيق سواده
موتورا على أنفاحها
وتزينت بحلى الكواكب مثلما
الحسناء في أفراحها
أرخى غدائرها الحياء كأنها
تخلط لينها بجماحها
هي ليلة مزج السرور صباحها
ومساءها بصباحها
نور الملائك من سني ضيائها
جنان الخلد من أرواحها
نشرت جناح السلم يخفق بالمنى
الدنيا لخفق جناحها
ومضى بها شبح الخطوب مفزعا
لقينا الويل من أشباحها
فتنت بصفحتها القلوب فهل رأت
لون صفحتها عيون ملامحها
لو أنها عادت فكانت روضة
***
و..و..وشكر