*العشوائيات التي كنا نخجل أو نغضب منها تحولت إلى أحلى مظاهر الافتخار.. وأروع طاقات الأمل
*تأكدوا.. أن منابع مهمة من منابع الجريمة ستتوارى.. بل ستختفي تماما
*الحكاية ليست منازل أنيقة فقط.. بل المهم.. ذلك التغيير الكامل في نفوس سكانها
بالفعل كم كنا نخجل ونغضب أيضا.. ونحن نرى الصديق قبل العدو.. وهو "يعايرنا" بتلك الظاهرة الموجعة التي فرضت نفسها علينا فرضا.. وسط مجتمع طالما تمنينا أن يكون آمنا.. سالما.. متآخيا.. مزدهرا..!
***
ولا يستطيع أحد بطبيعةالحال أن يستشعر الفرق بين أطلال الظلام.. والظلم.. والحقد.. والحرام إلا من عاصر ما كانت تسمى بالعشوائيات والتي انتشرت في ربوع البلاد وبين ساحات النور والأمل.. والنظرة المتفائلة والبسمة التي عادت لآلاف الوجوه بعد طول غياب والتي أصبحت تمثل واقعا جميلا طيبا.. نراه بعيوننا.. ونلمسه بأيادينا..!
***
لم يكن في وسعنا أن نعترض.. أو نعاتب.. أو نخوض معارك مع الذين تخصصوا في نقل صورمن الحياة داخل أكشاك.. أو خيام.. أو مدافن لأننا نعرف أنها انعكاس لواقع أليم يعيشه أخوة وأحباء.. وأمهات.. وأبناء وبنات رغما عنهم.. حيث تعذرت البدائل.. وأصبحت الأرض تضيق بمن عليها يوما بعد يوم..!
كل ما هنالك.. أننا لم نكن نتمنى أن تعرض تلك الصور على شاشات التليفزيونات في أوروبا..وأمريكا.. لأنها أولا وأخيرا تمس صميم فؤادنا وتودي بسمعة وطن ندرك تماما أنه وجميع أبنائه لا يستحقون أن يكونوا مواد للتشهير أو السخرية.. أو التهكم.. أو..أو.. أو للمقارنة بينهم وبين من كانوا يهيمون على وجوههم.. بغير مأوى.. وبغير أردية تغطي أجسادهم بل وبغير مصادر مضمونة للطعام والشراب.. ثم شاء القدر..أن ينتقلوا إلى صفوف الأغنياء.. والمرفهين.. والذين جاءتهم "النعمة" دون توقع.. وبلا جهد أو تعب..!
***
من هنا.. نحمد الله سبحانه وتعالى أننا عشنا لنرى هذه الطفرة الحضارية الهائلة.. والتي عبرت بأهل العشوائيات والقبور.. إلى آفاق الخير والجمال.. ومنافذ الهواء.. النظيف الكثيرة والمتعددة..!
نحن مطالبون بيننا وبين أنفسنا بأن نذكر ونتذكر كيف كانت تلك العشوائيات مرتعا لشتى أنواع الجرائم من أول الإرهاب وحتى زنا المحارم.. مرورا بالسرقة والاغتصاب.. وتربية القرود التي اتخذوا منها وسيلة لكسب الرزق.. وبالتالي عاشت معهم في يقظتهم ومنامهم.. تقاسمهم ويقاسمونها وجبتي الإفطار والعشاء.. لتصبح مصدرا من مصادر نقل الفيروسات والميكروبات..!
***
الآن.. لابد وأن تغمرنا مشاعر الافتخار والسعادة وراحة البال.. ليس بسبب هذه البيوت الأنيقة وبما فيها من أثاث.. لكن لأن جرائم عديدة لن تجد من يقدم على ارتكابها.. مثل الإرهاب بعد أن فقد من كانت تحركهم أحاسيس الحقد والكراهية والتطرف والرغبة العارمة في الانتقام.. وأيضا السرقة.. والاغتصاب.. وزنا المحارم والتي كان الدافع لمرتكبيها.. هذا التكدس البشري وتلك الأجساد المتلاطمة التي يمضي أصحابها الليل والنهار.. يفكرون في وسيلة للخلاص مما هم فيه.. فلا يجدون..!
***
يعني.. الأبعاد متكاملة.. والأهداف متصلة.. مما يؤكد سعة أفق صاحب القرار.. وإلمامه عن علم وفهم.. بخبايا هذا المجتمع.. وأسراره.. وقدرته الفائقة على مواجهة التحديات .. ثم..ثم.. رفع رايات النصر..!
***
و..و..وشكرا
***