*وجاءت ساعة الحسم مع تداعيات كورونا!
*الأوروبيون مختلفون حول صندوق الإنقاذ..والأمريكان يشكون من زيادة أعداد المصابين والموتى..!
*نحن في مصر.. تكفينا إشادة المؤسسات الدولية لنزداد اعتزازا وتقديرا لبعضنا البعض
بينما تحتد الخلافات بين دول أوروبا.. حول اقتصاد ما بعد كورونا.. وفي الوقت الذي تشهد فيه ولايات أمريكية عديدة مظاهرات عارمة احتجاجا على سوء التعامل مع الأزمة التي خلفها الفيروس العنيد.. نجد مؤسسات اقتصادية عالمية كثيرة تشيد بحسن أداء مصر طوال أيام الأزمة التي استمرت أكثر من 100 يوم وهو أداء اتسم بالسرعة وبالتروي في آن واحد.. وفي استخدام القرض الإضافي الذي حصلت عليه من صندوق النقد استخداما جيدا.. مما أسهم في الحفاظ على احتياطي النقد الأجنبي عكس بلدان كثيرة أخرى تعرض اقتصادها لهزات عنيفة وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية بجلالة قدرها..!
طبعا حينما تقول راما كريشنان رئيس بعثة الصندوق الدولي لمصر إن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي نفذته كانت له آثاره الإيجابية مما وضع هذا البلد في موقف قوي لمواجهة كورونا.
أقول إنه حينما يصدر هذا التصريح من جانب أحد كبار المسئولين في صندوق النقد فلا يمكن القول إنه ينطوي على شبهة مجاملة واحدة بل هو إقرار لأمر واقع.. طالما سعينا إليه وتمنيناه.
***
على الجانب المقابل انظروا ماذا جرى في اجتماعات القمة الأوروبية التي انعقدت في بروكسل للاتفاق أو لمحاولة الاتفاق على إنشاء صندوق للإنقاذ لمواجهة تداعيات الفيروس .
مثلا لقد اتفق الزعماء في بادئ الأمر على تخصيص 500 مليار يورو للدول التي أضيرت ضررا بالغا بشرط أن تتعهد بإجراء إصلاحات اقتصادية جذرية تشرف على تنفيذها المفوضية الأوروبية غير أن كلاً من إيطاليا وإسبانيا رفضتا هذا الشرط رغم احتياجاتهما الماسة لأكبر قدر من اليوروهات بعد أن أصابهما ما أصابهما.. وإن كانتا قد اضطرتا في النهاية إلى الخضوع والاستسلام بعد الوساطة التي قامت بها إنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا والتي تصادف عيد ميلادها ثاني أيام الاجتماعات والتي قالت مازحة وهي تتسلم الهدايا من زملائها إن أجمل هدية بالنسبة لي هي أن يتم اتفاق سريع يرضي الجميع حول صندوق الإنقاذ.
***
أما بالنسبة للأمريكان.. فإنهم في حالة ثورة مستمرة بسبب أعداد المصابين.. وفي حالات الوفاة أيضا..
لقد انعكست هذه الثورة على هجوم ضارٍ ضد الرئيس ترامب الذي يتهم بتهاونه في مواجهة كورونا.. الأمر الذي تسبب في تراجع شعبيته قبل نحو أربعة شهور من الانتخابات التي سيخوضها من أجل الفوز أو محاولة الفوز بفترة رئاسية جديدة.
***
باختصار شديد هذا هو حال العالم أو جزء من العالم متمثل في أوروبا وأمريكا.. ناهيك عما تشهده دول أخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية .. مثل اليابان.. وإيران.. وكورويا الجنوبية.. والمكسيك والبرازيل.. وغيرها.. وغيرها.. لكننا والحمد لله نخرج من المعركة بأقل قدر من الخسائر.. ولعل هذا ما نلمسه بأنفسنا.. فالأسعار والحمد لله لم ترتفع لأن معدلات التضخم أمكن السيطرة عليها.. ولا الامتحانات تعطلت.. ولا نسبة النمو انهارت لا قدر الله.. بل يتوقع خبراء الاقتصاد زيادتها خلال الشهور القادمة..
وها هو عيد الأضحى على الأبواب.. وقد حرصت الحكومة على توفير اللحوم بأسعار متهاودة كما بادرت بصرف مرتبات الموظفين ومعها المعاشات قبل موعدها بأيام عديدة تخفيفا للأعباء التي تفرضها مثل تلك المناسبات..
نعم.. مازالت بعض الفئات تعاني من آثار الفيروس.. لكن هؤلاء شأنهم شأن نظرائهم في شتى بلدان العالم.. مثل أصحاب المطاعم وعمالها.. والكافيتريات والمقاهي.. وصالات الجمينزيوم ودور السينما والمسرح.. حيث إن الإجراءات الاحترازية حددت أعداد من ينبغي تواجدهم في تلك الأماكن وهي إجراءات يتعذر التخلي عنها لأنها تمس صحة البشر.. وإلا عاد الجميع إلى مربع صفر من جديد.
***
على أي حال.. سيظل برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر خير شاهد وأبلغ دليل أمام العالم كله على أن الإرادة من أهم مفاتيح النجاح.. والصبر يجلب الخير.. لاسيما إذا توحدت الجهود.. وتلاحمت الصفوف.. وتوثقت عرى التعاون بين أفراد المجتمع وبعضهم البعض.
***
و..و..وشكرا
***