*حقا.. رب ضارة نافعة
*موسم حج.. خالٍ من الكورونا..
تجربة مفيدة.. للأعوام المقبلة
*أما الجالسون في البيوت هنا.. يكفيهم.. ترسيخ مشاعر المودة والمشاركة الوجدانية
*.. ثم..ثم.. العمالة المؤقتة عندنا بدأت مشاكلها في الحل.. لكن ماذا عساهم فاعلين مع مصارعي الثيران؟!
حينما يمر موسم الحج.. دون ظهور حالة إصابة واحدة من فيروس كورونا.. تُرى هل يرجع السبب إلى العناية الإلهية الكريمة.. أم هناك أيضا حسن الأخذ بالأسباب التي تمثلت في تنفيذ الإجراءات الاحترازية بأعلى قدر من الدقة والاهتمام..؟!
*غني عن البيان.. أن الله سبحانه وتعالى حينما شرع الحج كركن خامس من الإسلام.. فقد فتح الطريق أمام الناس لكي ينفذوا تعاليمه.. ويلتزموا بما أمرهم به من مناسك.. في نفس الوقت الذي يطالبهم فيه بالعمل والتعاون.. والتآزر.. لا أن ينفصلوا عن مجتمعاتهم.. مكتفين بما مارسوه خلال رحلتهم المقدسة..!
***
من هنا.. يتبين أن أي نشاط لابد أن يكلل بالنجاح إذا توفرت له عناصر الجدية.. والمثابرة.. والغيرية.. وها هو الدليل أمامنا.. من حيث محاصرة فيروس كورونا.. وسط مجتمع من البشر كانوا يتحركون في توقيت واحد.. ويؤدون بعض الصلوات في جماعة.. ويطوفون بالبيت العتيق سويا دون أن يتمكن هذا الفيروس من أي منهم بفضل الله سبحانه وتعالى.
إذن.. كم نتمنى أن نأخذ من تجربة حج هذا العام درسا وعظة للمستقبل..!
وبفضل الله ورعايته وكرمه.. سوف يكون العام القادم خاليا من كورونا.. وأيضا سترفع القيود عن الراغبين في أدائه وبالتالي قد يصل عددهم كما كان من قبل إلى مليوني ونصف مليون حاج.. أو ثلاثة ملايين..!
وتطبيقا لنفس القواعد.. وسيرا على ذات النهج.. يكون المسلمون قد وصلوا إلى غايتهم الكبرى التي طالما تمنوا تحقيقها.. وهي موسم حج خالٍ من الأمراض..
***
وهكذا.. رب ضارة نافعة.. فبقدر ما عانينا من كورونا.. إلا أنه أفادنا في مواجهة الصعاب بفكر مستنير.. وأداء متميز.. بالضبط مثلما أمضينا إجازة عيد الأضحى في هدوء.. وبلا ضجيج.. وبدون تزاحم على شواطئ النيل.. أو البحرين المتوسط والأحمر.. واكتفينا باستقبال الأهل والأقارب داخل بيوتنا في مودة.. وحب متبادلين..!
***
استنادا إلى تلك الحقائق فالسؤال الذي يثور:
لماذا تفوقنا على شعوب كثيرة ربما كان لديها إمكانات أكثر من إمكاناتنا.. أو استعدادات تماثل نفس استعداداتنا؟
الإجابة ببساطة:
إننا منذ البداية.. أخذنا الموضوع مأخذ الجد.. حيث وضعت الحكومة خطة محكمة للمواجهة بالعلم والعمل دون الدخول في مساومات أو مزايدات مع الفيروس عكس البعض الذين كانوا ومازالوا حتى الآن يضعون بروتوكولا علاجيا من بنات أفكارهم ثم سرعان ما يغيرون بنوده بعد أيام قلائل.. ويبدو أن "الفيروس" كشف قلة حيلهم.. فاستمر في مراوغتهم حتى الآن..!
الأهم.. والأهم.. أن الدولة راعت صحة مواطنيها ووضعتها في المرتبة الأولى في نفس الوقت الذي استمرت في نشاطاتها الاقتصادية حفاظا على مصالح هؤلاء المواطنين أنفسهم.. فجاءت النتيجة مشرفة والحمد لله.. ومرضية.. بل تدعو للافتخار والابتهاج..
ويكفي هنا أن أسوق لكم مثلا:
المحلات.. والمطاعم.. والكافيتريات بعد أن دبت فيها الحياة من جديد.. توارت مشاكل أو جزء كبير من مشاكل العمالة المؤقتة.
أما في بلد مثل إسبانيا فقد يدهشك أنهم حائرون في إيجاد حل لفئة من المواطنين.. هي فئة مصارعي الثيران.. الذين تقول منظمة الصحة العالمية.. إنها مهنة تساعد على نشر الفيروس.. بينما أصحاب القضية الأصليون يصيحون ويستغيثون قائلين: نريد خبزا ولبنا لأبنائنا الذين يتضورون جوعا..!
***
الحمد لله.. على ما نحن فيه.
***
و..و..وشكرا
***