مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 06 أغسطس 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*وداع طيب للثانوية العامة.. وشهادة نجاح للدولة والوزير

*هزيمة قاسية للدروس الخصوصية.. ومعها كورونا

*نعيمة البحرينية وإشادة مسبقة بالمنظومة الصحية في مصر

*دقات الأجراس تعيد الحياة للكنائس.. وفي انتظار صلاة الجمعة

*أحلام أردوغان باستعادة إمبراطورية أجداده تلقى هجوما شرسا من جانب كل الليبيين

*الجزائريون يتهمون الإخوان بحرائق الغابات ونقص السيولة.. واختفاء السلع

*وفي تونس.. كل الكتل السياسية ترفض ائتلافا يشارك فيه حزب النهضة

*الديمقراطيون يتحدون ترامب.. بنائبة رئيس سوداء!!

انتهى شبح الثانوية العامة.. إلى غير رجعة وبذلك تختفي مشاعر التوتر والقلق من الأسر المصرية على اختلاف أنواعها وأشكالها.. بعد أن تم وضع نظام جديد يتمثل في تطوير شامل للعملية التعليمية في مصر..!

ولقد ودعت الجماهير آخر ثانوية عامة وداعا طيبا وشهدوا من خلاله على نجاح الحكومة في عقد امتحان هذا العام الذي شارك فيه ما يقرب من 650 ألف طالب وسط ظروف صعبة.. تسبب فيها فيروس كورونا.. بلا مشاكل ودون ضجيج.. أو زعيق.. أو..أو.. غش!!

ولقد أدى هذا المناخ الجديد.. إلى إلحاق الهزيمة القاسية بالدروس الخصوصية التي يمكن القول إنها لن تقوم لها قائمة بعد الآن.. لاسيما وأن غالبية الذين أحرزوا المراكز الأولى لم يعرفوا الطريق إليها.. ولم يتعاملوا مع ما كانت تسمى بـ"السناتر".

في نفس الوقت تم تضييق الخناق على فيروس كورونا الذي كان يتصور أنه قادر.. على منع الامتحانات.. أو على الأقل تأجيلها.. فإذا بالشعب المصري يخيب آماله.. ورجاءه..!

*** 

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تعيين الدكتورة نعيمة حسن القصير البحرينية الجنسية ممثلا للمنظمة في مصر خلفا للدكتور جون جور.

وفور صدور قرار تعيينها أعربت عن سعادتها وحماسها لتولي منصبها في مصر لاستكمال ما تم إنجازه لتحقيق مبدأ الصحة للجميع وتعزيز الأمن الصحي من أجل رخاء ورفاهية جميع المصريين دون تمييز.

وهكذا فإن برنامج الإصلاح الصحي الذي تطبقه مصر يلقى دويا هائلا في الأوساط العلمية.. والدولية.. سواء أكانت منظمات حكومية.. أو شعبية.. لأنه برنامج يقوم بالفعل على قواعد ثابتة من الإدراك السليم.. وحصر شامل للإيجابيات والسلبيات.. وهذا بطبيعة الحال سر النجاح.

*** 

على الجانب المقابل.. فإن الحياة التي بدأت تدب في كافة الأنشطة الاجتماعية والسياسية والدينية.. أخذت تحظى بتقدير المصريين عن بكرة أبيهم.. ولقد تجلى ذلك من بين ما تجلى.. في عودة دقات أجراس الكنائس بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لميلاد البابا الراحل شنودة الثالث الذي كان يتمتع بتقدير بالغ من جانب فئات الشعب المصري وليس الأقباط فقط.

وراعت الكنيسة تطبيق الإجراءات الاحترازية بحيث لا تتجاوز نسبة الحاضرين للجلسات الأسبوعية الـ25% من سعة الكنيسة الواحدة فضلا عن وجود فاصل بين كل شخص وآخر بمساحة متر ونصف المتر من جميع الاتجاهات.

ويحسب للأخوة الأقباط أنهم نفذوا تلك الإجراءات بالدقة الواجبة وبالانضباط الكامل.

ولعل عودة النشاط للكنائس.. يولد الأمل في إعادة صلاة الجمعة بجميع المساجد في مصر مع تطبيق نفس الإجراءات الاحترازية..

ولنتأكد جميعا أن الناس الآن أصبح لديهم أكبر قدر من المسئولية تجاه أنفسهم وتجاه غيرهم وبالتالي فإنهم سيكونون أكثر حرصا على توفير شتى أساليب الحماية الخاصة والعامة..!

*** 

وبديهي ألا يمر هذا التقرير دون الإشارة إلى ما يرتكبه سلطان الندامة الملقب برجب طيب أردوغان في حق شعبه أولا.. وفي حق جيرانه.. بل وفي حق المجتمعالدولي كله لاسيما في ظل التصريحات الاستفزازية التي يطلقها بين كل آونة وأخرى..!

مثلا عندما يقول إنه جاء إلى ليبيا لاسترداد إمبراطورية أجداده العثمانيين بعد 500 عامفلابد أن يثير غضب الليبيين كل الليبيين.. بمن فيهم من ينتمون إلى حكومة فايز السراج نفسه التي تربطها علاقات مشبوهة بأردوغان..!

لقد أعلن هؤلاء استنكارهم لنوايا الرئيس التركي.. ورغبته في السيطرة على ثرواتهم.. بما فيها من نفط وغاز.. فما بالنا إذن بمؤيدي الجيش الوطني ومجلس النواب.. الذين أخذواالعهود على أنفسهم بقطع دابر كل من يطمع في أراضيهم.. وتلقينه درسا لن ينساه أبدا..!

*** 

ومن ليبيا.. ننتقل إلى الجزائر ثم تونس.. وكلها بلدان تنتمي إلى المغرب العربي وتربطها  بلاشك- مصالح خاصة.. بل وآمال وتطلعات مشتركة..!

نحن نعرف أن الجزائر تعاني في الآونة الأخيرة من مشاكل وأزمات لا حدلها.. فالحرائق تشتعل في الغابات دون أن يعرف لها سبب واضح ومحدد.. والسيولة المالية في أدنى درجاتها.. والسلع بكافة أنواعها غير متوفرة فهل هذا كله يمكن أن يأتي في وقت واحد..؟!

هذا ما حدث بالفعل مما دفع بالجزائريين إلى توجيه أصابع الاتهام إلى جماعات الإرهاب التي تريد أن تعود إلى ممارسة سلوكياتها الدنيئة مستترة وراء صور وأشكال زائفة..!

أيضا الموقف لا يختلف كثيرا في تونس.. فبعد تكليف هشام المشيشني بتشكيل الحكومة الجديدة.. بادرت جميع الأحزاب والكتل السياسية بلا استثناء بإعلان عدم الدخول في ائتلاف تشارك فيه حركة النهضة الإخوانية التي يتهمونها بأنها وراء الأزمات التي عاشتها البلاد في السنوات الأخيرة. وهكذا أصبحت عصابة الإخوان محل استهجان ورفض في بقاع شتى من العالم العربي والعالم الإسلامي.. ورغم ذلك فمازال قادتها يكابرون ويلفون ويدورون لكن فليعلموا أن زمانهم قد انتهى إلى غير رجعة مهما بذلوا من محاولات أو مارسوا من ألاعيب..!

*** 

أخيرا.. أدعوكم لنعبر سويا المحيط الأطلنطي متجهين إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تشهد حاليا معركة الانتخابات الرئاسية بكل حدة.. وكل عنف.. وبعيدا عن أية معايير... منطقية..!

الرئيس ترامب رغم تأكيده كل يوم بأنه الفائز الذي لن ينافسه منافس.. إلا أن اتهاماته الصريحة المسبقة بتزوير الانتخابات مازالت تسيطر على خطابه الجماهيري..!

أما الديمقراطيون أعداؤه الألداء.. فقد توصلوا إلى صيغة يرون أنهم يستطيعون من خلالها إلحاق الهزيمة بالمرشح الجمهوري.. هذه الصيغة تقوم على أساس اختيار امرأة سوداء.. لتكون نائبة للرئيس المرشح.. جو بايدن..!

طبعا.. لا يخفى عن الأذهان.. أن أحداث التفرقة العنصرية تطغى حاليا على المجتمع الأمريكي بصورة غاضبة ومثيرة وبالتالي فإن اللعب بأوراقها يمكن أن يأتي بالنتيجة المطلوبة.. لمرشح ما.. ولحزب بعينه.. فهل تتحقق المعادلة الصعبة..؟!

*** 

و..و..وشكرا