مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 08 أغسطس 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*حتى لا تقيد الكارثة.. ضد مجهول..!!

*منذ 15 عاما.. فجروا رئيسالوزراء ومرافقيه بنفس نترات الأمونيوم.. ومازالت القضية معلقة!!

*اللبنانيون لا يجدون لقمة الخبز.. ثم يتم تدمير المنفذ الوحيد للغذاء!

* أسرار وخفاياالعنبر رقم "12"

*من "هو" الطرف الثالث.. الذي أخفى المواد المتفجرة.. ليستخدمها في الوقت المناسب..؟!

*عندما علتبعض الأصوات تهاجم حزب الله جاء قرار التأديب والعقاب!

*الجسر الجوي المصري لا يتوقف عن نقل المساعدات 

*انطلقت الطائرات.. وأقيم المستشفى الميداني وتدفقت الأدوية والمساعدات الطبية.. دون تأخير لحظة واحدة!!

كم من جرائم ارتكبت فوق أرض لبنان.. راح ضحيتها المئات.. بل ربما الألوف.. ورغم ذلك تظل الأحداث محور أخذ ورد وتساؤلات وتحقيقات.. وفي النهاية تتوه نتائج التحقيق.. أو تطويها ملفات النسيان..!

وكم من صيحات استغاثة تصدر من أهل لبنان.. سواء الساسة أو المهمومين بأحوال بلدهم.. أو المشتغلين بالشئون العامة.. تتركز كلها حول الشراك الذي ينصب حول رقبة هذا البلد الصغير الذي لم يكن له يوما أطماع تتعدى الحدود..

*** 

وفي لبنان.. يسود وضع غريب لا يكاد أن يكون موجودا في أي مكان في العالم.. حيث يتسيد ويسيطر حزب ديني متطرف على كافة مجريات الأمور.. تحت سمع وموافقة كبار المسئولين التنفيذيين الذين يشجعون أمين عام هذا الحزب وقادته على الاستمرار في تدخله.. وعلى أن تكون له الكلمة العليا في البلاد.

هذا الوضع الغريب.. أدى إلى مناخ من عدم الاستقرار.. وإلى أجواء تشوبها الريبة والشكوك بين أفراد المجتمع.. بل وإلى غضبات مكتومة في الصدور أحيانا.. واعتراضات ومظاهرات واحتجاجات.. تطفو على السطح يوما بعد يوم..!

وفي الآونة الأخيرة.. عاش اللبنانيون حياة صعبة.. وقاسية.. حيث يعانون الأمرين في الحصول على لقمة الخبز.. وحيث وصلت عملتهم الرئيسية أي الليرة إلى أدنى مستوى منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى أرض هذا البلد وما عليها..!

كل ذلك وحسن نصر الله يفتعل الأزمات مع إسرائيل ومع القوى السياسية المعتدلة.. بل مع رجل الشارع العادي الذي لا يهمه في هذه الحياة سوى العيش في سلام وأمان.. وأيضا.. أمل..!

ويبدو أن حزب الله قد استكثر على اللبنانيين أن يرفعوا أصواتهم أو أن يحاولوا الاتفاق على كلمة واحدة.. فدبر هذا التفجير الذي يقولون إنه قضى على الأخضر واليابس..!

*** 

ولعل ما يدعو لتوجيه الاتهام إلى حزب الله.. أنه منذ 15 عاما حدثت جريمة مماثلة تحوي نفس السيناريو وذات الوقائع..!

الجريمة تمثلت في اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء وقتئذ و21 من مرافقيه.. وأصيب 356 شخصا عابري سبيل وذلك باستخدام كميات هائلة من نترات الأمونيوم شديدة التفجير والتي تبين أن كميات كبيرة أخرى من نفس النوعية مخزنة في عنبر رقم "12" في مرفأ بيروت الذي شهد الكارثة منذ أيام.

المهم.. رغم مضي هذه المدة الطويلة.. فمازالت المحكمة الدولية التي شكلت للتحقيق في حادث اغتيال الحريري متعثرة في إصدار الحكم الذي كان مقررا أن يخرج للنور يوم الكارثة لكنبسببها تم تأجيله إلى يوم 18 من شهر أغسطس الحالي..!

إذن.. ما الذي منع من أن تلقى كارثة مرفأ بيروت نفس المعاملة وذات الأسلوب.. بحيث تستمر التحقيقات في البطء والترنح والقيل والقال لمدة عشرين سنة أخرى وفي النهاية يتم قيد القضية ضد مجهول.. بالضبط كما وجهت المحكمة تهمة اغتيال الحريري إلى خمسة من حزب الله.. كلهم هاربون.. 

ورغم ذلك سبق أن هدد حسن نصر الله باتخاذ رد فعل عنيف إذا ما تمت إدانة أي منهم..!

*** 

على الجانب المقابل.. فإن مصر الدولة القوية المتماسكة متراصة الصفوف.. الشقيقةالكبرى لكل العرب.. موجودة دائما وبخطوات سريعة فائقة..!

لقد بادرت كعادتها في مثل تلك الظروف الإنسانية الموجعة بإرسال مستشفى متنقل وأطباء.. ومعدات طبية وأطقم تمريض..وأدوية.. وأغطية..وأغذية.

كل ذلك لأن مصر تتمنى الخير للجميع.. الجيران وغير الجيران.. والأشقاء والأصدقاء.

لكن إذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن مصر طالما دعت اللبنانيين إلى التكاتف والتآزر في مواجهة مشاكلهم.. وهي التي تكرر دوما على ضرورة تنحية الخلافات العرقية والنزعات المذهبية من أجل أن تعبر سفينة الوطن الأمواج المتلاطمة حتى تصل إلى مرفأ الأمان..!

للأسف.. "المرفأ" الذي هو عصب الحياة في لبنان أصبح رمادا.. منصهرا.. أخذ معه حياة المئات وآمال الآلاف..وأشعل وقضى على البقية الباقية من أجساد واهنة متهالكة.. 

عموما.. ندعو الله أن يعين الأخوة اللبنانيين على تجاوز محنتهم.. وعسى أن يستفيدوا من ذلك الدرس القاسي.. وتلك الفاجعة.. التي هزت أرجاء العالم كله..

ثم.. الأهم والأهم.. أن يتحلوا بالشجاعة الواجبة التي تحررهم من قيود جماعة متطرفة.. بغيضة.. عسى أن يكون قدرهم شاء أن يبدأوا حياتهم من جديد.

*** 

في النهاية تبقى كلمة:

الآن.. وقد شهدت الدنيا كلها رأس الذئب الطائر.. أو الذئاب الطائرة في لبنان.. الذين وصلوا إلى ما وصلوا إليه بسبب نوازع مقيتة وأحقاد مريرة وضيعة.. فهل يفيق الليبيون ويعودون إلى رشدهم بإنهاء خلافاتهم.. والتعاون معا على طرد المستعمر التركي الطامع في ثرواتهم.. والذي يسعى جاهدا لفرض إرادته عليهم من خلال جنود مرتزقة وآخرين يريدالخلاص منهم.. ومعدات عسكرية يتوهم خطأ أنها كفيلة بإعادة أمجاد إمبراطورية أجداده الزائلة..!

أيها الأخوة الليبيون.. بكل المقاييس رجب طيب أردوغان ليس أفضل ولا أحسن.. من حسن نصر الله .. بل الاثنان صنعهماإرهاب لعين.. وأنانية مقيتة وهوس أفقدهما بصرهما وبصيرتهما..!

فأرجوكم.. أرجوكم.. "الحقوا".. أنفسكم في آخر دقائق الوقت الضائع..!!

*** 

           مواجهات   

*.. لو عرف الناس.. أن العمر "لحظة".. لازدادوا إيمانا بأن الحياة تستحق أن يذودوا عنها.. بالتعقل.. والروية.. والحكمة.. و..و..والصبر.

*** 

*أعجبني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء زيارته لبيروت بعد الفاجعة.. أنه رفض مد يده لوزيرالخارجية اللبناني متحججا بكورونا بينما أخذ يعانق الناس في الشارع.. يحتضنهم ويتحدث إليهم في مودة وتعاطف..

والله .. جدع يا سيادة الرئيس..!

*** 

*أحيانا.. يسبب انفصال الحبيب.. نوعا من الدوي داخل القلب.. يماثل انفجار "الأمونيوم"..!

الفرق بين الاثنين.. أن دوي القلب قابل للتفاوض بينما الآخر يذهب بالضحية إلى عالم غير العالم..!

*** 

*اليقين الحقيقي ألا تأوي إلى فراشك في انتظار قدرك.. بل أن تقوم في الصباح والمساء لتكتشف قدرك..!

*** 

*بالمناسبة.. أعجبتني هذه المقولة:

لو عرضت الأقدار على الإنسان لاختار القدر الذي اختاره الله له.

*** 

*سألتني وجيدة:

أنا مازلت صغيرة على الحب.. فبماذا أنادي من اختاره قلبي..؟

أجبت: لا تقولي حبيبي لأن الأحباب قد يفترقون.. ولا تقولي صديقي لأن الأصدقاء قد يتنازعون.. ولا تقولي رفيقي لأن الطريق لابد وأن ينتهي..

لذا.. أقترح أن تقولي له روحي.. لأن الروح لا تفارق الجسد إلا عند الموت..!

فجأة.. وجدتها تنتفض وتقول في لهجة غاضبة:

طبعا سيادتك تقصد أن يغادر هو الحياة قبلي بسنوات وسنوات حتى أستطيع أن أكرر التجربة مع "روح" جديدة .

لم أعلق..!

كل ما في وسعي أن أقول إنه لم يعد في دنيانا ما يسمى "حب"..!

*** 

*صديقي النذل.. أو بالأحرى من كانصديقي.. كلما قرأ كلماتي تلك.. هرول للاتصال بي.. قائلا: طبعا أنت تقصد صديقنا "الثالث" فلان..!

وكلما ازدادت فترة الصمت .. أخذ يقسم بأغلظ الأيمان أنه لم يعرف الوفاء إلا من خلال علاقته بي..!

لا أملك إلا أن أمارس مزيدا من الصمت.. و..و..وأحزن..!

*** 

*تأكد أن من تذكرتكبعد طول بعاد.. لابد وأنها قد اكتشفت أنك سيد الرجال..!!

*** 

*أخيرا.. نأتي إلى مسك الختام:

لقد اخترت لك هذه الأبيات من نظم الشاعرة أم البراء بنت صفوان:

يا عمرو دونك صارما ذا رونق

عضبت المهزة ليس بالخوار

أسرج جوادك مسرعا ومشمرا

للحرب غير معرد لفرار

أجب الإمام ودب تحت لوائه

وافر العدو بصارم بتار

يا ليتني أصبحت ليس بعورة

فأذب عنه عساكر الفجار

*** 

و..و..وشكرا