مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 09 أغسطس 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

 

اللبنانيون.. يموتون.. ويئنون.. ويشردون.. ويرحلون!

*غضبة شعبية عارمة.. ورفض بات لكل أجهزة السلطة 

*روايات حول الكارثة ما بين كذب خادع.. وبين تبريرات غير منطقية

*مسرحية نصر الله.. لم تقنع الأغلبية..

*مع ذلك.. اعتراض جماهيري على التفريط في السيادة

*أرضنا عزيزة علينا.. ويستحيل تسليم إدارتها.. للأجانب..!

اللبنانيون.. غاضبون.. وثائرون.. وباكون.. ليس في هذا شك.. فالكارثة هائلة والمبررات حتى الآن غير مقنعة.. والأحوال العامة قبل الانفجار.. المدوي ليست على ما يرام منذ سنوات وسنوات..!

إن هؤلاء القوم.. موزعون الآن.. بين 160 قتيلا على الأقل وخمسة آلاف جريح معظمهم على وشك مغادرة الحياة.. و300 ألف مشرد من رجال ونساء.. وأطفال.. وجدوا أنفسهم في العراء فجأة دون غطاء.. أو طعام.. أو شراب.. بل ولا حتى لمسة حنان من الطبقة الحاكمة المتهمة حاليا بأنها وراء كل بلاء يحل بالبلاد..!

*** 

إذن شعب كهذا ماذا في وسعه أن يفعل..؟

طبعا.. إنهم جميعا يقفون مكتوفي الأيادي بعد أن انهار اقتصادهم.. منذ فترة وأصبحت عملتهم المحلية لا تساوي شيئا.. واختفت السلع من الأسواق وارتفعت الأسعار بدرجة خيالية..!

لهذا.. فهم يتصرفون حاليا.. وكأن الأرض قد ضاقت بهم وعليهم البحث عن عالم آخر يهاجرون إليه عسى أن يعوضهم الله عن بعض ما عانوه.. أو فقدوه..!

لكن السؤال:

أي أرض تلك.. وكيف السبيل للوصول إليها ومن يضمن لهم ألا تكون مثل تلك التي هجروها.. بل أشد قسوة.. وأبلغ نكرانا..؟!

ومع ذلك.. حينما جاء من يطرح فكرة تسليم إدارة البلد لسلطة أجنبية.. ربما له من الأدوات والإمكانات ما يهون من الواقع القائم.. إذا بالأصوات تجأر رافضة الفكرة.. بل لاعنة من تصدى أو تحمس لها.. في تأكيدات صارمة على أن الأرض تكون وتظل دائما وأبدا العرض.. والشرف والتاريخ.. ومسئولية أصحابها الذود عنها بأرواحهم ودمائهم حتى ولو بينها وبينهم مئات الألوف من الكيلو مترات.

*** 

على الجانب المقابل.. فاللبنانيون بحكم طبيعتهم وتكوينهم ورغم آلامهم وأحزانهم ودموعهم.. فإنهم مصرون على معرفة الأسباب الحقيقية لما حدث لأن كل ما يتردد حول الكارثة ليس سوى محاولات لإخفاء فاعلين أساسيين.. بحيث تتوه الخيوط وتتفرق الدماء بين القبائل كما يقول المثل العربي..!

*** 

بداية.. حديث حسن نصر الله أمين عام حزب الله لم يلق آذانا صاغية.. بل بالعكس ربما يكون أتى بنتائج عكسية..لأن اللبنانيين.. تعودوا على أكاذيب وأراجيف ومزاعم الحزب الباطلة في شتى المناسبات وفي مختلف الظروف.

أيضا.. حكاية رجل الأعمال الروسي الذي استأجر السفينة التينقلت شحنة نترات الأمونيوم من جورجيا إلى موزمبيق.. ثم توقفها في بيروت.. وتركت بلا صاحب وبلا متابعة.. وبلا حتى سؤال -مجرد سؤال-على الأقل من أجل حب الاستطلاع طوال ست سنوات كاملة..!

أقول حكاية رجل الأعمال تلك زادت من حجم الشكوك.. ومن تنوع علامات الاستفهام أكثر وأكثر.. وبالتالي انضمت إلى أرشيف أعاجيب هذا الزمان.

*** 

أما وأن السفينة قد آثرصاحبها ومستأجرها.. وربانها وبحارتها التخلص منها.. فتركوها.. غير آسفين.. أيضا هذه رواية.. بعيدة عن التصديق لاسيما وأن أحد كبار ضباط أمن المرفأ سبق أن حذر من وجودها منذ أكثر عامين دون أن يستمع إليه أحد.. حتى وجد مقتولا رميا بالرصاص أمام منزله.. بعد وقوع الانفجار بعدة ساعات..!

*** 

تلك بانوراما كاملة.. للأوضاع في لبنان.. حاولت جاهدا أن أجمع معلوماتها.. وصورها.. محاولا ربط أحداثها بشخصيات بعينها.. لأقدم لك عزيزي القارئ مأساة وطن.. ومصير شعب.. نرجو الله سبحانه وتعالى أن يقيلهما من عثرتهما وأن يعودا معا.. لبناء ما تبقى من أطلال تبقى عزيزة وغالية حتى نهاية العمر.

*** 

و..و..وشكرا

***