*الوزيرة الحسناء.. التي استقالت على الهواء أكثر شجاعة من حسن نصر اللهومندوبيه في الحكومة!
*منال عبد الصمد.. قدمت اعتذارها ثم انسحبت
*فلينتبه الجميع: لبنانيون.. وغير لبنانيين!
*الرئيس ماكرون يدعو للتضامن الدولي.. محذرامن الفوضى!
*ورئيس لبنان.. مازال يرفض التحقيق الخارجي!
لم تشأ وزيرة الإعلام اللبنانية "الحسناء" الإفصاح عن نواياها.. ورفضت التلويح بأي إشارة حول ما يتضمنه مؤتمرها الصحفي.
كل ما هنالك أنها دعت للمؤتمر.. وتجمع الصحفيون لتقف أمامهم وتقول في كلمات موجزة.. ومؤثرة إنها تقدم اعتذارها للشعب اللبناني الذي لم تستطع هي وباقي أعضاء الحكومةتلبية رغباتهم وطموحاتهم.. ثم..ثم.. بنفس نبرة الصوت الهادئة أعلنت استقالتها.. وانسحبت..!
***
بكل المقاييس.. لقد فعلت منال عبد الصمد ما لا يستطيع أن يفعله ساسة مخضرمون ورجال "كبار" مازالوا يتمسكون بمواقعهم داخل الحكومة رغم أن شواهد الانهيار واضحة للعيان..!
أيضا.. هذه الشابة الوادعة التي لم تتعد الثلاثين عاما من العمر لا يمكن مقارنتها –على سبيل المثال- بحسن نصر الله أمين عام حزب الله الذي يحاول بشتى السبل والوسائل إبعاد تهمة الكارثة عنه وعن رجاله..بل هو يلف ويدور.. ويعلن بيانات عنترية مليئة بالمرادفات اللغوية.. وكأن المريب يكاد يقول خذوني..!
***
طبعا.. سيتبع منال عبد الصمد.. وزراء آخرون سيتقدمون باستقالاتهم.. لكن مهما كان الأمر فإنهم لن يشكلوا الأغلبية.. لاسيما وأن رئيس الوزراء حسان دياب قال إنه سيدعو لانتخابات نيابية مبكرة.. وهذا أمر هو الآخر أرى أنه لن يتحقق..
لماذا..؟!
ببساطة شديدة.. أي انتخابات يمكن أن تأتي في ظل الظروف الحالية بنواب لا ينتمون لحزب الله.. وحركة أمل الشيعية وبالتالي يفقد نبيه بري الأغلبية.. ومعها رئاسة المجلس؟
من هنا.. سيبذل كلٌ من بري وحسن نصر الله.. أقصى جهود ممكنة لتعطيل تلك الانتخابات المبكرة.. أو وأدها قبل أن تخرج للنور.. أو..أو.. تزداد النيران اشتعالا..وتتمزق أشلاء الوطن أكثر وأكثر.. من خلال تلك التفجيرات التي لا تبقي ولا تذر..!!
***
على الجانب المقابل.. فقد شهدت القمة التي دعا إليها الرئيس ماكرون عبر الفيديو كونفرانس.. حماسا من جانب الرئيس الفرنسي على ضرورة التعاون الدولي من أجل إعمار لبنان وانتشاله من محنته.. وإلا فسوف تعم الفوضى بين أرجائه..!
في نفس الوقت أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال المؤتمر على دعم مصر وتضامنها الكامل مع الشعب اللبناني واستعدادها التام لتقديم كافة أشكال الدعم لأبنائه.
ولا جدال أن عقد المؤتمر الدولي بتلك السرعة كفيل بترطيب الأجواء داخل المجتمع اللبناني بعد هذه الضربة الموجعة وأيضا محاولة حمايته من الفوضى التي إذا سادت وتحكمت فسوف تمتد آثارها المدمرة إلى بلدان أخرى قريبة أو بعيدة وذلك ما يضر في النهاية المجتمع الدولي إضرارا بالغا.
***
أما الرئيس اللبنانيميشيل عون فهو مازال رافضا لتحقيق تشارك فيه قوى أجنبية تلافيا للتدخلات أو التأثيرات المحلية.
ميشيل عون لا يريد الخروج من عباءة البلاد.. ولعل هذا هو أيضا موقف حزب الله .. مع الأخذ في الاعتبار أن تلك العباءة قد تمزقت.. واتسخت مما يحتم تغييرها. أو تنظيفها.. تنظيفا جيدا.. ورتق "رقعاتها" الكثيرة والعديدة والتي فاقت الحدود..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
رغم أن المصيبة هائلة.. وآثارها المدمرة مفجعة.. وأليمة ومفزعة.. إلا أن "نهاية الحكاية" في أيادي اللبنانيين أنفسهم الذين يجب أن ينفضوا عن أجسادهم وعن قلوبهم نوازع الفرقة.. والتعصب.. والحزبية.. والمذهبية.. ويعلنون من اليوم قبل الغد.. عن تلاحمهم ووحدتهم وتكاتفهم..
ولعل كل تلك الأماني بلورها الرئيس السيسي في كلمات محددة مناشدا اللبنانيين النأي بوطنهم عن التجاوزات والصراعات الإقليمية وتركيز جهودهم على تقوية مؤسسات الدولة الوطنية.
ونرجو.. ونرجو أن يكون اللبنانيون "كل اللبنانيين" على مستوى المسئولية الصعبة.. فهل يستطيعون؟
ذلك هو بيت القصيد..
***
و..و..وشكرا
***