مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 12 أغسطس 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

* استقالة الحكومة.. ليست هي الحل

*الأزمة في لبنان أعمق.. وأعمق بكثير..!

*كل المجتمعات التي تمزقت صفوفها.. انتهت إلى نفس المصير..!

*الحمد لله.. نحن في مصر.. قطعنا رؤوس الفتنة في الوقت المناسب.. فاستعدنا الوطن.. وأقمنا صروح التكامل والتنمية

أجبرت الجماهير الغاضبة حكومة لبنان على تقديم استقالتها ليقف رئيسها حسان دياب معلنا أن الظروف تقتضي العودة خطوة إلى الوراء.. بينما كل الواقع يؤكد أن الكارثة التي حلت بالبلاد كانت تستدعي العودة عشرات الخطوات.

وهكذا.. تحمل الرجل مسئولية أخطاء متراكمة منذ سنوات وسنوات.. حيث لم يبق عليه في منصبه سوى ثمانية شهور فقط.. لم يتمكن خلالها بالطبع من اتخاذ أية إجراءات للإصلاح الذي ألح الناس على المطالبة به بعد الانهيار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي لم يسبق له مثيل..!

*** 

على الجانب المقابل.. فإن دعم حزب الله لحسان دياب هو الذي أشعل نيران الثورة أكثر وأكثر فقد أصبح منذ تعيينه مسيرا من جانب الحزب وتلك الطامة الكبرى التي لم يصل اللبنانيون لحل عقدتها.. فلا أمل في أي إصلاح.. أو في أي حكومة قادمة..!

*** 

الآن.. تدور مشاورات داخل مجلس النواب حول اختيار رئيس الوزراء الجديد.. وطبعا معروف أن المجلس يسيطر عليه حزب الله .. وحركة أمل وهكذا فكأنك يا أبازيد ما غزيت.. أي سيدور اللبنانيون في نفس الحلقة المفرغة..!!

إذن ما من سبيل سوى إقصاء حزب الله عن المشهد السياسي والعسكري والتنفيذي.. فهل هذا الأمر بسهولة بمكان..؟!

الشواهد كلها حتى الآن لا توحي بذلك رغم هول الكارثة التي تشير أصابع الاتهام فيها إلى الحزب الإرهابي رغم تصريحات النفي المتتالية من جانب أمينه العام حسن نصر الله.. وهي تصريحات لا يصدقها الناس بطبيعة الحال.. الذين يطالبون بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.. وهو مطلب ليس من السهل تحقيقه لنفس الأسباب.. وهي هيمنةحزب الله.. والأكثر والأكثر استحالة تفريط نبيه بري في رئاسة البرلمان.. وفي سبيل ذلك.. سوف يضع هو وأعوانه ومؤيدوه من حركة أمل ومن حزب الله .. ألف عقبة وعقبة لعدم إجراء تلك الانتخابات..!

*** 

ومع ذلك.. 

أكرر مع ذلك.. ليس أمام اللبنانيين سوى أن يتفقوا على كلمة سواء وذلك هو لب القصيد لأن اختلافاتهم المذهبية والسياسية والدينية والعرقية تقف حائلا دون أي اتفاق.. أو أي توحد.. أو أي تلاحم أو تضامن..!

إن المجتمعات التي تعرضت للانهيار في شتى أرجاء العالم لم تصل إلى مصيرها المظلم إلا بسبب هذه النزاعات والصراعات بين أفرادها وبعضهم البعض..!

الاتحاد السوفيتي.. سقط نتيجة ذلك بعد أن تزعم ميخائيل جورباتشوف دعوات للإصلاح.. لم تكن سوى دعوات زائفة.. أدت في النهاي إلى تفكك القوة الأعظم الثانية.

أيضا.. كل دول أوروبا الشرقية حدث لها ما حدث لنفس الأسباب..!

ثم..ثم.. جاءت الدول العربية التي لم يستطع بعضها الصمود فعمتالفوضى بين صفوفها.. وتزايدت أعمال العنف والعنف المضاد.. وظهرت ميليشيات التطرف والإرهاب.. وها هي الأمثلة أمامنا عديدة وكثيرة..!

*** 

في النهاية تبقى كلمة:

فلنحمد الله نحن المصريين على أننا حافظنا على تماسكنا.. وعلى توحد صفوفنا.. وعلى تغليب مصلحة الوطن على أية نزعات ذاتية..

وهنا لابد.. أن ينسب الفضل لصاحب الفضل الذي حمل عنقه فوق كتفه وقطع رءوس الفتنة قبل أن يستشري غيها وضلالها وظلمها وإظلامها أكثر وأكثر.. فاستعدنا مصر الغالية التي ستظل غالية وعزيزة داخل قلوبنا ووجداننا.. وبين ثنايا عقولنا..!

*** 

و..و..وشكرا

***