مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 16 أغسطس 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

 

 

*رجاء للإخوة الفلسطينيين:

انظروا لحالكم.. قبل حملات الهجوم والشتم.. والاتهام بالخيانة!

لا تعيدوا التاريخ إلى عقارب1977

*ومع ذلك أقول لكم:

تريثوا.. تريثوا.. فبماذا أفادتكم الانفعالية.. والبيانات العنترية وتهديدات.. حسن نصر الله..؟!

*أخيرا.. إذا توفرت الحماية للبقية الباقية من أراضيكم فهل تضيعون "الفرصة الأخيرة؟!

ظلت إسرائيل تقتطع بين كل يوم وآخر.. أجزاء من البقية الباقية من أرض الفلسطينيين الذين لا يملكون .. إلا الشكوى.. وإصدار تصريحات الرفض والاحتجاج التي ثبت على مدى الزمن أنها لا تقدم ولا تؤخر..!

وربما زادت صيحات الأنين عندما حولت سلطات الاحتلال مدينة القدس الشرقية.. إلى مستعمرة كاملة من المستعمرات إياها.. وأيضا ذهبت بيانات الشجب والتنديد أدراج الرياح..!

وقبل ذلك بكثير أخذ الصلف الإسرائيلي يتزايد بمرور الزمن بدليل أنهم رفضوا مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية عام 2002 أي منذ ما يقرب من ثمانية عشر عاما والتي نصت على اعتراف العرب-كل العرب- بإسرائيل وتطبيعالعلاقات معها مقابل إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا وفقا لحدود عام 1967.

وأيضا.. لم يكترث الإسرائيليون بفكرة حل الدولتين التي تعهد الرئيس الأمريكي السابق أوباما بتحويلها إلى واقع لكنه غادر الحكم ورحل عن السلطة دون أن يرى النور بند واحد من بنود هذا التعهد..!

*** 

من هنا يثور السؤال:

وهل أبواب الأمل أمام الفلسطينيين يمكن اعتبارها مغلقة.. لا يتسلل منها شعاع نور خافت..؟!

الإجابة بصراحة:

نعم.. إذن عندما تلوح في الأفق بشائر أمل جديدة.. ألا ينبغي على الفلسطينيين التعرف على ملامحها والوقوف على ما يمكن أن تصل إليه.. أم على الفور يبادرون كالعادة.. برفضها ومهاجمة صناعها أو مقترحيها.. واتهامهم بالخيانة  والعمالة.. و..و..وبيع القضية..؟!

أقول ذلك بمناسبة المبادرة التي تم الإعلان عنها مؤخرا من جانب كل من دولة الإمارات العربية وأمريكا وإسرائيل.. والتي قوبلت بحملة كلامية ضارية من جانب الفلسطينيين.. ومعهم كالعادة- الذين شاركوهم في ضياع مصالحهم وأعني بهم حكام الإرهاب في إيران.. وخادمهم المطيع في لبنان حسن نصر الله أمين عام حزب الله وأفراد عصابته..!

ثم..ثم.. انضم إلى جوقة الندب واللطم.. الرجل الذي نام ذات ليلة واستيقظ على حلم استرداد إمبراطورية أجداده الزائلة.. الملقب برجب طيب أردوغان..!

هذا الرباعي لم يشأ الانتظار دقيقة واحدة بل سرعان ما رددوا نفس اللغة القديمة التي قابل بها الفلسطينيون مبادرة الرئيس الراحل أنور السادات في نوفمبر عام 1977 عندما رفضوا دعوته بحضور مؤتمر السلام في القاهرة.. حتى وصل الحال إلى ما هم عليه الآن..!

وحتى إذا كانت نوايا الأمريكان والإسرائيليين مشكوكا في صدقها.. فلا يمكن النظر إلى دولة الإمارات العربية بنفس النظرة وهي التي لها مواقف مشهودة في الدفاع عن القضية الفلسطينية ودعم أبناء الوطن العربي السليبسواء الشهداء منهم.. أو الجرحى والمصابين.. أو..أو اللاجئين..!

*** 

لذا.. فليسمح لي الأخوة الفلسطينيين أن أوجه لهم سؤالا محددا:

هل أنتم جادون بالفعل في الحفاظ على ما تبقى لكم من أرض.. أم لا يعنيكم في شيء أن تتبدد تلك المساحة المحدودة.. كما تبدد من قبلها نحو 87% مما كنتم تملكونه ملكية خالصة توارثتموها عبر الأجيال..؟

طبعا.. المنطق يقول إنه إذا أتيحت الفرصة لكم.. لمنع الحرامية الغاصبين من ارتكاب المزيد من جرائم السرقة.. هل ترحبون وتشجعون..أمتملأون الدنيا عويلا وصياحا حول ما أسميتموه خيانة القدسوالمسجد الأقصى ومبادرة السلام العربية..؟

ومع ذلك أقول للإخوة الفلسطينيين:

تريثوا يا سادة.. ولا تأخذوا الأمور بانفعالية وتجاوز.. وإطلاق قذائف السب والشتائم والاتهامات الصارخة.. 

والتريث لا يعني القبول.. كما لا يعني الرفض بل إحكام العقل.. وتأمل الواقع باتزان وروية.

*** 

و..و..وشكرا

***