مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 24 أغسطس 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*بشائر أمل تلوح في سماء 3 بلدان عربية..

فهل يتحقق ما كان مستحيلا..؟!

*في ليبيا.. لغة جديدة بدأت تحل محل أخرى!

*وفي تونس.. الغنوشي يتوارى عن الحكومة الجديدة

*وفي لبنان.. هل يستجيب أهله.. لنداء البطريرك الماروني..؟!

بشائر أمل تلوح في الأفق لدى ثلاث بلدان عربية عانت شعوبها أبلغ معاناة من شظف العيش.. وانعدام الأمن.. وجريان الدماء أنهارا في الشوارع والطرقات. 

الدول التي أعنيها هي ليبيا.. وتونس.. ولبنان.

بالنسبة لليبيا.. أخذت لغة السلام تحاول أن تجد مكانا لها بدلا من ماكينات الحرب التي هدت كيان الناس هناك حتى وصلوا إلى مفارق طرق تعذر عليهم عندها التفكير فيما يخبئه الغد لهم.

*** 

الليبيون على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم.. ومذاهبهم يئنون ويشكون ويتوجعون ولا تصدق أبدا أن هناك فئة تنتصر على أخرى.. أو مجموعة يتسلل إليها ضوء الشمس في كل يوم دون أدنى عوائق كونية.. أو طبيعية.. بينما نظيرتها تعيش في ظلام حالك.

أبدا.. الجميع وصلوا إلى أسوأ حالات فقدان الأمل بعد أن أغلقت دونهمالأبواب.. وأسدلت على حركاتهم وسكناتهم.. ستائر الظلم والطغيان..!

لذا.. ما أن أعلنت مصر مبادرتها لتحقيق السلام في ليبيا.. استقبلها الجميع بترحاب علني.. وتأييد داخل جنبات الصدور وإن كانت الألسن تخشى البوح به..!

وسرعان ما ظهرت النتائج خلال أيام قليلة حيث أعلنت حكومة الوفاق الوطني وقف إطلاق النار تمهيدا لانطلاق العملية السياسية .

المهم.. حاليا تحويل الأقوال إلى أفعال.. كي يستمر البناء على قواعد واضحة ومحددة..!

*** 

وفي تونس.. فها هم يستعدون لتشكيل حكومة بعيدة عن الحزبية.. وعن نزعات الطائفية.. والأهم والأهم.ألا يكون لزعيم حركة النهضة الإخواني راشد الغنوشي أي دور فيها..!

رئيس الوزراء المكلف هشام المشيشني يؤكد أنه قد اختار بالفعل أعضاء حكومته من الموظفين الكبار التنفيذيينفي مواقع مختلفة بالدولة.. مثل وزارة الاقتصاد ووزارة التعليم.. وهيئة الآثار وغيرها وغيرها بحيث لا يكون هناك أدنى شبهة تحزب.. من أجل دفع سفينة البلاد لمرفأ الأمان..!

ومع ذلك.. يثور السؤال:

هل حكومة بهذا التشكيل تستطيع الفوز بثقة البرلمان أم أن الإخوان الإرهابيين كالعادة سيزرعون في طريقهاألف لغم.. ولغم..؟!

الشواهد تقول إن الغنوشي فقد سيطرته على البرلمان بعد أن انفض عنه أعوانه ومريدوه.. وبذلك لم يعد له أدنى تأثير..!

وإذا حصلت حكومة المشيشني على الثقة فإنها سوف تلقى تأييدا جماهيريا بالغا حيث إن التونسيين ضاقوا ذرعا بالسياسيين الذين تحركهم أهدافهم الذاتيةضربا بمصالح الوطن العليا..!

*** 

أخيرا.. نأتي إلى لبنان.. وما أدراك ما لبنان فالناس هناك أحياء.. وهمليسوا بأحياء ينتظرون في لهفة وشغف المعونات التي تأتيهم من الخارج.. والتي لا تشكل بالنسبة لهم سوى النذر اليسير..!

الغريب أنهم اكتشفوا مؤخرا أن أزمتهم الأساسية تنحصر ضمن ما تنحصر في انتشار السلاح والمتفجرات مع كل من هب ودب.. وبالتالي مع أخطر جماعة إرهابية في التاريخ هي جماعة حزب الله..!

بالأمس.. وقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة معلنا بصراحة أن المسئولين يتعاملون مع كارثة انفجار مرفأ بيروت من زاوية سياسية للحفاظ على مصالحهم ومكتسباتهم دون إجراء اي تحقيق دولي عن أسباب الانفجار.. 

وطالب البطريرك السلطات الحكومية بمداهمة كافة مخابئ ومخازن الأسلحة والمتفجرات المنتشرة بشكل غير رسمي وسط الأحياء السكنية..!

أيضا.. يثور السؤال:

وهل يستجيب أحد لنداء البطريرك.. أو دعوته.. أو رجائه..؟!

هكذا تعود مفاتيح الحل إلى اللبنانيين أنفسهم وإن أرادوا السلام.. فليلبوا دعوة البطريرك.. أما إذا أصروا على التشبث بملابسهم الممزقة.. فهذا شأنهم..!

*** 

في النهاية تبقى كلمة:

طالما استمرت الحياة فإن نسمات الأمل .. تظل باقية..!!

..و..و..ونرجو السلامة للإخوة العرب في كل زمان ومكان..!

*** 

و..و..وشكرا

***