*كورونا لماذا يتعامل معنا برفق بينما يهاجم شعوبا كثيرة بكل ضراوة وقسوة..؟!
*ها هو امتحان الدور الثاني للثانوية العامة يجرى في هدوء وأمان وأمن.. العبرة أولا وأخيرا.. بإدارة الأزمة
*لولا أدواتنا التي نحسن استخدامها ما وصلنا إلى ما نحن عليه!
نجحت الحكومة -ولا شك-في عقد امتحان الثانوية العامة رغم ضراوة فيروس كورونا.. ومرت جميع أيام الامتحان في أمان وهدوء عكس ما كان يحدث طوال سنوات عديدة ماضية.
وها هي الآن تجرى امتحانات الدور الثاني بدءا من يوم 23 أغسطس الحالي حتى 2 سبتمبر والواضح أنها تطبق نفس الإجراءات بل مع كثير من التسهيلات مثل السماح للطلبة بأن يؤجلوا امتحاناتهم للعام القادم دون أن يحسب هذا التأجيل من عدد المرات المسموح بها.
أيضا.. بدأ مكتب التنسيق يمارس عمله دون ضجة.. أو زعيق.. أو خناقات.. بل كله يتم في إطار التكنولوجيا والتعامل المحترم..!
لذا.. ليس مستبعدا أن يكون العام الدراسي الجديد بنفس النظم المتبعة.. وكأن "كورونا" بات فاقد الأثر والتأثير.. وإن كانت هناك توجهات داخل وزارة التربية والتعليم بتقسيم الطلبة وفقا لنظام النوبات بمعنى أن تتم الدراسة حضوريا يومين في الأسبوع.. ثم ثلاثة أيام في الأسبوع التالي عبر الأون لاين.. ثم تحدث عملية تبادل وتوافق بحيث يتساوى الطلبة من حيث الحضور المباشر والأون لاين.
أيضا عادت مباريات الكرة ويكفي مباراة الأهلى والزمالك التي بدأت وانتهت بلا مشاكل.. ولا ألتراس أهلاوي.. ولا ألتراس زملكاوي.. بل الانضباط هو الذي ساد وسيطر بلا أدنى اعتراض.. أو محاولة واحدة لإثارة الشغب..!
***
يحدث ذلك.. بينما مازالت هناك دول عديدة في أوروبا وفي أمريكا نفسها.. وفي روسيا.. تخوض حربا ضارية ضد فيروس كورونا .. وكل يوم يصدرون تحذيرات للمواطنين بضرورة تطبيق الإجراءات الاحترازية بحزم وإلا تعرض المستهترون للعقاب والذي يتمثل في دولة مثل فرنسا في فرض غرامة قدرها 135 يورو مقابل عدم وضع الكمامة.. أو تعمد التقارب بين ركاب سيارة أو أتوبيس.. أو قطار مترو أنفاق.. أو الجلوس في مقهى أو مطعم.
***
من هنا يثور السؤال:
ما هو الفرق بيننا وبين الآخرين.. هل الفيروس وجد لدينا من الصلابة.. والإرادة والتحدي ما جعله ضعيفا مستكينا.. لا يقدر على مواجهة الهجوم ممااضطره في النهاية للاستعداد للرحيل قبل الموعد الرسمي.. أم أنه فضل من الله سبحانه وتعالى الذي عودنا على أن يمدنا بدعمه ومساندته لاسيما في الأزمات فنخرج ونحن منتصرون..؟
***
بديهي.. لا يعني ذلك.. أن نطوي الأوراق وينصرف كل منا إلى حال سبيله بلا أية إجراءات احترازية.. لسبب بسيط .. أن الموجة الثانية من الفيروس قادمة.. قادمة.. ليس في ذلك شك.. لكننا نستشعر أنها ستكون أخف وطأة وأقل تأثيرا.. أي لن تخرج عن كونها إنفلونزا عادية نستخدم معها وسائل العلاج المعروفة..!
***
فى النهاية تبقى كلمة:
الإيجابيات لا تتحقق من فراغ.. بل لابد أن تكون نتيجة عمل وعلم وفهم ووعي وتأنٍ وتكامل بين الأجهزة الحكومية والمؤسسات العامة.. والخاصة .. وهذا ما حدث.
لقد أدارت الحكومة الأزمة بكل حنكة ومهارة.. ودون الخضوع لضغوط أو حتى الالتفات إلى صيحات الخوف والفزع التي كانت تدوي في مجتمعات أخرى.
وفي البداية أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أننا سنخرج من المعركة مع كورونا بأقل قدر من الخسائر..
وقد كان.
***
و..و..وشكرا
***