*نعم.. نحن نعترف:
العشوائيات كانت سُبة في جبين كل مصري ومصرية
*هذه "حكاية واقعية" عايشت فصولها بنفسي وكنت أتصبب عرقا.. وأغلي غضبا..!
*الآن.. الصروح تعلو.. والمشروعات العملاقة تزين سماء الوطن.. ورغم ذلك لا نصفي حسابات مع أحد!
*هذا "البرلمان الكبير" الذيأخرجه الرئيس السيسي للوجوديفوق أية برلمانات أخرى عدد أعضائها محدود!
نحن جميعا يجب أن نعترف بأن هذه العشوائيات كانت سبة في جبيننا وبالتالي في جبين الوطن كله وبالفعل كم تعرضنا لإهانات.. وتهكمات.. ونكات سخيفةبسبب العيش في أماكن لا حرمة لها.. ولا قيم ولا عادات.. حيث يختلط الحابل بالنابل.. وتكثر جرائم زنا المحارم.. وتباع فيها النساء وتشترى بأبخس الأسعار..!
***
مرة كنت في زيارة إحدى الدول العربية.. وذهبت أنا وبعض زملائي المقيمين بها إلى "كافيتريا".. لتناول قهوتهم الشهيرة.. وبجوارنا مجموعة من المصريين.. ومعهم بعض أبناء هذا البلد.. يدخنون الشيشة ويتسامرونويضحكون..!
وفجأة اشتعلت نيران معركة حامية.. تبادل أطرافها الاتهامات ويومها أصابتني غصة في حلقي موجعة وأليمة عندما قال أحد المتعاركين لمن افتعل معه الخناقة "إنت موش مكسوف على اللي حاصل لنسائكم وفتياتكم.. أنا أذهب كل عام لأتزوج "واحدة"بخمسين ألف جنيه فقط.. يسعد بها أهلها أبلغ سعادة.. لأنها تكفل لهم الانتقال إلى مكان غير المكان.. وهذا كل ما يتمنونه في الحياة..!
***
الآن.. وكما قال الرئيس السيسي بالأمس.. نحننقيم المشروعات الحضارية العملاقة.. لأن هدفنا تحقيق التنمية..والازدهار للناس أجمعين..!
وهكذا.. ظهر الفرق الشاسع بين الأمس واليوم .. أمس حيث اللامبالاة وغياب مشاعر الحياء.. واليوم حيث الإيجابية والعمل.. والإصرار على الذود عن الكرامة.. والعرض والسعي الحثيث نحو المستقبل الأفضل.
***
المهم.. وكما توقع الرئيس أن القنوات الخسيسة ستخرج بكلام افتراء أو أكاذيب..!
لقد تابعت أنا بنفسي تلك القنوات .. وللأسف "شلة" المنتفعين أمضوا الساعات المخصصة لبرامجهم في الهجوم على بلدهم وعلى مدنهم وعلى قراهم.. بل ما يندى له الجبين أن منهم من أخذ يسخر من أهله بمن فيهم أمه وأبوه..!
بالله عليهم.. هل هناك حقارة أكثر من ذلك..؟!
على أي حال يكفينا ذلك التغيير الجذري الذي يشمل كل شبر على أرض مصر.. وهو ليس تغييرا ماديا فحسب.. بل أيضا معنويا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا.. وتلك كلها أبعاد.. لا يقدر فكرهم القاصر على استيعابها.. أو ربما يستوعبونها لكن غيامات الضلال أعمت عيونهم من أجل إرضاء ولي نعمتهم الأمير الصغير في قطر.. والثاني في أنقرة.. والذي لولا دولاراته.. ما ارتدوا هذه الملابس الأنيقة وتزينوا بتسريحات شعر آخر موديل لم يعهدوها من قبل..!
***
ثم..ثم.. فإن حرص رئيس الدولة على مناقشة المشروعات على الهواء مع رئيس الوزراء والوزراء والمحافظين.. إنما هو تقليد بالفعل لا يكاد يكون موجودا في أي مكان في العالم..
وبتوضيح أكثر.. إن ما يفعله الرئيس في هذا الصدد بمثابة "برلمان كبير" يتابع أحداثه ووقائعه الملايين في الداخل والخارج.. هذا البرلمان قد يفوق في تأثيره مجلس النواب الذي مهما كان الحال يضم عددا محدودا من الأعضاء ولا تستطيع الجماهير معرفة تفصيلات ما يدور داخل قاعته خصوصا وأن جلساته لا تذاع على الهواء..!
***
في النهاية تبقى كلمة":
رغم كل ذلك لم يحدث أن قامت مصر بتصفية أي حسابات مع الذين كانوا يسخرون بها وبشعبها.. ولا مع الذين دأبوا على أن يتباهوا بأموالهم.. وحليهم في مشاهد استفزازية طالما أثارت في النفوس نوازع الغضب.. وطالما عبرت عنها صيحات الاحتجاج الصامتة.. والمدوية في آن واحد.
إنها مصر التي كانت ومازالت تعطي دون النظر إلى ما ستأخذ.. وتدعم بلا مقابل.. وتساند في أوقات اختفى بين سائر ظلامها من كان يجب عليهم حق التأييد.. والمؤازرة..
ونحن لا نقول هذا من فراغ.. بل ها هي التجارب الواقعية تقدم الدلائل والبراهين.. على عظمة هذا الوطن.. وعلى أصالة أبنائه وعلى ما يتمتعون به من إيثار و"جدعنة".. عكس آخرين كثيرين..!
***
و..و..وشكرا
***