مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 03 سبتمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*لماذا فيروز أولا عند ماكرون.. قبل الساسة والحزبيين..؟

*الرئيس الفرنسي.. وصفها بـ"دراما" لبنان..!

*المظاهرات اشتعلت أمام منزلها.. لكنه لم يهتم..!

*العرب.. غرباء في ديارهم.!

*إنهم السبب في التدخلات الأجنبية.. وكان في وسعهم الحفاظ على وحدتهم..!

*ألغام منهم فيهم.. حزب الله في لبنان.. والسراج في ليبيا.. والغنوشي في تونس.. وغيرهم.. وغيرهم..!

*السودانيون أحرزوا هدفا رائعا.. المهم الاستمرارية!

*انتصارات مصر على "كورونا" قضت على سمعة الفيروس عالميا..!

*الناديان الكبيران.. وهدنة دائمة أم مؤقتة..؟

*أيهما يغلب مَنْالتمثيل أم الغناء؟

لماذا أصر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن يبدأ زيارته للبنان بلقاء المطربة فيروز.. قبل جميع الساسة وجميع رجال وقيادات الأحزاب.. بل والقيادات الدينية..؟ 

ولقد أمضى ماكرون ساعة ونصف الساعة في ضيافة فيروز ليخرج بعدها ليقول لقاء إنساني ومؤثر مع "دراما" لبنان .. وصانعة تاريخه..!

ويبدو أن ماكرون ربط بين حصول لبنان على الاستقلال بعد انسحاب القوات الفرنسية منها.. وبين عمر فيروز.. فقد رحل الفرنسيون عن لبنان منذ 76 عاما بينما فيروز عمرها الآن 85 عاما وبالتالي فقد عاصرت جميع مراحل حياته ابتداء من فرحة الاستقلال ثم صلابة إرادة شعبه الذي استطاع أن يجعل منه في يوم من الأيام ما سمى سويسرا الشرق الأوسط.. ثم الحرب الأهلية بين طوائفه المختلفة.. ثم عودته للحياة ثانية حتى انفجار مرفأ بيروت منذ شهر.

خلال كل تلك المراحل كانت فيروز تشارك بفنها في الدعوة للسلام.. والإشادة ببلدها.. وحث مواطنيها على التخلي عن الطائفية والنزعات العرقية.. وذلك بحيادية بالغة دون أن تناصرجانبا على حساب جانب آخر..!

*** 

المهم.. ما أن وصل ماكرون إلى منزل فيروز حتى تعالت صيحاتالمتظاهرين الذين يرفضون ترشيح مصطفى أديب لرئاسة الحكومة الجديدة وذلك مثلما فعلوا مع كل رئيس حكومة سابق.. وأسباب اعتراضهم تكمن في صلته بالأحزاب رغم أنهينفي مثل تلك الاتهامات قائلا إن تأييد حزب الله لي لا يعني أني يمكن أن ألقى نفسي في عباءته.. أو أئتمر بتعليمات أمينه العام حسن نصر الله.

ورغم كل هذه التبريرات.. مازال اللبنانيون ثائرين وغاضبين بسبب تدني مستوى معيشتهم.. ومعاناتهم الاقتصادية التي أوصلتهم إلى حالات يرثى لها من الجوع والعطش والعرى..!

*** 

هنا.. ومع التقدير البالغ لدور فرنسا ممثلة في رئيسها إلا أن جولة ماكرون في شوارع بيروت وتفقده مرفأه الذي احترق وحرق عشرات المنازل حوله.. وتصريحاته التي تحمل شبه تحذيرات للبنانيين بضرورة القيام بإجراءات إصلاحية وإلا لن يحصلوا على أي مساعدات أو أي دعم سواء من فرنسا .. أو من المجتمع الدولي بصفة عامة.

هذه المشاهد.. تعطي انطباعا بأن اللبنانيين عادوا إلى ما قبل سن الرشد يسوسهم طرف أجنبي وبكل المقاييس .. هم الذين وضعوا أنفسهم في هذا الموضع بسبب صراعاتهم.. ونزاعاتهم.. وخناقاتهم التي لا تتوقف.. فكانت النتيجة حدوث انهيار كامل في جميع مؤسسات الدولة.. وتلك قمة الخطر..!

*** 

ولعل الموقف في بلاد عربية أخرى لا يختلف كثيرا بحيث يستشعر أي طرف محايد.. أن العرب باتوا غرباء في بلادهم والسبب يرجع إليهم قبل غيرهم.. 

في ليبيا.. لديهم فايز السراج رئيس ما تسمى بالحكومة المؤقتة الذي أنشأ لنفسه ميليشيات خاصة والذي لا يتخذ قرارا إلا بعد الرجوع إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.. والذي جعل أرض بلاده سداحا مداحا أتي إليها الأتراك والإيطاليون والألمان.. والبريطانيون.. وكل طرف من هؤلاء لا يهمه في حقيقة الأمر سوى مصلحته ومصلحة بلاده.. بينما لو كان الليبيون حافظوا منذ البداية على وحدتهم..ورفضوا أية محاولات لتقسيم بلدهم إلى شيع وأحزاب .. ما كان كل هذا الذي يحدث قد حدث..!

*** 

وإذا كان القياس مع الفارق.. فالأخوة في تونس أيضا..شاء قدرهم أن يكون بينهم شخص مثل راشد الغنوشي الإرهابي الإخواني الذي يأتمر بأوامر قيادات جماعته في أوروبا.. والذين يريدون جميعا.. تمزيق خيوط انتماء التونسيين.. لأرضهم وسمائهم لذا.. تفرقت الصفوف.. وتاهت وشائجالتلاحم.. والتكاتف.. وأصبح الناس مشغولين.. بمحاربة التطرف المتمثل في الغنوشي وأعوانه.. أكثر من انشغالهم.. ببناء وطنهم .. وإعادة إرساء مؤسساته الدستورية على قواعد ثابتة وأركان متينة.

*** 

استنادا إلى كل تلك الحقائق.. فإن السؤال الذي يدق الرءوس بعنف:

*وهل كان في وسع اللبنانيين على سبيل المثال التخلص من حسن نصر الله وميليشياته .. وهل يقدر الليبيون على طرد ميليشيات السراج.. وهل يقف التونسيون صفوفا متراصة ضد غلوائية عصابة الإخوان الإرهابية..؟

أنا شخصيا أجيب عن السؤال:

نعم.. وألف نعم .. فالشعوب الحريصة على مصلحتها هي التي لا تسمح باختراقها تحت وطأة أي ظرف من الظروف وهي التي إذا صادفتها عقبة أو عقبات.. تقف وقفة رجل واحد حتى يتم إزالة الألغام مهما كلفهم ذلك من تضحيات..أما الارتماء في أحضان الأجنبي ولو مرة واحدة فإنه كفيل بتمهيد الأرض للغرباء حتى ولو كان منهم من يتسم بحسن النية.. أو الرغبة في المساعدة المخلصة.. وإن كنت أشك في ذلك..!

*** 

على الجانب المقابل فقد أحرز الأخوة السودانيون هدفا مؤكدا ونظيفا بتوقيعهم اتفاق السلام مع القوى الثورية.. أو المعارضة بعد عقدين من الزمان سالت خلالهما الدماء أنهارا..!

لقد اتفق السودانيون مع بعضهم البعض على وقف الحرب وجبر الضرر واحترام التعدد الديني والثقافي والتمييز الإيجابي لمناطق الحرب وهي دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.

الأهم.. والأهم.. أنهم اتفقوا على تقاسم السلطة وتقاسم الثروة.. كل ذلك بعد أن مات منهم 4 ملايين شخص ونزح أكثر من عشرة ملايين آخرين تاركين بيوتهم ومتاعهم وذكرياتهم..!

وقد أعجبني قول عبد الله حمدوك رئيس الوزراء في هذا الصدد بأنه يهدي اتفاق السلام هذا إلى الأطفال الذين ولدوا في معسكرات النزوح واللجوء والأمهات والآباء الذينيشتاقون لقراهم ومدنهم وينتظرون تحقيق وعود النظام الحالي بعودتهم إلى ديارهم .. وإلى توفير العدالة وسيادة القانون والتنمية والأمن لهم فردا فردا..!

طبعا.. يا ليت وألف يا ليت.. 

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فالواضح أن أعضاء هيئة الحكم في السودان بادروا سريعا برأب الصدع فيما بينهم فتوقفوا عن الاتهامات العلنية المتبادلة أما إذا كانوا قد استمروا في خلافاتهم إلى ما هو أبعد.. لأصبحت النتائج بالغة السوء..!

والآن.. وقفة مع ما يجري هنا عندنا.. في مصر المحروسة.. 

أولا: الشواهد تقول إننا حاصرنا فيروس كورونا حصارا علميا وعمليا ودقيقا وبالتالي أصبحناقاب قوسين أو أدنى من الانتصار عليه انتصارا حاسما..!

الحمد لله .. أن الإصابات محدودة وأعداد الوفيات قليلة.. عكس دول عديدة أخرى مازال الفيروس متربصا بها ويصول ويجول بين شعوبها.

ويكفي أن مشاعر الذعر التي كانت تنتاب المصريين قد بدأت تتوارى كثيرا.. كثيرا.. بحيث الشخص إذا ما أصابته الكورونا فعلا.. فإنه يتعامل معها كإنفلونزا الطيور أو الخنازير.. يتناول العقاقير المتعارفعليها.. ويمضي مدة 5 أيام في منزله حتى يعود سليما معافى بحمد الله وفضله.

ثانيا: الشواهد تقول أيضا.. إن مخالفات البناء لم تعد تعرف التمييز.. أو التفرقة.. بل جميع مرتكبيها أمام القانون متساوون.. لذا.. يصبح من الصعوبة بمكان إعادة تكرار نفس المخالفات بطريقة أو بأخرى.. فها هي رؤوس الذئاب الطائرة تحمل معها المحاذير.. والتنبيهات.. والتشديد على عدم الوقوع في الأخطاء مع مرور الأيام..!

لا.. وألف لا..!

وبرافو.. ومليون برافو لصاحب القرار..

*** 

وتلك خمسة رياضة:

مثلما كنت أعترض بشدة على أسلوب تعامل الناديين الكبيرين مع بعضهما البعض أقول اليوم إن تجربة الأيام الماضية تشير إلى أن الأجواء بينهما بدأت ترطب.. أو تبرد.. 

هذه هي الرياضة الحقة بالفعل.. وأنتم طبعا

تعرفون من هما اللذان أقصدهما وأقول لهما: لقد وصل كل منكما إلى منصب رئيس النادي ليس من فراغ ولكن بعد جهد وتعب وإصرار الأمر الذي يحتم الحفاظ عليه مهما بلغت الصعاب والعقبات.. 

بصراحة.. أنا شخصيا أستشعر أنكما ستعودان صديقين تلتقيان معا.. وتتبادلان الدعوة على الغداء والعشاء.. مرة في مطعم السمك الشهير بالمهندسين وأخرى عند ملك الكفتة في مدينة نصر..!

تحياتي لكما وتمنياتي بعدم خرق الهدنة..!

*** 

وتلك لقطة فنية.. أسبقها بسؤال:

أيهما يغلب على الآخر.. الغناء أم التمثيل..؟

يعني.. هل الممثل بعد أن ينال الشهرة.. يدخل عالم الغناء وهو مطمئن إلى أنه سيحقق نجاحا.. أم العكس.. المطرب بعد أن تنتشر أغانيه وتحقق مشاهدات عالية يقبل عليه المنتجون ويسندون إليه أدوار البطولة..

أنا شخصيا أرى أن هناك فارقا كبيرا.. بين الغناء والتمثيل.. وبصراحة ليس كل المطربين عبد الحليم حافظ وليست كل الممثلات شادية.. والا إيه..؟!

مع تحياتي للأخ هاني شاكر.. وللأخ أشرف زكي.. الذي أتمنى ألا يقبل الأدوار الهامشية.. أو التي يبدو فيها بأنه"سنيد" مثل عبد المنعم إبراهيم رحمه الله.

*** 

و..و..وشكرا