*أديت صلاة الجمعة بعد انقطاع إجباري 23 أسبوعا
* التزام كاملبالإجراءات الاحترازية..
* وخطبة مصطفى حسني.. لم تزد عن التسع دقائق
*المصلون متفائلون.. بأن الفيروس في طريقه للانحسار
*أدينا صلاة الغائب على الفريق "العصار" الذي كان يدخل المسجد ويخرج في هدوء.. وتواضع وإيمان
*أصارحكم القول: الأذان.. كان له سحر خاص بعد العودة
*المشرف على المسجد: استخدمنا الحصير البلدي بدلا من الموكيت والسجاد
بقدر حجم الألم النفسي الذي أصاب معظم سكان الكرة الأرضية بسبب منعهم من أداء صلاة الجماعة داخل المساجد بما فيها صلاة العيدين.. والجمعة.. أقول بقدر حجم هذا الألم النفسي بقدر ما كان حرص هؤلاء على بذل كافة الجهود لمنع انتشار فيروس كورونا ومحاصرته من مختلف الاتجاهات لاسيما بعد أن كشر عن أنيابه.. وتسبب في قتل وإصابة الألوف.. أو مئات الألوف.
***
إنصافا للحقيقة يحسب للمصريين أنهم كانوا من أوائل الشعوب التي طبقت الإجراءات الاحترازية خير ما يكون التطبيق.. فكانت النتيجة والحمد لله.. أنهم خرجوا.. أو في سبيلهم أن يخرجوا من المعركة بأقل الخسائر.
***
من هنا.. عندما لاحت بشائر النصر على كورونا.. بدأت العودة تدريجيا للصلاة في المساجد وحذف منالأذان تلك العبارة الموجعة التي تقول: "ألا صلوا في بيوتكم .. ألا صلوا في رحالكم".
وأول أمس.. كانت إعادة افتتاح المسجد المحبب إلى قلبي حيث أديت فيه صلاة الجمعة وبدت وجوه المصلين مثل محمد عوف ومحمد المصري وأيمن سليمان وغيرهم وغيرهم.. وكأنها تشع نورا .. كما بدأ الداعية الشابمصطفى حسني.. أكثر إشراقا وأبلغ حماسا..!
لقد التزم مصطفى بالتعليمات.. ولم يشأ أن تزيد مدة خطبة الجمعة عن تسع دقائق فقط.. بعدها نهض القوم لأداء صلاة الغائب على روح الفريق محمد العصار.. وزير الدولة للإنتاج الحربي الذي لم ينقطع يوما عن الصلاة وتعود أن يجيء للمسجد في صمت.. ويخرج في صمت .. هادئا متواضعا مؤديا تعاليم الله خير ما يكون الأداء..
وقد شاء القدر أن يرحل الرجل دون أن يودعه أحد من رفقائه في المسجد الصغير لكنهم آثروا أن يشاركوا جميعا في أداء صلاة الغائب على روحه..!
أيضا.. رحل عن عالمنا أستاذ جراحة التجميل بقصر العيني الدكتور عادل حسني والذي كان هو الآخر لا يتحدث إلا بصوت خفيض ولا يناقشأي أحد في أمر من أمور الدنيا.. اللهم إلا إذا طلب منه أحد المصليناستشارة طبية.. أو رأيا علميا.
***
في النهاية تبقى كلمة:
بعد أداء الصلاة.. وما تخللها من آذانات يشدو بها الشيخ محمد إمام المسجد.. أقول.. إن أذان أول جمعة بعد العودة كان له سحر خاص.. ووقع جميل في أعماق أعماق النفوس التي لولا تآلفها وتكاتفها مع بعضها البعض.. ما وصلنا إلى تلك النتائج المبهرة.. في معركتنا ضد الفيروس..!
ثم..ثم.. ما شد انتباهي أن إدارة المسجد استبدلت الموكيتوالسجاد بـ"الحصير البلدي" الذي ملأ أركان المكان.. وعندما سألت المهندس هشام الحلا المشرف على المسجد عن السبب.. قال إن هذا الحصير.. عامل مقاوم ضد الفيروسات والميكروبات وطارد للحشرات الطائرة وغير الطائرة..!
ولأن الله سبحانه وتعالى يقسم الأرزاق بعدالة وحب لعباده.. فقد كان الإقبال هائلا على الحصير البلدي لدرجة أن المصنع الصغير الذي يتولى إنتاجه لم يعد قادرا على تلبية طلبات العملاء الذين كانوا حتى وقت قريب يتحرجون من ذكر كلمة "حصيرة" على لسانهم..!
***
و..و..وشكرا
***