مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 10 سبتمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*جرعة شجاعة واحدة.. لإعلان مفجر مرفأ بيروت!

*أدلة اتهام حزب الله تجيء من ألمانيا..!

*هذه المرة.. لا تهتموا بتهويلات منظمة الصحة العالمية

*الكمامة تزيد خلافات ترامب مع الصحفيين

*الوزير السباق دائما.. تُرى من يكون..؟

*عنترة بن شداد.. يختفي من القاهرة نهائيا!

*أرجوكم.. أغلقوا مصيف النخيل القاتل..!

*مرتضى يطارد الخطيب مرورا بمخرج التليفزيون

يستحيل أن يفر الجاني بجريمته حتى نهاية العمر.. إذ لابد أن يجيء يوم تسقط عنه كل أوراق الشجر التي طالما أوهم نفسه بأنها كفيلة بتغطية جسده الهش.. ونفسه الملطخة بتداعيات الذنوب والآثام..

بسم الله الرحمن الرحيم:" واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب".

أيضا:" غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول".

وأيضا:" فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين".

صدق الله العظيم.

*** 

عندما وقع انفجار مرفأ بيروت يوم 4 أغسطس الماضي علت أصوات هنا.. وهناك كلها منبعثةمن حناجر معظم القوى السياسية التي تحاول كل منها تبرئة رجالها من الجريمة الشنعاء..!

وربما كان أكثر الأصوات دويا هو صوت حسن نصر الله أمين عام حزب الله.. الذي أخذ يطلق الخطب الحماسية ذات الشعارات الرنانة محاولا بشتى السبل والوسائل إبعاد الشبهة عنه وعن ميليشياته الإرهابية .

ولم يكتف نصر الله بالإصرار على ادعاء البراءة .. بل وصل به الأمر إلى حد تهديد كل من يتجرأ ويشير بأصابع الاتهام إلى حزب الله سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة.

وكالعادة في لبنان.. تاهت الحقيقة وأمضى القوم أيامهم ولياليهم في تبادل الاتهامات بين بعضهم البعض وإن كان ذلك لم يمنع ظهور بعض الشجعان الذين لا يخشون جبروت وتطرف حزب الله وركزوا على تاريخه الزاخر بوقائع القتل.. وسفك الدماء وتدمير البيوت والممتلكات العامة والخاصة.

ومع ذلك مازالت ملامح الصورة غامضة والظلام الحالك يحيط بأبعاد القضية بينما حسن نصر الله مستمر في سياسة التهديد والوعيد.. والادعاء أنه وحزبه ليسوا من هؤلاء الذين يقومون بعمل ما ثم ينكرون ما ارتكبته أيديهم.. وما حاكته عقولهم المريضة من مؤامرات ضد الإنسانية جمعاء..!

*** 

لكن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل.. حيث أعلنت المخابرات الألمانية مؤخرا عثورها على مخزن سري في جنوب البلاد به العديد من الأسلحة وآليات تصنيعها ثم الأهم والأهم كميات هائلة من نترات الأمونيوم.. وهي نفس مادة التفجير التي أدت إلى كارثة مرفأ بيروت.

إذن بقدر بسيط من المنطق.. تتجه أصابع الاتهام تلقائيا إلى حزب الله .. باعتباره صاحب المخزن الذي تعمد إخفاء مكانه والذي سبق أن رفع شعار "يكاد المريب يقول خذوني".. عندما حاول الإنكار أو بالأحرى خداع العالم كله بأكاذيبهوادعاءاته الباطلة.

*** 

على أي حال إذا كان حزب الله يعد مشكلة المشاكل ليس في لبنان فقط.. بل في العالم بأسره فإن ثمة مشكلة أخرى أكبر وأبلغ أثرا وتأثيرا مازالت تحتل موقعا شاسعا على خريطة الساحة الدولية ألا وهي فيروس كورونا..

هذا الفيروس الذي حير العالم منذ ظهوره هو نفسه الذي يرفض الانسحاب بل لديه إصرار بالغ على إنزال أعتى الأخطار بالبشرية جمعاء..!

وما يدعو للحيرة والتعجب.. أن الدول أو المجتمعات التي تشابكت أياديها منذ اللحظات الأولى لاكتشاف الفيروس هي نفسها التي دبت الخلافات فيما بينها بعد نحو شهر أو أربعين يوما عندما أخذت الاقتصاديات تتهاوىوبدأت الشعوب تدفع ثمن سيطرة وغلواء الفيروس اللعين..!

وبالرغم من أن الجميع موقنون بأن الحاجة باتت ماسة لاكتشاف عقار للعلاج.. ومصل للوقاية.. إلا أن كل طرف سار في اتجاه عكس الطرف الآخر.. لتظل البشرية متجمدة في مكانها لا تستطيع أن تخطو خطوة واحدة للأمام.

والآن وبعد مرور خمسة شهور على إغلاق أبواب العالم بسبب التحذيرات التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية تعود هذه المنظمة لتكرر تحذيراتها على أساس أن هناك موجة ثانية أعتى وأشد يقوم بها كورونا ليلقى مصرعه من يلقى ويصاب من يصاب.

واسمحوا لي أن أقدم لكم نصيحة أحسب من وجهة نظري أنها الأجدر والأنفع ..

هذه النصيحة تقوم على أساس عدم الاكتراث بتحذيرات منظمة الصحة العالمية الحالية أو التي ستصدر عنها مستقبلا بعد أن ثبت أن هذه المنظمة تتبع سياسة التهويل والتخويف.. وإثارة الذعر في النفوس.. بينما كان في إمكانها ومازال إشاعة مناخ الأمل والتفاؤل والتبسيط من تداعيات كورونا بالضبط مثلما فعلت خلال الأسابيع الماضية عندما قصرت توصياتها الطبية على استخدام دواء علاج الإنفلونزا العادية أو على أكثر تقدير إنفلونزا الطيور وتجاهل كورونا وكأنه لم يظهر للوجود أصلا..!

أنا شخصيا أرى أن هذا الأسلوب العلمي والواقعي يقضي قضاء مبرما علىالموجة الثانية التي تريد منظمة الصحة العالمية أن تجعل منها مثار إيلام.. وقلق وتوتر..!

لكن لا.. وألف لا..!

*** 

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن الولايات المتحدة كانت من الدول القلائل التي سقط بها أكبر عدد من الضحايا وخاض رئيسها أكثر من معركةضد القوى العالمية الأخرى مثل الصين..وروسيا بل والاتحاد الأوروبي.

وقد تعود الأمريكان على أن يشاهدوا رئيسهم وهو يرد ردودا قاسية على مندوبي الصحف وقنوات التليفزيون ولعل آخر واقعة تعكس هذه الجفوةبين الرئيس ترامب وأحد المندوبين الصحفيين في البيت الأبيض حينما استهل الرئيس إجابته عن السؤال الذي وجهه له الصحفي بقوله في عصبية:

اخلع هذه الكمامة.. وأنت تحدثني..!

رد المندوب الذي لم يكن يتوقع بطبيعة الحال هذا الاستفزاز من جانب الرئيس فقال: آسف. لا أستطيع خلع الكمامة لأنها تحميني من كورونا.. 

بادر الرئيس ليعلي صوته أكثر وأكثر:

أنا أريد أن أرى ملامح وجهك عندما تسألني وعندما أجيب..!

ثم..ثم.. وكأن الرئيس أراد ألا يستطرد كثيرا في المناقشة وقد أشار بإصبعه إلى زميل آخر ليلقي بسؤاله.. الذي بادر ترامب بالإجابة عنه متغافلا عما جرى..!

المهم.. فإن الرئيس يخوض بين كل يوم وآخر معركة حامية الوطيس مع الصحفيين والتليفزيون مع أنه يمر بمرحلة حساسة تمس صميم وضعه السياسي باعتباره مرشحا لفترة رئاسة ثانية.. لكن الرئيس ترامب يبدو وكأن الأمر لا يهمه.. والدليل أنه لم يحاول أبدا ترطيب الأجواء بينه وبين الإعلام.. ومع ذلك يصر على أنه الفائز.. والفائز بأغلبية ساحقة على منافسه الديمقراطي جو بايدن الذي دائما ما يصفه بالرجل الباهت..!

*** 

ومن أمريكا.. نتجه من خلال هذا التقرير إلى المحروسة مصر .. لنتوقف أمام وزير نشط وفاهم ومتمكن.. وما يؤكد كل تلك المزايا قدرته على الإقناع عندما يتحدث واتخاذه من العلم سلاحا للبقاء.. 

الوزير الذي أعنيه هو خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي قدم لنا منذ أيام الصورة الكاملة للعام الجامعي الجديد.. 

تحدث الوزير عن قاعات الدرس وتحديد عدد الحاضرين بها.. نفس الحال بالنسبة للمعامل.. والكافيتريات بل وموائد الطعام حتى ازرار المصاعد باعتبارها مصدرا لنقل العدوى.

باختصار شديد ما يقوله الوزير بين كل يوم وآخر لابد أن يكون عامل تشجيع للطالب والطالبة وهما مطمئنان مستريحا الضمير..

وبصراحة برافو.. وألف برافو..

*** 

ثم..ثم.. وقفة تأمل أمام العاصمة الخالدة المحروسة التي شنت حربا ضارية ضد العشوائيات التي كانت تسيء للسمعة الحضارية للوطن كله.

آخر المعارك التي حسمتها القاهرة العاصمة لصالحها هي المعركة ضد ما أسمي اسطبل عنتر وهي منطقة شوهت التاريخ والمجد التليد بسبب الاسم المخزي وبسبب تراكم الأجساد داخل الأماكن الضيقة وغياب المقومات الأساسية للحياة حتى تحقق النصر واختفى اسطبل عنتر من الوجود.

ولمن لا يعرف نوضح أن اسم عنتر هذا أخذوه من عنترة بن شداد حيث كان سكان المنطقة والمناطق المجاورة يشعرون بالخجل والعار من عبارة اسطبل عنتر وحولوه إلى ساحة عنترة بن شداد تمسحا في الفارس العربي الشهير لكن سطوة العشوائيات أبت إلا أن يبقى الاسطبل على حاله.. حتى جاءت ساعة الخلاص النهائية..!

*** 

ومن القاهرة إلى العاصمة الثانية الإسكندرية التي يشهد مصيف النخيل القائم بمنطقة العجمي حوادث غرق تتكرر صباحا ومساء ومع ذلك ينظرون للأمر وكأنه "عادي" وحوادث الغرق واردة سواء عند شاطئ النخيل أو غيره..!

بكل المقاييس هذا كلام فيه التفات حول الحقيقة فليست كل الشواطئ أنشئت لابتلاع البشر.. 

لذا.. فإني أرى أنه ما من سبيل سوى إغلاق هذا الشاطئ نهائيا ومنع الاقتراب منه تحت وطأة أي ظرف من الظروف فإذا كان هناك أناس بيننا يعملون على إضرار أنفسهم بأنفسهم فإن السلطات "المختصة" يجب أن تكون أكثر عقلانية وأشد حسما..!

*** 

أخيرا.. خمسة رياضة:

واضح أن جبل الجليد لم يذب بعد بين كلٍ من مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك ومحمود الخطيب رئيس النادي الأهلي فالأول يطارد الثاني في كل مكان.. حتى وصل إلى شاشة التليفزيون.. وأثار "شبورة" حول مخرج المباراة بين الناديين الكبيرين متهما إياه بالتحيز لصالح طرف على حساب الآخر.. فما كان من إدارة التليفزيون إلا أن وقعت جزاء على المخرج بخصم ثلاثة أيام من مرتبه مع إنذار شديد اللهجة بضرورة الاعتدال وممارسة الحيادية التامة..!

..و..و..ويقولون هدنة بين الناديين الكبيرين..!

*** 

و..و..وشكرا