مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 12 سبتمبر 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*الآن.. اطمئنوا.. وقروا عينا

*تصريحاترئيس الوزراء بشأن مخالفات البناء أراحت الناس.. وهدأت من روعهم 

*ها هي مصر " الزراعية"  تعود بقوة

* تفتح أنهار الخير.. المتدفقة.. بعلم وإتقان

*جامعة الجلالة.. ولا أحسن جامعة في العالم

قريبا تمنع جامعات الثراء الفاحش من استغلالها

*سياسة عربية موحدة.. لابد أن توقف أردوغان عند حده!

*حتى المرتزقة ضحك عليهم.. وخفض"مكافآتهم الحرام"!

*اللبنانيون يشعلونها نارا يوما بعد يوم.. إلى متى؟

أمر طبيعي أن يشعر الناس بالقلق.. وأن تنتابهم كافة أحاسيس التوتر.. والخشية على أمنهم واستقرارهم داخل منازلهم التي حصلوا عليها بشق الأنفس..!!

لقد أخذ القوم يضربون أخماساxأسداس لا يعرفون من أمرهم شيئا.. هل ستهدم شققهم بحق فوق رءوسهم .. وهل يسددون مبالغ طائلة لا ناقة لهم بها ولا جمل.

ومن هؤلاء الذين يطلق عليهم حقا مخالفون.. هل الذين دفعوا تحويشة العمر بعد جهد وكد وعمل.. يتساوون مع حرامية الأراضي.. والمعتدين على الرقعة الزراعية.. وهل.. وهل..؟!

تلك كلها أسئلة دارت بالرءوس لترهق العقول.. وتدفع العيون لتذرف الدمع أنهارا وأنهارا حتى جاء رئيس الوزراء بالأمس.. ليعيد أجواء الطمأنينة.. ومعها بسمات الوجوه التي غابت عنها منذ أيام وأيام.. ألما.. وحزنا..!

قال د. مصطفى مدبولي في عبارات محددة لا تقبل لبسا ولا تأويلا إن الدولة لا تهدم مباني ومنشآت يقطن بها المواطنون .. وأن ما تم هو ما لا يعدو أن يكون مباني خالية وتعديات صارخة خارج نطاق مناطق التصالح لوقف ظاهرة الاعتداء على الأراضي الزراعية أو أملاك الدولة.

الأهم.. والأهم فقد حسم رئيس الوزراء الخلاف الذي كان مثار أخذ ورد طوال الفترة الماضية.. والذي يدور حول سؤال واحد مهم:

من الذي يتحمل قيمة المخالفة.. صاحب العقار الأصلي.. أم مشتري الشقة..؟!

هنا قال رئيس الوزراء:

القانون يلزم صاحب الرخصة بسداد رسوم التصالح.. يعني باختصار شديد.. مالك العقار الذي أقامه في الأساس ليكسب من ورائه الكثير.. والكثير.. وبالفعل حقق أهدافه.. وبالتالي ليس له مجال ليهرب.. أو يتهرب..أو يسوق حججا وذرائع ما أنزل الله بها من سلطان.. 

وحتى يطمئن الناس أكثر وأكثر أكد رئيس الوزراء أن مجرد تسليم مستندات التصالح يوقف أي إجراءات سواء بالهدم.. أو بالسداد.. أو..أو.. مع منح مهلة شهرين لاستكمال الأوراق.

كلام عين العقل..!

إذن.. وبناء عليه فليكف أدعياء المعرفة عن فتاواهم الباطلة حتى يسترد الناس أنفاسهم من جديد وعندئذ يعرف كل واحد أين يضع قدمه بالضبط ولكن في أمان .. وراحة بال.. وبعيدا عن أي نوع من أنواع المطاردة.. 

*** 

على الجانب المقابل.. فها هي الزراعة تعود بقوة من جديد.. بفضل توجيهات الرئيس السيسي..ونظرته الثاقبة نحو المستقبل الذي ينبغي أن يحمل الخير.. كل الخير لأبناء هذا الوطن.. في سبيل ذلك يعقد الرئيس الاجتماعات.. ويتابع التطورات أولا بأول.. لاسيما بالنسبة لمشروع مستقبل مصر وهو بمنطقة الضبعة والذي يهدف إلى تعظيم الإنتاج الزراعي من المحاصيل الرئيسية من خلال استصلاح وزراعة أجزاء من الصحراء الغربية.

أصارحكم القول.. إننا نحن المصريين نعتز أيما اعتزاز بما وصفنا به منذ قديم الأزل بأننا بلد زراعي.

نعم.. الإمكانات متوفرة.. والأراضي قابلة للاستصلاح بشيء من الجهد والعمل.. والمزارعون لا يتوانون عن توفير الخير لأولادهم .. وأحفادهم ..وهذا لا يمنع من أن ننهض بصفة دائمة ومستمرة.. بالصناعة فقد قطعنا فيها هي الأخرى شوطا كبيرا.. وما أحلى أن تتعانق معا.. الثروة الزراعية.. والثروة الصناعية.

وللعلم معظم الدول التي حققت لأبنائها معيشة رخوة اهتمت بالزراعة أولا ثم الصناعة.

مثلا.. بريطانيا تزرع 69% من مساحتها عن طريق ما يقرب من 500 ألف شخص وتسهم بحوالي 9,9 مليار جنيه إسترليني من إجمالي القيمة المضافة..وعندما أدركت الدولة أن ارتفاع أسعار الأراضي مؤخرا يتسبب في إحجام الشباب عن العمل في الزراعة .. قامت على الفور بوضع التسهيلات سواء في الملك أو الإيجار طويل المدة.. فأخذ الإقبال يتزايد من جديد.. 

ألمانيا التي تعرف بأنها بلد صناعي بنسبة كبيرة.. تستثمر نصف مساحتها زراعيا.. ويوجد نحو مليوني مواطن متفرغون للعمل في الزراعة.

وما يشد الانتباه أن العامل الزراعي الواحدكان بمقدوره توفير الغذاء لعشرة أشخاص بعد الحرب العالمية الثانية.

الآن.. بفضل التطور العلمي والتقني ارتفع العدد إلى 142 شخصا.

وهكذا.. فإن الصناعة تخدم الزراعة والعكس صحيح بطبيعة الحال.. 

وأحسب أن هذا ما نضعه نصب عيوننا في مصر خلال تلك الحقبة الزمنية من تاريخنا الذي نصنعه بكل ما أوتينا من قوة جسدية وعقلية ومعنوية.. 

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن الرئيس السيسي قد أمر بإعادة مشروع البتلو للحياة.. وهو المشروع الذي كان قد توقف خلال مرحلة زمنية معينة بغير أسباب واقعية ومنطقية.

ومعنى مشروع البتلو أن تتوفر اللحوم بأسعار معقولة.. وأن يتحمس المزارع لكي تكون أرضه.. مصدرا خصبا لتغذية الحيوانات.. أي أنها سلسلة متصلة الحلقات.. وذلك هو الفكر المستنير بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

*** 

وهكذا يتأكد بكل الإيمان واليقين.. أن الدولة العصرية الحديثة في مصر تضع أهدافا عديدة نصب عينها في نفس الوقت الذي تحدد فيه الأساليب العلمية السليمة التي تقود إلى هذه الأهداف.. 

وغني عن البيان.. أن هذه الدولة تعيش بنصف مواطنيها لحظة بلحظة .. فإلى جانب العمل على تنويع مصادر الدخل القومي.. فإنها تهتم أبلغ اهتمام بتوفير السلع بأسعار متهاودة وبلا أدنى مشاكل أو أزمات.. بل عندما استشعرت أن الجامعات الخاصة تفرض مصاريف باهظة على الطلبة.. بادرت الدولة على الفور.. بإنشاء جامعات جديدة أبلغ تقدما وأرفع قيمة.. 

وبالمناسبة لقد بعث لي د.خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي بشريط فيديو عن جامعة الجلالة يحكي كيف أن هذه الجامعة تتفوق على أحدث الجامعات تميزا في العالم.

ولندع الشريط يحكي ويعدد الفوائد والميزات.

تقول البداية: بها العلموالعمل بها الحلموالأسرار بها كنوز فوق التصور على ارتفاع 180 مترا وتضم 14 كلية الطب والهندسة والصناعات الدوائية والشئون البيئية والإعلام وبها علوم جديدة تدرس لأول مرة في مصر مثل البايوتيك والانتيك.

بها40 مدرجا رئيسياو40مدرجا فرعيا فضلا عن

3 ساحات ترفيهية وبرجولات وملاعب

ومستشفى تعليمي يضم400 سرير.

والله.. والله حاجات تشرف وتشرف وندعو الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على الحفاظ عليها وصيانتها بل ودفعها إلى الأمام أكثر وأكثر.

هذه الجامعة وغيرها من الجامعات الأهلية هي التي سوف تجبر جامعات الثراء الفاحش التي تحصل من الطلبة على مبالغ هائلة على خفض مصروفاتها تلقائيا لاسيما وأنها تحتوي على مكاسب وميزات أفضل وأفضل..!

ثم..ثم.. فإن مصر القوية بجيشها وأمنها وعلمها وشعبها وقيادتها تسعى سعيا حثيثا لكي تكون الشعوب المجاورة لها متمتعة مثلما نتمتع نحن بحياة مستقرة ترتفع بين جنباتها قلاع الصناعةوالزراعة والعلم وكل شيء..!

إنها تتمنى أن يتمتع الليبيون باستقرارهم وأمانهم وفي سبيل ذلك تبذل المحاولات وتقدم المبادرات يوما بعد يوم.. لتحقيق هذه الأغراض النبيلة.

ولعل الدعوة التي وجهتها بالأمس للدول العربية من أجل وضع سياسة واحدة وحازمة تجاه تدخلات الوالي العثماني الزائف الملقب برجب طيب أردوغان خير شاهد وأبلغ دليل.

ومع ذلك فإن السؤال الذي يدق الرءوس بعنف:

هل وضع تلك السياسة من الصعوبة بمكان..؟!

نحن نسمع من الأخوة العرب تصريحات صباحية ومسائية تتحدث عن الأخوة والتضامن والتعاون ..و..و.. لكنها للأسف تصطدم بصخرة التمزق والتشتت والنزعات الذاتية ..

لذا.. ما الذي يمنع من التخلص من كل تلك العورات والنقائص والنظر بمنظار أبيض ينم عن التفاؤل الحقيقي والآمال التي لا تقبل التبديد أو التعثر.. ليقيم الجمع كله سورا ضخما ومتينايتعذر اختراقه أو الاقتراب منه.

لقد ذكر وزير الخارجية عبارة تستدعي التوقف أمامها طويلا حيث قال إن العرب في حاجة ماسة إلى انتهاج سياسة موحدة وحازمة لردع النظام التركي.

وصدقوني أن النظام التركي الآن في أضعف حالاته.. إذ يكفيه أن المرتزقة من جماعات الإرهاب والدواعش وتنظيم القاعدة وغيرها وغيرها.. باتوا يتحينون الفرصة للانتقام من الوالي العثماني شر انتقام بعد أن ضحك عليهم.. وأتي بهم لإثارة الرعب والفزع بين صفوف الشعب الليبي.. مقابل 3000 دولار للفرد الواحد فإذا به يخفض هذا المبلغ بعد وصولهم إلى 1700 دولار فقط..!

هنا.. أخذت الدماء تغلي في رؤوس القتلة والسفاحين ولعل أول ما سيتخذونه لاسترداد كرامتهم وحقوقهم.. الإطاحة بالسلطان الحرامي.

*** 

أخيرا.. للمرة المائة قلبي مع الإخوة اللبنانيين الذين يبدو أنهم قد تعاقدوا مع الكوارث تعاقدا مشينا ومشبوها ومزريا..!

من يصدق أنه بعد شهر من وقوع انفجار مرفأ بيروت تجيء النار لتشتعل في نفس المكان وترتفع ألسنتها بلا رحمة أو هوادة..؟

هل هي صدفة..؟

هل هو اعتياد على الإجرام...؟

هل تصفية حسابات؟

هل إظهار العين الحمراء دائما وأبدا لكل من يفكر في كشف المستور..؟

كلها أسئلة .. أجزم بأنها لن تجد من يجيب عنها طالما أن النوايا تزدادسوءا .. والمناخ يلفه الظلام الحالك أكثر مع كل ساعة تدق دقا يوحي بالألم والحزن والمرارة بدلا من الأمل والبسمة التي لم يعد لها مكان في هذا البلد المغلوب على أمره .

*** 

    مواجهات

*الأحلام عندما تتعدى حدود الخيال يصبح "الأرق" نعمة يبحث عنها من لا يقدرون على التحليق في الفضاء..!

*** 

نصيحتي لك.. أن تعيش هموم الناس قبل أن تضحك مثلما يضحكون وتهلل كما يهللون.. فكم من زغاريد تجلب التعاسة والألم دون أن تعرف من تطلقها.. لماذا.. وكيف .. وأين..؟

*** 

*صدقني .. لا يوجد ما يسمى بالحب الأول.. ولا بالحب الأخير.. ولا تصدق من تقول لك أنت روحي وعقلي ودمي ودموعي لسبب بسيط أنها منذ أول مفترق طرق ستجيء لتسألك من أنت..؟

*** 

*كثيرون يقولون عكس ما يفعلون وكثيرون يفعلون ويصمتون ..

الغريب أن الأولين طريقهم سالك دائما بلا مطبات أما الآخرون فتطويهم ملفات النسيان أسرع مما كانوا يتصورون..!

*** 

*زمان كنت أعشقالسفر.. الآن كلما جاءني من يريد استعراض ذكريات الماضي أنظر إلى باريس على الخريطة وأتحسر..!

*** 

*هل التربية الحديثة بحق أن تترك الفتاة تفعل ما يحلو لها وأن تصفق للشاب كلما أوهمك أنه بات يعرف مصلحته أكثر من غيره ؟

بالطبع لا .. وألف لا ومن لا يقتنع فليطلب ملفجرائم فندق فيرمونت ليطلع على ما جاء به من سوء خلق.. وسلوكيات متدنية وغياب متعمد للأهل.. والأخلاق والقيم.

*** 

*بعد أن تقرر فتح باب الترشيح لمجلس النواب في الفترة من 17 إلى 23 سبتمبر الحالي.. هل يرفع النواب السابقون كتبهم في أياديهم .. لعل وعسى..؟

*** 

*وأعجبتني هذه الحكاية:

سئل الإمام أحمد بن حنبل:

كيف السبيل للسلامة من الناس؟

أجاب: تعطيهم ولا تأخذ منهم ويؤذونك ولا تؤذيهم وتقضي مصالحهم ولا تكلفهم بقضاء مصالحك..

عاد السائل ليقول:

هذا صعب يا إمام..

رد الإمام:

ويا ليتك مع كل هذا تسلم من شرورهم.

*** 

*ثم .. ثم نأتي إلى مسك الختام:

اخترت لك هذه الأبيات الشعرية :

أبصرت طفلا عند روض المصطفى

يبكي ونيران الهوى تكويه

فرحمته وبكيت مثل بكائه

حتى كأني في الهوى أحكيه

من ذا الذي أبكى الغلام ولم يذق

طعم الغرام ولم يكن يدريه

ذاك الحبيب المصطفى الهادي الذي

تعي الوفود لحيِّه تأتيه

جذب القلوب صغيرها وكبيرها 

حتى بكى الأطفال حبا فيه

*** 

و..و..وشكرا